اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

كتاب تيسير العلام


Howayda Ismail

Recommended Posts

باب كيف ترمى جمرة العقبة ؟

.........................

لحديث الحادى والاربعون بعد المائتين

......................................

عن عبد الرحمن بن يزيد النخعى

( انه حج مع ابن مسعود فرآه يرمى الجمرة الكبرى بسبع حصيات فجعل البيت

عن يساره ومنى عن يمينه ثم قال : هذا مقام الذى انزلت فيه سورة البقرة صلى الله عليه وسلم )

المعنى الاجمالى

................

رمى الجمار فى يوم النحر وايام التشريق عبادة جليلة فيها معنى الخضوع لله تعالى

وامتثال اوامره والاقتداء بالخليل عليه الصلاة والسلام واستعادة ذكريات قصته الرائعة مع

ابنه فى صدق الايمان وطاعة الرحمن حين عرض له الشيطان محاولا وسوسته عن طاعة ربه

فحصبه فى تلك المواقف بقلب المؤمن وعزيمة الصابر ونفس الراضى بقضاء ربه

فنحن نرمى الشيطان متمثلا فى تلك المواقف احياء للذكرى وارغاما للشيطان الذى يحاول

صدنا عن عبادة ربنا واول مايبدأ به الحاج يوم النحر هو رمى الجمرة الكبرى لتكون فاتحة اعمال

ذلك اليوم الجليلة فيقف منها موقف النبى صلى الله عليه وسلم حيث الكعبة المشرفة عن يساره

ومنى عن يمينه واستقبلها ورماها بسبع حصيات يكبر مع كل واحدة

كما وقف ابن سعود رضى الله عنه هكذا واقسم ان هذا هو مقام الذى انزلت عليه سورة البقرة

صلى الله عليه وسلم

مايؤخذ من الحديث

................

(1)مشروعية رمى جمرة العقبة وحدها يوم النحر

(2)ان يرميها بسبع حصيات واحدة بعد الاخرى ولايجزئ رميها دفعة واحدة وهو مفهوم من الحديث

(3)يجوز رميها من اى مكان باجماع العلماء ولكن الافضل ان يجعل البيت عن بساره

ومنى عن يمينه ويستقبلها

(4)ان هذا هو موقف الرسول صلى الله عليه وسلم

وقد ذكر ابن مسعود سورة البقرة لان فيها كثيرا من احكام الحج

(5)جواز اضافة السورة الى البقرة خلافا لمن منع ذذلك فابن مسعود اعلم الناس بالقرآن

(6) تسمية هذه المواقف بالجمرات لا مايفوه به جهال العامة من تسميتها ( بالشيطان الكبير )

او ( الشيطان الصغير )

فهذا حرام لان هذه المشاعر مقدسة محترمة تعبدنا الله تعالى برميه والذكر عندها

واعظم من ذلك مايسبونها به من الفاظ قبيحة منكرة وقد يأتون عندها مما ينافى

الخشوع والخضو والوقار من رميها باحجار كبيرة او رضاض او نعال

كل هذا حرام مناف للشرع لما فيه الغلو والجفاء ومخالفة الشارع .

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 289
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

باب الفضل الحلق وجواز التقصير

...............................

الحديث الثانى والاربعون بعد المائتين

.......................................

عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( اللهم ارحم المُحلقين )

قالوا : والمقصرين يارسول الله

قال : ( اللهم ارحم المحلقين ) . قالوا : والمقصرين يارسول الله

قال : ( اللهم ارحم المحلقين ). قال : ( والمقصرين )

المعنى الاجمالى

.................

الحلق والتقصير من مناسك الحج والعمرة الجليلة والحلق افضل من التقصير لانه

ابلغ فى التعبد والتذلل لله تعالى باستئصال شعر الرأس فى طاعة الله تعالى

ولذا فان النبى صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين بالرحمة ثلاثا

والحاضرون يذكرونه بالمقصرين فيعرض عنهم وفى الثالثة او الرابعة ادخل المقصرين معهم

فى الدعاء مما يدل على ان الحلق فى حق الرجال هو الافضل

هذا مالم يكن فى عمرة التمتع ويضيق الوقت بحيث لاينبت الشعر لحلق الحج فليقصر

فهو فى حقه افضل

مايؤخذ من الحديث

..................

