اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

العرب أمام لحظة الحقيقة.. واعتذار واجب


مواطنين

Recommended Posts

317-fandy.gif

مأمون فندي

«إن الحارة في حاجة الى من يخلصها من شياطينها كما تخلصين الموسوسين من عفاريتهم»، كما قال جواد لامرأته في رواية نجيب محفوظ «اولاد حارتنا».

حارة الشرق الاوسط والعالم العربي مسكونة بالشياطين التي اغتالت نائب وزير الخارجية العراقي بسام كبة أول من أمس، ودبرت في جنح الظلام لاغتيال الامير عبد الله، ولي العهد السعودي.

شياطين وعفاريت لا تسكن ارواح القتلة فقط، وانما تسكن كتابا وصحافيين في الجرائد، ومذيعات التلفزة، ممن سيمارسون ألاعيبهم كالحواة، فلن ترى منهم من سيدين هذا القتل او الشروع فيه، وهنا انا اتحدى القارئ ان يراقب مجموعة بعينها من الكتاب واصحاب البرامج في الفضائيات، لن يكتبوا او يتحدثوا عن القتل في وضح النهار في حاراتنا، ولكن جل اعمدتهم، ستنصب على حارة اليهود، وكيف ان شارون وجماعته في يوم قتل كبة قاموا باقتلاع اشجار الزيتون. حذار ان يفسر هذا على انه تغاض عن جرائم الاحتلال، فالنقطة الاساسية هنا، هي ان هؤلاء الكتاب والصحافيين يصفقون لمثل هذه الاعمال الاجرامية، واحيانا يبررونها عن طريق الهروب وألاعيب الحواة، بتحويل الانظار الى قصة اخرى. فقط راقبوا وصنفوا مقالاتهم في الاسبوعين القادمين. الحارة مسكونة بهؤلاء الشياطين.

كما يبدو ان كثيرين في منطقتنا لم ينتقلوا من حالة فتوة الحارة الى حالة رجل الدولة المسؤول، لم ينتقلوا من مراهقة الثورة الى رشد الدولة، ما زالوا يتعاملون مع عالم العلاقات الدولية في اطار الثأر وعلاقات القبيلة.. حالة من الانفلات تحتاج الى وقفة، فعملية التدبير لقتل ولي عهد المملكة العربية السعودية، او قتل نائب وزير خارجية العراق، او قتل امرأة كانت في مجلس الحكم، مثل عقيلة الهاشمي، هي حالة تُسأل عنها مجموعة معينة من الكتاب والصحافيين والاذاعيين من مروجي القبول بثقافة الاغتيالات والقتل غدرا، تارة باسم الدين وتارة باسم الدفاع عن الوطن ضد الخونة والعملاء، مهما كان التبرير الذي يسوّقه هؤلاء فهو بعد فض بكارته يتضح لنا انه دعوة فجة لتصفية الخصوم وقتل المخالفين في الرأي.

فقط راقبوا شياطين الحارة وعفاريتها كيف سيتناولون هذه الاحداث، راقبوا كتاباتهم التي ستبتعد عن الحدث الجلل، وتركز على ان مطربة ما افسدت الدين، او ان رجلا ما في الخارج اساء الى الاسلام. حالة من السوقية، تتعامل مع الذات الالهية العليا وكأنها تتعامل مع رئيس حكومة السودان..! ينزع منه الارهابيون كل صلاحياته بزعمهم. ترى هل ينتظر الحق جل وعلا والقائل «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» حماية هؤلاء للقرآن وللإسلام؟! «ان الله يدافع عن الذين آمنوا»، و«ان الله لغني عن العالمين»، لكن من يريدون تسييس الدين، ينصبون انفسهم نوابا عن الحق، منتزعين صلاحياته كما لو كان الامر يتعلق بقائد دولة من دول العالم الثالث.