(1)مشروعية الحلق او التقصير والصحيح احداهما واجب للحج والعمرة

(2)فضل الحلق على التقصير فى حق الرجال وهو مجمع عليه وهذا مالم يكن فى عمرة

متمتعا بها الى الحج ويضيق الوقت بحيث لاينبت قبل حلق الحج فحينئذ يكون التقصير اولى

(3)المراد بالحلق استئصال شعر الراس باى شئ والتقصير الاخذ من اطرافه بقدر انملة

(4)المشروع هو الاكتفاء بالحلق او التقصير لا الاتيان بهما جميعا

(5)استدل بتفضيل الحلق على التقصير بانهما نسكان من مناسك الحج وليسا لاستباحة المحظور فقط

والا لما فضل احدهما على الاخر

(6)الذى يفهم من الحلق فى هذا هو اخذ جميع شعر الرأس

وهو الصحيح الذى يدل عليه الكتاب والسنة من قول النبى صلى الله عليه وسلم وفعله

وهو مذهب الامامين مالك واحمد.

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 4 أسابيع...

باب طواف الافاضة والوداع

........................

الحديث الثالث والاربعون بعد المائتين

.....................................

عن عائشة رضى الله عنها قالت

( حججنا مع النبى صلى الله عليه وسلم فأفضنا يوم النحر فحاضت صفية فاراد النبى صلى الله عليه وسلم

منها مايريد الرجل من اهله فقلت : يارسول الله : انها حائض فقال : احابستنا هى ؟

قالوا : يارسول الله انها قد افاضت يوم النحر قال : اخرجوا )

وفى لفظ :

قال النبى صلى الله الله عليه وسلم ( عقرى حلقى اطافت يوم النحر؟ قيل : نعم قال : فانفرى)

(1) افضنا يوم النحر : فاض الماء , سال وسمى طواف الزيارة بطواف الافاضة لزحف الناس ودفعهم

بكثرة فى بطاح مكة الى البيت الحرام

(2)احاسبتنا : الاستفهام للانكار والاشفاق مما يتوقع

(3)عقرى حلقى : بفتح الاول ومنهما وسكون الثانى ومعناه الدعاء عليها بالعقر وهو مثل الجرح

فى الجسم والدعاء عليها بوجع الحلق ايضا وخرج الزمخشرى معناه على انهما صفتان للمرأة المشؤومة

اى انها تعقر قومها وتستاصلهم ويحتمل ان يكونا مصدرين مثل الشكوى ولم يقصد منهما حقيقة الدعاء

وانما هما لفظان يجريان على لسان العربى ك ( تربت يداك ) (و( ثكلتك امك )

(4) فانفرى : بكسر الفاء وضمها والكسر افصح وبه جاء القرآن

( انفروا خفافا وثقالا ) ( التوبة :41 ) ومعناه : اخرجى

المعنى الاجمالى

...............

ذكرت عائشة رضى الله عنها : انهم حجوا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع فلما

قضوا مناسكهم افاضوا ليطوفوا بالبيت العتيق ومعهم زوجه صفية رضى الله عنها

فلما كان ليلة النفر حاضت ( صفية ) فجاء النبى صلى الله عليه وسلم يريد منها مايريد

الرجل من اهله فاخبرته انها حاضت فظن صلى الله عليه وسلم انه ادركها الحيض فلم تطف طواف

الافاضة لان هذا الطواف ركن لايتم الحج بدونه.

قال صلى الله عليه وسلم : احابستنا هى حتى تنتهى حيضتها وتطوف لحجتها ؟ فاخبروه انها قد

طافت طواف الافاضة قبل حيضها فقال : فلتنفر اذ لم يبق عليها الا طواف الوداع وهى معذورة فى تركه

مايؤخذ من الحديث

................

(1) ان طواف الافاضة ركن من اركان الحج لايسقط بحال

(2)ان على امير الحج ورئيس الرفقة ونحوها انتظار من حاضت حتى تنتهى حيضها وتطوف طواف الحج

(3) ان طواف الوداع غير واجب على الحائض وانها تخرج وليس عليها فداء لتركها الطواف

رابط هذا التعليق
شارك

الحديث الرابع والاربعون بعد المائتين

..................................

عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال :

( أمر الناس ان يكون اخر عهدهم بالبيت الا ان خفف عن المرأة الحائض )

المعنى الاجمالى

...........

لهذا البيت الشريف تعظيم وتكريم فهو رمز لعبادة الله والخضوع والخشوع بين يديه فكان له

فى الصدور مهابة وفى القلوب اجلال وتعلق ومودة

ولذا شرع للقادم عليه ان يحييه بالطواف قبل كل عبادة لان الطواف ميزته ولدى السفر ان يكون

آخر عهده به ليتفرغ لتلك الساعة الرهيبة التى تتقطع فيها القلوب وتذرف فيها الدموع عند مفارقة

هذا البيت الذى تهفو اليه الافئدة ونحن للقرب منه القلوب شوقا الى رحابه المقدسة ومشاعره المعظمة

حيث تزلت وحلت البركات وهبطت الرحمات وشعت الانوار

وهذا الطواف الاخير وتلك الوقفة الحزينة بين الركن والباب فى حق كل راحل من مقام هذا البيت

سواء حاجا او غيره الا المرأة الحائض فلكونها تلوث المسجد بدخولها سقط عنها الطواف بلا فداء

مايؤخذ من الحديث

................

(1)وجوب طواف الوداع فى حق كل مسافر من مكة سواء أكان حاجا ام غيره قال شيخ الاسلام ابن تيمية :

وطواف الوداع ليس من تمام الحج ولكن كل من خرج من مكة عليه ان يودع ولهذا من أقام بمكة لايودع

على الصحيح فوجوبه ليكون اخر عهد الخارج بالبيت

(2)ان الحائض ليس عليها طواف الوداع ولا دم بتركه

(3)ان طواف الوداع اخر شئون المسافر لان هذا معنى الوداع ومثل شراء بعض الاشياء

فى طريقه الى السفر او انتظار الرفقة او نحو ذلك من التأخر اليسير لا يضر

اختلاف العلماء

..............

ذهب مالك الى استحباب طواف الوداع دون وجوبه على كل احد لسقوطه عن الحائض ولو كان

واجبا لما سقط بحال وذهب الجمهور ومنهم الائمة الثلاثة الى وجوبه على غير الحائض لظاهر الامر به :

قال ابن المنذر : قال عامة فقهاء الامصار : ليس على الحائض التى أفاضت طواف الوداع

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

باب وجوب المبيت بمنى

....................

الحديث الخامس والاربعون بعد المائتين

................................

عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال:

( استأذن العباس بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبيت بمكة ليالى منى من اجل سقايته فأذن له )

سقايته : المراد بها سقاية الحجيج فخدمة الحجاج والبيت مقسمة بين قريش فكان لعبد مناف السقاية

فكانوا قبل حفر زمزم يأتون بالماء بالقرب ونحوها فلما حفرها عبد المطلب اخذ يسقى الحاج منها

فوصلت بالوراثة الى ابنه العباس فأقره النبى صلى الله عليه وسلم عليها

المعنى الاجمالى

............

المبيت ب ( منى ) ليالى التشريق احد واجبات الحج التى فعلها النبى صلى الله عليه وسلم فأن الاقامة

ب (منى )تلك الليالى واللايام من المرابطة على طاعة الله تعالى فى تلك الفجاج المباركة ولما كانت سقاية

الحجيج من القُرب المفضلة لانها خدمة لحجاج بيته واضيافه رخص لعمه العباس لكونه قائما علييها بترك المبيت

ب (منى ) ليقوم بسقى الحجاج مما يدل على ان غيره ممن لايعمل مثله ليس له هذه الرخصة

مايؤخذ من الحديث

................

(1)وجوب المبيت ب ( منى ) ليالى ايام التشريق

(2)المراد بالمبيت الاقامة ب ( منى ) اكثر الليل

(3)الرخصة فى ترك المبيت لسقاة الحاج والحقوا بهم الرعاة وبعضه الحق ايضا اصحاب الحاجات الضرورية

كمن له مال يخاف ضياعه او مريض ليس عنده من يمرضه

(4)ماكان عليه اهل مكة فى جاهليتهم مناكرام الحجاج والقيام بخدمتهم وتسهيل امورهم ويعتبرون هذا

من المفاخر الجليلة فجاء الاسلام فزاد من اكرامهم فعسى ان نحتذى هذه الآداب ونقدم لضيوف الرحمن

مايكون فى الدنيا ذكرا حسنا وللاخرة ذخرا طيبا

اختلاف العلماء

..............