لحظة خروج الشياطين ممن استؤجروا لتنفيذ مخطط اغتيال ولي عهد المملكة، هي لحظة حسم، دون شك هي نفس اللحظة التي انقلب فيها الرأي العام المصري يوم حاولت العفاريت من قتلة الحارة اغتيال رئيس مصر في اديس ابابا. نقطة التحول هذه هي التي أدت، في زعمي، الى تجييش المجتمع المصري ضد شياطين الارهاب، وهزيمتهم في النهاية، وفي ذلك درس للمملكة لا بد ان تعيه، فالشعوب تلتف حول قادتها لحظة الخطر، ولا تقبل ان يحدد الارهابيون مصيرها. التف المصريون، معارضين ومؤيدين، حول الرئيس وحول رمز دولتهم لحظة الخطر. وظني ان السعوديين لا يختلفون عن نظرائهم في مصر، نفس الشيء يمكن ان يقال عن العراقيين ايضا، في حالة اغتيال قادتهم واحدا تلو الآخر. فقط المطلوب هو رفع سقف التحدي للكتاب الذين سيختارون الصمت، ومطالبتهم بالإدلاء برأيهم صراحة، حتى لو كان هذا الرأي مع مؤامرة الاغتيال في السعودية، او مع اغتيال نائب الوزير في العراق، فقط نريد ان نعرف اين يقف كل منا في هذه اللحظة؟ أما تمييع القضايا من قبل من سميتهم بجماعة «بن لكن» فهو امر غير مقبول، إذ لا بد من اخراج شياطين الحارة من جحورهم، واخراج عفاريت من بهم مس من الجن من اجسادهم وارواحهم، ولا داعي لإقحام الامريكان والهنود في تبرير القتل، كما انه لا داعي للصمت بدعوى ان ثيابنا لم تصلها إليها النار بعد.

فما حدث في مصر درس للمملكة لا بد من مذاكرته بدقة.

بالطبع كما قال محفوظ في روايته «لكل انسان عفريت هو سيده، ولكن ليس كل عفريت بشرا يجب ان يخرج»، وهذا تحذير ضد مغبة التعميم، فيجب ألاّ «يؤخذ العاطل بالعاطل»، كما انه يجب ايضا عدم التسامح مع ثقافة القتل ومن يبررونها، فالقتل يبدأ في الرأس اولا. القتل فكرة، وتبريره فكرة، واول خطوة للقضاء على ثقافة القتل، هي اجتثاث جذور فكر القتل، من صحفنا، ومن اذاعاتنا ومن شاشاتنا، من هنا نبدأ محاربة شياطين الحارة وفتواتها.

يظن البعض انهم ليسوا بملاقين للحظة الحقيقة عندما يمارسون القتل والمراهقة، لكن لا بد لنا ان نعي وان نعرف، ان بوابات الحداثة ستقفل في وجوهنا، سيوقفوننا في المطارات، وسنمنع من دخول الدول، سواء للعلاج او للتعليم، وسيفرض الحصار على الدول مرة اخرى، ألم يقل المسؤولون الامريكيون إنهم بشأن مراجعة تورط ليبيا في مؤامرة الاغتيال؟ ألم يقولوا ان سياستهم ستتغير بمقدار مائة وثمانين درجة، اذا صح الاتهام، ربما يتأخر حكم العالم على الارهابيين، لكنه قادم لا محالة. ألم يكن عبد الرحمن العمودي من ضيوف البيت الأبيض عندما كان ناشطا اسلاميا في واشنطن؟ اين هو الآن؟ هو خلف القضبان بتهمة التورط في الارهاب، ايضا ترك العمودي غمامة سوداء تسير على رؤوس كل من يتصدون للعمل الاسلامي في امريكا، ووضعهم جميعا في موقف المتهمين، ورط نفسه، وورط مسلمي امريكا معه، وها هو الآن يدفع الثمن، وهنا استغل هذه الفرصة لأن أدعو كل قادة المنظمات الاسلامية في امريكا إلى ان ينأوا بأنفسهم عن عالم الشبهات حتى لا يدفع ثمن ذلك كل المسلمين، ليس في امريكا فقط وانما في الغرب عامة. على مسلمي الغرب ايضا ان يخلصوا حاراتهم ممن سكنت نفوسهم شياطين الارهاب.

حارة العرب الآن أمام لحظة الحقيقة، فيما يخص تنظيم بيتهم الداخلي، ولا يمكن تبرير ذلك بما يحدث في حارة اليهود، حارة العرب الآن امتلأت بشياطين الارهاب الذين لا يتآمرون على العدو، وانما على الأهل والعشيرة، حارة العرب لا بد ان تنتقل من مراهقة الثورة الى رشد الدولة، من حالة ثأر العشيرة، الى حالة المواطنة المحكومة بسيادة القانون، من حالة تصفية الخصوم الجسدية، الى حالة مناقشة الاختلاف، والقبول به.