اختلف العلماء هل المبيت واجب او مستحب ؟ فذهب الجمهور ومنهم الائمة مالك والشافعى واحمد الى الوجوب

ووجهه ان تخصيص النبى صلى الله عليه وشسلم العباس بترك المبيت للسقاية دليل على عدم الرخصة لغيره

من لايعمل مثل عمله

والدليل الثانى : ان النبى صلى الله عليه وسلم بات فيها وقال : ( خذوا عنى مناسككم )

وذهب ابو حنيفة والحسن : الى انه مستحب

واختلفوا فى وجوب الدم فى تركه وهو مبنى على الخلاف السابق فمن اوجبه اوجب الدم بتركه ومن استحبه لم يوجبه

رابط هذا التعليق
شارك

باب جمع المغرب والعشاء فى مزدلفة

.................................

الحديث السادس والابعون بعد المائة

................................

عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال : جمع النبى صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء بجمع

لكل واحدة منهما اقامة ولم يسبح بينهما ولا على اثر واحدة منهما )

جَمْع : هى ( مزدلفة ) سميت جمعا لاجتماع الناس فيها ليلة يوم النحر

والازدلاف : التقرب فسميت مزدلفة ايضا لان الحجاج يتزلفون فيها من عرفة الى منى وتسمى ( المشعر الحرام )

لانها داخل حدود الحرم لتقابل تسمية عرفة بالمشعر الحلال لانها خارج الحرم

لم يسبح بينهما : يراد بالتسبيح هنا صلاة النافلة كما جاء فى بعض الاحاديث تسمية صلاة الضحى

( بسبحة الضحى ) لاشتمال الصلاة على التسبيح من تسمية الكل باسم البعض

المعنى الاجمالى

.............

لما غربت الشمس من يوم عرفة والنبى صلى الله عليه وسلم فيها انصرف منها الى مزدلفة ولم يصل المغرب

فلما وصل الى مزدلفة اذا بوقت العشاء قد دخل فصلى بها المغرب والعشاء جمع تأخير باقامة لكل صلاة

ولم يصل النافلة بينهما تحقيقا لمعنى الجمع ولا بعدهما لياخذ حظه من الراحة استعدادا لاذكار تلك الليلة

ومناسك غد من الوقوف عند المشعر الحرام والدفع الى ( منى ) واعمال ذلك اليوم فان تلك المناسك فى وقتها

افضل من نوافل العبادات التى ستدرك فى غير هذا الوقت

مايؤخذ من الحديث

..................

(1)مشروعية جمع التأخير بين المغرب والعشاء فى مزدلفة فى ليلتها

(2)الحكمة فى هذا والله اعلم التخفيف والتيسير على الحجاج فهم فى مشقة من التنقل والقيام بمناسكهم

(3)فيؤخذ منه يسر الشريعة وسهولتها رحمة من الشارع الذى علم قدرة الناس وطاقتهم ومايلائمهم

(4)ان يقام لكل صلاة المغرب والعشاء اقامة واحدة

(5)لم يذكر الحديث الآذان لهما وقد صح من حديث جابر رضى الله عنه انه صلى الله عليه وسلم

( جمع بينهما بأذان واقامتين ) ومن حفظ حجة على من لم يحفظ

(6) انه لايشرع التنفل بين المجموعتين ولابعدهما وهو من باب التيسير والتخفيف والاستعداد

للمناسك بنشاط لان هذه المناسك ليس لها وقت تشرع فيه الا هذا فينبغى التفرغ لها والاعتناء بها قبل فواتها

(7)قال شيخ الاسلام : والسنة ان يبيت بمزدلفة الى ان يطلع الفجر فيصلى بها الفجر فى اول الوقت

ثم يقف بالمشعر الحرام الى ان يسفر جدا قبل طلوع الشمس فان كان فى الضعفة كالنساء والصبيان فانه

يتعجل من مزدلفة الى منى اذا غاب القمر ولاينبغى لاهل القوة ان يخرجوا من مزدلفة حتى يطلع الفجر

اختلاف العلماء

..............

اختلف العلماء فى سبب الجمع بين المغرب والعشاء فى مزدلفة فبعضهم يرى انه لعذر السفر

وهم الشافعية والحنابلة وعلى هذا فلا يباح له الجمع كأهل مكة

والحنفية والملكية يرون انه لعذر النسك وهؤلاء يستحبونه لكل أحد سواء كان مسافرا لنسكه ام لا

والاولى اتباع السنة وهو الجمع لكل حاج سواء أكان لهذا ا لغيره على ان تقدم لنا ان الصحيح ان السفر

لايقدر بمدة ولا مسافة وانما هو كل سفر حُمِل له الزاد والمزاد فهو المتاعب والمشاق واختلفوا فى الآذان والاقامة

لهاتين الصلاتين فذهب بعضهم ومنهم سفيان الى انهما تصليان جميعا باقامة واحدة وذهب بعضهم ومنهم مالك

الى انهما تصليان بآذنين واقامتين وذهب بعضهم ومنهم اسحاق الى انهما تصليان باقامتين فقط

والصحيح ماذهب اليه الامامان الشافعى واحمد وغيرهما من انهما تصليان بأذان واحد واقامتين

وحجتهم فى ذلك ماذكره جابر بن عبد الله رضى الله عنهما فى حديثه الطويل الذى وصف به حجة النبى

صلى الله عليه وسلم من اولها الى اخرها لانه حرص معرفة احواله وتتبع اقواله وافعاله فحفظ من الحجة

مالم يحفظ غيره اما سبب اختلاف العلماء فى الاذان والاقامة فهو تعدد الروايات

فقد صح عن ابن عباس ( ان النبى صلى الله عليه وسلم صلى صلاتين بالمزدلفة باقامة واحدة )

وروى عن ابن عمر ثلاث روايات :

................................

احداهن : انه جمع بينهما فقط وهى حديث الباب الذى معنا

والثانية : انه جمع بينهما باقامة واحدة لهما

الثالثة : انه صلاهما بلا اذان ولا اقامة

وكلها روايات صحيحة الاسناد وبعضها فى الصحيحين وبعضها فى السنن بما ان القضية واحدة فلايمكن حمل

كل رواية على حال ولا يمكن النسخ ولا الجمع بين الروايات فالاحسن الاخذ بما تقدم من رواية جابر

الذى نقل حجته صلى الله عليه وسلم بلا اضطراب وتعد باقى الروايات مضطربة المتون فتطرح

وهذا رأى ( ابن القيم ) رحمه الله تعالى .

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

باب المحرم يأكل من صيد الحلال

...........................

الحديث السابع والاربعون بعد المائتين

...................................

عن ابى قتادة الانصارى ( ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حاجا . فخرجوا معه فصرف طائفة منهم

فيهم ابو قتادة وقال : خذوا ساحل البحر حتى نلتقى فأخذوا ساحل البحر فلما انصرفوا احرموا

كلهم الا ابا قتادة فلم يحرم فبينما هم يسيرون اذ رأوا حمر وحش فحمل ابو قتادة على الحمر

فعقر منها أتانا . فنزل فأكلنا من لحمها . ثم قلنا : انأكل لحم صيد ونحن محرمون ؟ فحملنا مابقى

من لحمها فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عن ذلك ؟ فقال : منكم احد امره

ان يحمل عليها او اشاراليها ؟ قالوا : لا . قال : فكلوا مابقى من لحمها )

وفى رواية : ( قال : هل معكم منه شئ؟ فقلت : نعم فناولته العضد فأكل منها )

خرج حاجا : من المعتمد ان ذلك فى ( عمرة الحديبية ) فأطلق على العمرة حج وهو جائز

فان الحج لغة : القصد والمعتر قاصد البيت

حمر وحش : نوع من الصيد على صفة الحمار الاهلى ومفردها حمار ونسبت الوحش لتوحشها وعدم استئناسها

اتانا : هى انثى من الحمر

المعنى الاجمالى

.............