الوضع جد خطير ويحتاج الى لحظة حساب، حساب على كل شيء بداية من عمود الصحيفة وخطبة المسجد الى مظاهرة في ميدان عام، وإن لم يحسم هذا الامر فنحن نتجه الى الجحيم وترفرف من حولنا صحف ومقالات مدرسة التبرير.

* * *

اعتذار واجب

أتقدم بشديد اعتذاري الى إخوتي وأخواتي ممن امتحنهم الحق بالإعاقة لسر يعلمه، وفي النهاية كلنا معوقون بشكل او بآخر. وإساءتي إليهم غير المقصودة في مقال سابق دليل قوي على ذلك، فمعذرة وتقبلوا خالص محبتي.

http://www.asharqalawsat.com/default.asp?i...&article=239247

لا تُوجد مشاكل ..... بل تُوجد حلول بانتظار البحث والتطبيق

رابط هذا التعليق
شارك

حارة العرب الآن أمام لحظة الحقيقة، فيما يخص تنظيم بيتهم الداخلي، ولا يمكن تبرير ذلك بما يحدث في حارة اليهود، حارة العرب الآن امتلأت بشياطين الارهاب الذين لا يتآمرون على العدو، وانما على الأهل والعشيرة، حارة العرب لا بد ان تنتقل من مراهقة الثورة الى رشد الدولة، من حالة ثأر العشيرة، الى حالة المواطنة المحكومة بسيادة القانون، من حالة تصفية الخصوم الجسدية، الى حالة مناقشة الاختلاف، والقبول به.

أتفق تماما على ملخص تلك الحالة التى توصل اليها الكاتب .....

و لكن هل من سميع؟؟

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

اللهم إنا نجعلك فى نحر مأمون فندى و من ناصره

اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والماثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك.

0_bigone.gif

رابط هذا التعليق
شارك

ليه "النحر"؟ لو فيه حاجة فى المقال لا نرضى عنها، نحاور ولا "ننحر". القلم يواجه بالقلم، و"النحر" يجعل الدبيحة "شهيد الكلمة" ويجعلنا نحن عتاة فى الإجرام والوحشية والخسة والدناءة.

ولازم النحر يعنى ؟ لازم يعنى نعلن لجميع الشعوب إننا بالإضافة للوحشية، نتفنن فى تشويه صورتنا قدام العالم كله ؟

تم تعديل بواسطة afiona

يا لجنة الحكام ... الاهلى بيدفع كام ? ...(من اقوال جماهير الدراويش الماثورة)

7_15_5v.gif

رابط هذا التعليق
شارك

أفيونة

فنحن أيضا أغبياء، نتفنن فى تشويه صورتنا قدام العالم كله ؟

ليس لدى شك من حسن نيتك فيما قلت و لكن حسن النية لا يغنى عن الحصافة و التدبر قبل التقول

و أرجو أن تحدد من هم الاغبياء أو تخصص أشخاصاً بعينهم عندما ترمى الناس بالغباء أو تعيد صياغة ما كتبت -بلاش كلمة نحن أغبياء - ...

أما مأمون فندى فلك مطلق الحرية فى تفنيد ما يقوله فسر على بركة الله ..

و إن بحثت على الإنترنت ستجد لكل مقالة يكتبها مفندين و رادين و متوعدين وداعين عليه بأنه يجزيه الله ما يستحق

وتاريخ كتابات مأمون فندى معروف و مفضوح و كذا تاريخ من يدعمونه و الصحف و المجلات التى يكتب بها ..خدم أمريكا و عبادها فلم يعد التفنيد يأتى بنتيجة فصاراللجوء لله بالدعاء....

فإن كنت صادقاً فى دعائى ...لعل الله يهديه أو يريحنا من شروره

وأما صورتنا أمام العالم فسر على بركة الله و جملها كيفما تستطيع أما أنا فأومن أن صورتنا أمام الله الواحد الأحد و صورتنا أمام أنفسنا أولى بالإهتمام و عندما يُنظف دار الإسلام من أمثال مأمون فندى سنكون أكثر إحتراماً لأنفسنا من وقتنا الحالى الذى إتسع الرتق على الراتق و صار بين كل فندى و فندى إتنين فندية

اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والماثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك.

0_bigone.gif

رابط هذا التعليق
شارك

أفيونة كتب:

ليه "النحر"؟ لو فيه حاجة فى المقال لا نرضى عنها، نحاور ولا "ننحر". القلم يواجه بالقلم، و"النحر" يجعل الدبيحة "شهيد الكلمة" ويجعلنا نحن عتاة فى الإجرام والوحشية والخسة والدناءة.