خرج النبى صلى الله عليه وسلم علم الحديبية يريد العمرة وقبل ان يصل الى محرم المدينة القيب منها

وهو ( ذو الخليفة ) بلغه ان عَدُوا اتى من قِبَل ساحل البحر يريده فأمر طائفة من اصحابه فيهم ابو

ابو قتادة ان ياخذوا ذات اليمين على طريق الساحل ليصدوه فساروا نحوه فلما انصرفوا لمقابلة النبى

صلى الله عليه وسلم فى ميعاده احرموا الا ابا قتادة فلم يحرم . وفى اثناء سيرهم ابصروا حمر وحش

وتمنوا بأنفسهم لو ابصرهاابو قتادة لانه حلال فلما راها حمل عليها فعقر منها أتانا فاكلوا من

من لحمها ثم وقع عندهم شك فى جواز اكلهم منها وهم محرمون فحملوا مابقى من لحمها حتى لحقوا بالنبى

صلى الله عليه وسلم فسألوه عن ذلك فاستفسر منهم : هلى امره احد منهم او اعانه بدلالة او اشارة ؟

قالوا : لم يحصل شئ من ذلك فطمأن قلوبهم بأنها حلال اذ امرهم بأكل مابقى منها وأكل هو منها

مايؤخذ من الحديث

................

(1)ان من كان له ميقاتان قيب وبعيد فهو مخير بسلوك اى الطريقين شاء ويحرم من ميقات

ذلك الطريق الذى سلكه

(2)جواز اكل الحمار الوحشى وانه من الصيد بخلاف الحمار الاهلى فانه رجس

(3)جواز اكل المحرم مماصاده الحلال اذا لم يصده من اجله وهى مسألة خلافية سوف يأتى بحثها

(4)انه لايجوز للمحرم الاصطياد ولا الاعانة عليه بدلالة او اشارة او مناولة سلاح

او غير ذلك مما يعين على قتله او صيده

(5)جواز الاجتهاد فى المسائل العلمية حتى فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم ولكن النص مقدم

على مافهم بطريق الاجتهاد

ولذا فان الصحابة بعدما أكلوا من الحمار الوحشى مجتهدين وحصل لهم شك فى جواز اكلهم

رجعوا فى تحقيق ذلك الى النبى صلى الله عليه وسلم

(6)تطمين المستفتى بالقول والفعل اذا امكن ذلك لانه ابلغ فى تعليمه وابعد للشك عنه

(7)فيه ادب المفتى ومنه ان يستفصل السائل عن ملاباسات الفتوى ومايختلف الحكم لاجله .

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

الحديث الثامن والاربعون بعد المائتين

...................................

عن الصَعْب بن جَثّامَة الليثى رضى الله عنه انه اهدى الى النبى صلى الله عليه وسلم

حمارا وحشيا وهو بالأبواء او بودان- فرده عليه . فلما رأى مافى وجهى قال :

( إنا لم نرده عليك الا أنّا حُرم )

وفى لفظ لمسلم : ( رجل حمار )

وفى لفظ : ( شِق حمار )

وفى لفظ : ( عَجز )

قال المصنف : وجه هذا الحديث : انه ظن انه صيد لاجله والمحرم لا يأكل ماصيد من اجله .

الابواء : مكان معروف ب ( مستورة )

وَدّان : مكان قريب منه

المعنى الاجمالى

...........

لما خرج النبى صلى اله عليه وسلم فى حجة الوداع وبلغ اما الابواء او ودان

واحدهما قريب من الثانى اهدى اليه ( الصعب بن جثامة ) حمارا وحشيا

وكان من عادته الكريمة وتواضعه المعروف قبول الهدية مهما قلت ومن اى أحد

وقد رده عليه لانه ظن انه صاده لاجله وهو اولى من تورع عن المشتبه وماصاده من

الحلال للمرم فانه لايحل له

واخبره بسبب رده عليه وهو انهم مُرمون والمحرمون لا يأكلون مما صيد لهم لئلا يقع

فى نفسه شئ من رد هديته

مايؤخذ من الحديث

...................

(1)قبوله صلى الله عليه وسلم الهدية جبرا لقلوب اصحابها

(2)رد الهدية اذا وجد مانع من قبولها واخبار المهدى بسبب الرد لتطمئن نفسه وتزول وساوسه

(3)تحريم صيد الحلال على المحرم اذا كان قد صيد من اجله

اختلاف العلماء

.................