ولازم النحر يعنى ؟ لازم يعنى نعلن لجميع الشعوب إننا بالإضافة للوحشية، فنحن أيضا أغبياء، نتفنن فى تشويه صورتنا قدام العالم كله ؟

اعتقد ان النحر اصبح موضة جديدة!!!! كل شوية يمسكوا واحد وادبح ياعم!!! لما بقت صورتنا ولا جزارين العيد!!!!

انا عمري مسمعت ان الرسول امر المسلمين بنحر من يختلف معهم في القول او الفعل!!!!! قارعوا الناس الحجة بالحجة !!!! مش بالنحر!!!

انا اتفق مع افيونة!!!!

إلي كل المصريين:

لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك .. إلا إذا كنتَ منحنياً.

رابط هذا التعليق
شارك

afiona كتب:

ليه "النحر"؟ لو فيه حاجة فى المقال لا نرضى عنها، نحاور ولا "ننحر". القلم يواجه بالقلم، و"النحر" يجعل الدبيحة "شهيد الكلمة" ويجعلنا نحن عتاة فى الإجرام والوحشية والخسة والدناءة.

صدقت يا عزيزي ... و يا ليته مقال، او كاتب واحد - بل مقالات ... هذا مقال أخر للكاتب مأمون فندي يتعرض فيه لقضية مشابهة.....

ملتقى الاعلام العربي في الكويت كشف عورة الصحافة العربية، المكتوب منها والمرئي، إذ بدت وكأنها صحافة رأي لا صحافة خبر، صحافة دعاية سياسية، لا صحافة تحليل سياسي، صحافة تغطية للعجز المهني الموجود في العالم العربي وليست صحافة تغطية للأحداث. كما أنها نادرا ما تتحلى بأخلاق المهنة. وفي هذا الملتقى كانت لي مداخلة عن صناعة الصحافة العربية هنا ملخص لها:

عندما يفوز أكبر ملوث بجائزة «رجل البيئة» هنا تنكشف عورة صحافتنا

ـ منذ ان فجرت مجلة «الشراع» اللبنانية فضيحة إيران كونترا، في عهد الرئىس رونالد ريجان، عندما استخدمت الولايات المتحدة ايران لتقديم اسلحة لجبهة الكونترا المعارضة للحكم السندينستي في نيكاراجوا، لم تفجر الصحافة العربية في ربع القرن الاخير قصة واحدة ذات قيمة صحفية، من النوع الذي يمكن ان يفوز بجائزة بوليتزر كما لم تفجر الصحافة العربية قصة واحدة اعتمدت على مجهود المراسلين الخاصين بالصحيفة او التلفزيون، حتى قصة ايران كونترا هذه كانت مسربة من الحكومة الايرانية لـ «الشراع» وذلك لطبيعة العلاقات الخاصة بين ايران ولبنان ومجلة «الشراع» تحديدا. كانت تلك اول ملاحظة وتحديت الحاضرين ان يشيروا ولو لقصة واحدة فجرها صحفي عربي في ربع القرن الاخير، ورغم امتلاء القاعة بالحاضرين لم يحاول شخص واحد ان يتحدى صحة هذه الملاحظة. إذن الصحافة العربية كبيرها وصغيرها فاشلة في ما يسميه (الكفرة) في الغرب بالتحقيق والتقصي الصحفي (Investigative Reporting) هذه هي الملاحظة الاولى.

2 ـ الملاحظة الثانية هي ان الصحف العربية لا تختلف عن الدول او عن جماعات التطرف في كونها تتعيش على فلسفة الاختطاف. سلوك محمد عطا في اختطاف طائرة لضرب برج التجارة ربما هو انجاز ولكن يبقى الموضوع الاساسي ان الطائرة مصنوعة في الغرب وان آخر تقدم لمحمد عطا انه تعلم القيادة فقط لا غير. والاختطاف في عالمنا العربي هو ظاهرة لا تقبل النقاش تشترك فيها الدول والجماعات. فهذه طائرات شركة بوينج الامريكية تأتي الينا وكل ما نفعله هو ان نعيد طلاءها ونطلق عليها اسم البلد أو شركة الطيران (الخطوط الجوية اليمنية، أو المصرية أو السعودية)، وما دخل اليمن بصناعة الطائرات أو أي صناعة أخرى؟ المهم اننا «نضرب كل شيء بويه» فيصبح ملكنا أو ندعي ملكيته. نفس الشيء ينطبق على الصحافة العربية فمعظمها يعتمد على الخدمات الصحفية العالمية مثل أ. ف. ب أو رويترز أو الاسوشيتدس برس، هذا من حيث الاخبار. أما العرب فهم كتاب رأي، يجب ان يكون لكل منا صورة ناصعة الى جانب المقال (أُبهة)، ولا استثني شخصي بالطبع. ونحن قوم يجب ألا تلوث اقدامهم في وحل التقصي الصحفي للحقائق.

3 ـ عندما يفوز أكبر ملوث بجائزة «رجل البيئة» هنا تنكشف عورة صحافتنا. قبل ذهابي الى الكويت كنت في الأقصر، ولم اطق البقاء فيها اكثر من يومين وذلك لوجود واحد من اكبر مصانع الورق في الشرق. وبالطبع لا يلتزم هذا المصنع بأي شروط بيئة. تخرج من هذا المصنع رائحة نتنة لا تغطي حيز المصنع ومدينة قوص التي بها هذا المصنع وانما تغطي هذه الرائحة ما يساوي 50 كيلومترا مربعا شرق وغرب النيل، حيث لا يطيق الناس حياتهم في هذه البقعة من ارض مصر. هذه ليست قصة في حد ذاتها، وانما القصة الحقيقية هي ان محافظ هذه المنطقة من مصر حصل على جائزة «رجل البيئة» مرتين هذا العام، وكتبت الصحافة المصرية عن نموذج محافظة قنا الذي يجب ان يحتذى في التنمية، دونما ان يكلف صحفي واحد نفسه الوصول الى هذا الجزء من مصر. فبدلا من تقصي الحقائق، وقع كل الصحفيين المصريين ضحية الدعاية السياسية. الملوث يحصل على جائزة «رجل البيئة» مرتين. ألا يكفي هذا المثل لكشف عورة الصحافة العربية، أو في واحد من البلاد العربية؟.

4 ـ حتى كتاب الرأي في الصحافة العربية، يتجنبون قدر الامكان الكتابة عن البلد الذي يعيشون فيه. فهذا كاتب في اكبر عاصمة عربية مليئة بالاحداث يكتب عن امريكا. وهذا كاتب آخر يجلس في بلد عربي به حرب أهلية منذ عشر سنوات قتل فيها ما يقرب من (نصف مليون شهيد)، ويترك صاحبنا هذا الهم لينظر لنا عن مستقبل الفكر العربي. بالطبع ان يعلمنا عما يحدث حوله هو شيء لا يليق بالاستاذ والدكتور. فالمنظرون لا يكتبون معلومات، ففي الاخبار احتقار لذواتهم المتضخمة.

وهذا صحفي صغير، بدلا من ان يتدرب على كتابة الخبر والتحقيق، نجده لاهثا حول الشهرة السريعة عن طريق صفحات الرأي. بالطبع لا يمكن ان نلومه، ذلك لانه ادرك بذكائه الفطري ان الصحافة في بلاد العرب هي (فهلوة) وعلاقات عامة اذ من الممكن ان يصبح نفس الصحفي الصغير رئيسا للتحرير، لأن كل ما يحتاجه لهذا المنصب هو ان يصبح عسكري مرور يوجه ما يأتي من «رويترز» الى صفحة الاخبار، وما يأتي من «أ. ف. ب» الى صفحة التحقيقات، وما يأتي من خدمة «النيويورك تايمز» الى صفحتي التحليلات والآراء.

وما ينطبق على المكتوب من الصحافة ينطبق على المرئي.

إذ فرح العرب عندما رأوا صورة علامة قناة أبو ظبي أو «الجزيرة» على شاشة CNN. بالطبع فرحوا لانهم حصلوا على دورهم الطبيعي، وهو تقديم المواد الخام للغرب (الصورة في حالة الصحافة) التي تصنع في الغرب. ككل شيء، المواد الخام من عندنا والصناعة من عندهم.