اختلف العلماء فى اكل الصيد للمحرم فمذهب ابى حنيفة وعطاء ومجاهد وسعيد بن الجبير

جواز اكل المحرم لما أصاده لأجله أم لا وهو مروى عن جملة من الصحابة منهم عمر بن الخطاب

والزبير وابو هريرة وحجة هؤلاء حديث ابى قتادة المذكور فى هذا الباب

وأقر رفقة ابى قتادة على أكلهم قبل أن يأتوا اليه وأمرهم بالأكل منه ايضا

وذهب طائفة الى تحريم لحم الصيد على المحرم مطلقا سواء أصيد لاجله ام لا

ومن هؤلاء على بن ابى طالب وابن العباس وابن عمر ومروى عن طاووس وسفيان الثورى

وحجة هؤلاء قوله تعالى : ( وحرم عليكم صيد البر مادمتم حرما ) ( المائدة : 96 )

وحديث المصعب بن جثامة الذ1ى معنا فإن النبى صلى الله عليه وسلم رده وعلل الرد بمجرد الاحرام

وذهب جمهور العلماء ومنهم الائمة مالك والشافعى واحمد واسحاق وابو ثور الى التوسط

بين القولين فما صاده الحلال لاجل المحرم حرم على المحرم وما لم يصده لاجله حل له

وقد صح هذا التفصيل عن عثمان بن عفان واراد بهذا التفضيل الجمع بين حديث

ابى قتادة وحديث الصعب بن جثامة لان كليهما صحيح لايمكن رده

ومما يؤيد هذا الرأى ماروى الامام احمد وابو داود والترمذى والنسائى عن جابر بن

عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( صيد البر لكم حلال وانتم حرم مالم تصيدوه او يُصد لكم )

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 7 شهور...

المعاملات

.............

الاسلام ( دين ودولة )

......................

وكما بين العبد بربه واتصاله به وآدابه معه بين انواع التصرفات من البيع والتأجير والمشاركات

والعقود الخيرية من الاوقاف والوصايا والهدايا

كما بين احكام النكاح والعلاقات الزوجية من الشروط والعشرة والنفقات والفرقة الزوجية وادابها

واحكامها والعدة ومتعلقاتها ثم ماتحفظ به النفس من عقوبة الجنايات كالقصاص والديات والحدود

ثم تطبيق هذه الاحكام وتنفيذها من ابواب القضاء واحكامه

فقد نظم العلاقات بين الناس فى اسواقهم ومزارعهم واسفارهم وبيوتهم وشوارعهم فلم يدع شيئا

يحتاجون اليه فى شئونهم الا وبينه بأعدل نظام واحسن ترتيب

فالناس يحتاجون بعضهم الى بعض فى هذه الحياة لان ( الانسان مدنى بطبعه ) يحتاج الى صاحبه كما ان صاحبه محتاج اليه

ولابد من قانون عادل يسن لهم طرق المعاملات والا حلت الفوضى وتفاقم البشر واصبحت وسائل الحياة

وسائل للهلاك والدمار

وبسن هذه القوانين من الحكيم العلم بيان لما فى الاسلام من رغبة من العمل ومحبة للكسب بانواع التصرفات

المباحة حفظا للنفس واعمارا للكون

فهو دين الحركة والنشاط والعمل يحث عليه ويأمر به ويجعله نوعا من الجهاد فى سبيل الله وقسما من العبادات

يكره الكسل والخمول والاتكال على الغير ( وأن ليس للانسان إلا ماسعى )( النجم : 39 )

( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الارض وابتغوا من فضل الله ) ( الجمعة : 10 )

وقال صلى الله عليه وسلم : ( التاجر الصدوق يحشر يوم القيامة مع الصديقين والشهداء )

والاسلام بذهذه الاحكام التى سن بها المعاملات وآدبها اعطى كل ذى حق حقه بالقسط والعدل ووجه كل ذى طبع

الى مايلائمه من الاعمال ليعمر الكون والقيام بشتى طرق الحياة المباحة ثم بعد هذا يأتى من يهرف بما لايعرف وينعق

بما لايسمع فينعى على الاسلام ويرميه جهلا بأن نظمه غير كافية للحياة المدنية والتقدم الحضارى

فلابد استبدالها او تطعيمها بشئ من القوانين البشرية الوضعية

يريدون بذلك حكم الجاهلية الذى تخلقت به الوحوش الضارية من اعداء البشرية الذين سفكوا الدماء

وقتلوا الابرياء وأيموا النساء وايتموا الاطفال وآذوا الضعفاء واكلوا اموال الفقراء بحكم

الطاغوت وشريعة الغاب

وهذه النظم الجائرة وتلك الاحكام القاطعة الظالمة هى النظم الملائمة عندهم للوقت الحاضر والصالحة

لمقتضيات الحياة الحديثة والاوضاع المتجددة

اما الشريعة السماوية والدستور الالهى الذى سُن من قِبل حكيم خبير عالم باحوال البشر فى حاضرهم

ومستقبلهم ليكون النظام الافضل فهو غير صالح عند هؤلاء الذين يبغون حكم الجاهلية

( ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون )

بصر الله المسلمين بما ينفعهم واعادهم الى حظيرة دينهم واعزهم يه واعزه بهم انه حميد مجيد سميع قريب .

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 5 شهور...

كتاب البيوع

________________

البيوع : جمع للبيع والبيع مصدر والمصادر لا لاتجمع ولكن جمع لملاحظة اختلاف انواعه

وتعريفه

........

لغة : اخذ شئ واعطاء شئ فقد اخذوه من البائع الذى يمد إما لقصد الصفقة او لتقايض على المعقود عليها

من الثمن والمثمن

لفظ :

......البيع يطلق على الشراء ايضا فهو من الاضداد وكذلك الشراء فهو من الاضداد لكن اذا اطلق البائع

فالمتبادر الى الذهن انه باذل السلعة

اما تعريفه شرعا

...............فهو مبادلة مال بمال لقصد التملك بما يدل عليه من صيغ القول ةالفعل

وجوازه ثابت بأصول الادلة الاربعة

..................................

(1)الكتاب (وأحل الله البيع )(البقرة : 275 )

(2)والينة ( البيعان بالخيار مايتفرقا ) ونصوص الكتاب والسنة فيه كثيرة

(3)واجمع المسلمون على جوازه

(4)ويقتضيه القياس لان الحاجة داعية له فلا يتحصل الانسان على مايحتاجه اذا كان بيد غيره الا بطريقته

أما الصيغة التى ينعقد يها فالصواب فى ذلك ماقاله شيخ الاسلام ( ابن تيمية )من أنه ينعقد بكل قول او فعل

عده الناس بيعا سواء أكان متعاقبا أم متراخيا لأن الله تعالى لم يرد أن يتعبدنا بألفاظ معينة وانما القصد

الدلالة على معناه وبأى لفظ دل عليه حصل المقصود والناس يختلفون فى مخاطبتهم واصطلاحاتهم تبعا لاختلاف الزمان

والمكان فكل زمان ومكان له لغته واصطلاحاته والمراد من ذلك المعنى .

وينفعنا فى هذه ( الابواب من المعاملات ) أن تفهم قاعدة جليلة تحد لنا المعاملات المباحة وان نفهم ايضا ضوابط

تحيط بجميع المعاملات المحرمة وترد اليها جميع جزئياتها وهذه القاعدة هى :

ان الاصل فى المعاملات وانواع التجارات والمكاسب الحل والاباحة فلا يمنع منها الا ماحرمه الله ورسوله .

فهذا اصل عظيم يستند اليه فى المعاملات والعادات فمن حرم شيئا من ذلك فهو مطالب بالدليل لانه على

خلاف الاصل وبهذا يعلم سماحة الشريعة وسعتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان وتطورها حسب مقتضيات البشر

ومصالح الناس وهى قاعدة مطردة مبناها العدل والقسط ومراعاة مصلحة الطرفين ولا تخرج المعاملة عن هذا

الاصل العظيم من الاباحة الى التحريم الا لما يقترن بها من محذور يرجع الا ظلم احد العاقدين

والمعاملات المحرمة ترجع الا ضوابط اعظمها الثلاثة الاتية :

الاول : الربا بأنواعه الثلاثة ربا الفضل وربا النسيئة وربا القرض .

الثانى : الجهالة والغرر ويدخل فيه جزئيات كثيرة وصورة متعددة

الثالث : الخداع والتغرير ويشمل انواع متعددة

هذا مجملها وسيأتى ان شاء الله تعالى تفصيلها فى الاحاديث الاتية .

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...