العرب الآن لديهم كل مظاهر الصحافة الحديثة. لديهم الطباعة، والاستوديوهات، والدش، وليتهم بدلا من (ضرب الموضوع بويه) على غرار شركات طائراتهم الوطنية ثم يعلنون ان لديهم خطوطا جوية، ليتهم يقدمون محتوى صحفيا، اذ لا يعقل ان تكون الاستوديوهات غربية، وكذلك القصص الصحفية الرئيسية، وحتى (الروج) أو احمر الشفاه ايضا منتجا غربيا. انزلوا الى الشارع وقدموا شيئا ولو صغيرا يحسب لكم.

لا اعتقد ان حضارة تقوم على التسول أو على الاختطاف قادرة على الاستمرار، ومهما حاول الكثير منا ان يتحدث عن القومية أو الاسلاموية. الحضارة تقوم بالعمل وليس بالكذب الفج، وقول عكس ما هو حادث كحالة الملوث الذي يحصد جائزة «رجل البيئة» مرتين.

وتحدثت في الملتقى الاعلامي في الكويت ايضا عن المصداقية، اذ كيف يصدقنا الغرب عندما نتحدث عن مقتل فلسطينيين في غزة والضفة الغربية، في الوقت الذي ننكر فيه جرائمنا المتمثلة في مقابر صدام الجماعية.

خاتمة: بالطبع بدلا من ان نفتح حوارا حول مهنة وصناعة الصحافة في العالم العربي، وذهنية الهروب والاختطاف سنجد من يترك الفكرة الرئيسية ويكيل الاتهامات لكاتب على انه مثبط للهمم، يقول قولا «يثلج صدور الاعداء» ويمثل «طابورا خامسا» ومعول هدم للأمة... الى آخر هذه القائمة من الكليشيهات التي يتعيش منها البعض. لكنها لا تغطي عورة الصحافة العربية. الموضوع في بساطة واضحة ان الصحافة صناعة تتكون من موضوع ووسيلة ومتلق. الحال الآن مثل الامس، تكنولوجيا الطباعة والنشر واستوديوهات التلفزة وتكنولوجيا الساتلايت كلها غربية، والموضوع الصحفي في معظمه منقول من جهد الوكالات الغربية. العربي له دور المتلقي. فهل يسهم الصحفيون العرب في انتاج المعلومة أو الخبر يوما ما؟ هذا هو التحدي الذي بدون الاستجابة له لن يغطي عورة الصحافة العربية الف مقال من النوع الذي يتكئ على «منجزات المسلمين في عصور الظلام الاوروبية».

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

ثقافة قتل من أختلف معة ... او الدعوة لقتلة ... أو أزاهق الروح عامة لأى سبب أو مبرر, هى دعوه غير مقبولة ... و ما أجدرنا نحن المسلمون أن نبرز فى تلك الايام سماحة و رحابة ديننا الحنيف و ما أوصانا بة من ضرورة حماية الارواح و الاعراض و الاموال و ان ندعوا لديننا بالموعظة و القدوة الحسنة .

هل من المفترض أن تكون لى عقيدة مسبقة قبل قراءة أى مقال لأى كاتب ؟؟ أم أنى اقرأ ثم أعمل عقلى فى ما أقرأ ثم أخضعة لمقاييس مبادءى و ثوابتى و عقائدى ؟؟

لا أدعى معرفتى بالكاتب .... و لكن الدعوه لأنكار قتل الحاكم أو القتل عامة تتفق مع ما اؤمن به و بانه يجب أن يكون شيمة كل مسلم .

رابط هذا التعليق
شارك

ماشى يا غاليين (كفاية و منمان و أفيونة )

بلاش موضوع النحر

آسف على التعجل فى الدعاء على الكاتب بأن يكون الله فى نحره...

إتفضلوا شوفوا شغلكم ..الكاتب من أمامكم و أمتكم من ورائكم

اللى عايز يفند يفند و اللى عايز يتجاهل يتجاهل ..مفيش مشاكل

اللهم أهدنا لما أختلف فيه من الحق بإذنك

اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والماثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك.

0_bigone.gif

رابط هذا التعليق
شارك

الفاضل د.صابر،

قمت بتعديل المداخلة ، وأعتدر عن سوء صياغة المداخلة فأوحت بمعنى لم أقصده مطلقا تجاه شخصك الكريم ( علمك الغزير لا ينكره أحد )....

مداخلتى موجهة لفكر أراه يضر بنا أكثر مما يفيد....

يا لجنة الحكام ... الاهلى بيدفع كام ? ...(من اقوال جماهير الدراويش الماثورة)

7_15_5v.gif

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...