اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

هوميروس...شاعر الأبطال


crossfield

Recommended Posts

هوميروس-شاعر الأبطال

هذا ملخص لما ورد فى كتاب"صور من البطولات العربية و الأجنبية" للدكتور حسين مؤنس –دار الرشاد-طبعة عام 2000 عن قصة الإلياذة و الأوديسة و كيف امتزجت فيهما الحقيقة و الواقع بالخيال و الأسطورة:

يتحدث الكاتب فى البداية عن طبيعة الشعب الإغريقى و توقده فهو شعب يعيش فى أرض جميلة توحى بالجمال و الحرية .لقد انطبعت صور هذه الطبيعة الخلابة فى خيال الاغريقى فأصبح لا يرى شيئاً إلا أحاله إلى سحر و فتنة فاتخذ من الجبال و الأنهار و الرياض آلهة و ابتدع خياله لكل شئ إلهاً أو إلهة: فهذا إله النار و تلك إلهة الصيد و تلك إلهة الجمال...الخ

ولم يكن الإغريقى يقدس هذه الآلهة و يرهبها فقد كان يشعر أنها من خلق خياله فظل يشركها معه فى مشاعره و أحلامه : فهو تارة يغير منها و تارة يعاديها و يكفر بها و هى –أى الآلهة- قد تغتاظ منه و تعاديه بل و قد تعشق من البشر إنساناً و تسعى فى طلبه و قد لا تفوز به. لذا فكثيراً ما نقرأ فى تلك الأساطير الإغريقية عن تزاوجات بين الآلهة و البشر .

تناول القصاص حرب طروادة بكثير من الخيال حتى أصبحت أسطورة فيها من الفن و الخيال أكثر مما فيها من الحق و التاريخ. و انتهى كل هذا القصص إلى هوميروس و كان ذا خيال خصب يتحول القصيد على قيثارته إلى نغم . و كان قد حرم نعمة البصر فزاد ذلك من قدرته على التخيل فأخذ يجمع شتات حوادث حرب طروادة فى نسق قصصى لطيف هو نسيج قصيدتين مطولتين هما "الإلياذة" و "الأوديسة"-بتشديد السين. تأثر كل الشعراء الذين تلوا هوميروس بما كتبه من أشعار عن طروادة بل إن أثرها امتد ليشمل الشعب الاغريقى بأكمله و البشرية بأسرها.

يقول الكاتب: "ألست ترىأثر الإلياذة و أبطالها بادياً فى حرب الإغريق و الفرس مثلاً؟ أكان يقدر لهذه الفئة الإغريقية القليلة أن تصد هذا الجحفل الفارسى الزاحف لو لم يكن فى نفوسها إلهام قوى و نزوع شديد إلى البطولة مصدره بطولة آخيل(من شخوص الإلياذة) وسحر هوميروس و رجاله –يقصد شخوصه-و أشعاره؟

أكان يقدر للإسكندر الأكبر هذا الظفر الخالد و الصيت الطائر بغير هذا الخيال الشامل الذى سرى فى نفوس الإغريق من شعر هوميروس و سير أبطاله؟...

بل لقدكان آخيل أبعد أثراً من هذا: قرأ الرومان سيرته فسحرتهم بطولته و انبرى شاعرهم فيرجيل فأبدع على مثال الإلياذة ملحمة جميلة هى "الإنيادة"...

مازالت "الإلياذة"ديوان الشاعر و الأديب و المؤرخ و القصصى و الجندى...كانت مصدر الإلهام لجيته و شكسبير و شيلر و شلى و جيرودو و كانت النغم لموتسارت و بيتهوفن و جلوك و شتراوس...

إنها ديوان الدواوين و كتاب الأبطال و مصدر الإلهام."

و تدور "الإلياذة" فى قالب أسطورى حول آخيل-ابن الإلهة الفاتنة "ثيتس" و رجل من البشر. لقد اختصم فى "ثيتس" إلهان هما" زيوس" سيد الإلهة و "بوزيدون" إله البحر و لكن لما تنامى إلى علمهما أن ابن ثيتس سيكون أعظم شأناً من أبيه توجسا خيفةً من هذا الابن الخطير و كفا عن السعى فى طلب "ثيتس" .و تزوجت "ثيتس" كارهةً من ببليوس فكان لها منه هذا الابن العظيم"آخيل". كان آخيل بديع الهيئة بارع الحسن شديد الفتنة وقد سعت فى طلبه آلهة مثل هيرا و أثينا و لكنه كان إغريقياً "و الإغريقى يعرف الحب و يميل إليه و لكنه لا يسلمه قياده و يرى أن الرجولة لا تتم لفتى إذا هو استلذته عيون المها أو بكت عيناه من فرط الصبابة". و كانت أمه قد جلبت له "شيرون" ليعلمه الحرب و فونكس ليعلمه البلاغة فأدرك من الفنين نصيب وافر.

و عندما خيرته أمه بين أن ينعم بحياة اللهدوء و الرغد أو حياة المجد و الفخر صاح"بل المجد يا أماه!".

لما صار آخيل يافعاً خشيت عليه أمه من الحرب بين الإغرق و الطرواديين فحملته إلى سيروس و خبأته بين فتيات ملك "نيكوميد" فخفى فيهن لفرط جماله ثم مر بالجزيرة أوديسيوس" أوليسيس أو عوليس" فى إحدى رحلاته باحثاً عنه فقدم لفتيات نيكوميد مجموعة من الجواهر و معها سيف فما كان من آخيل الا أن ترك الجواهر و أخذ السيف فعرفه عوليس و اصطحبه معه إلى الحرب.

فى تلك الأيام كانت الإلهة غضبى على بلاد اليونان لما شهد أهلها من فترات طويلة من السكون و العيش الهادئ و أدركها الحسد للناس فأخذت تخطط و تدبر لتحيل حياة الناس إلى جحيم و تبتليهم حتى اهتدت إلى ما كانت تريد.

كانت هيلانة ابنة زيوس سيد الآلهة تختار لنفسها زوجاً و كانت قد شدت رحالها إلى بلاد الإغريق لبعض أمرها فخرج لها ملوك الإغريق يطلبون ودها فاختارت منهم ملكاً اسمه"منيلاوس" فأثار ذلك حنق فتى من خطابها اسمه"باريس" و كان من أمراء طروادة و كانت الآلهة أفروديت تميل إليه لأنه حكم لها بالتفرد فى دولة الحسن حين اختصمت اليه هى و أثينا و هيرا فقضى لها.و كانت قد وعدته أجمل بنات زمانه جزاءً له على إنصافه إياها فلما لجأ لها لتساعده فى الحصول على هيلانة ساعدته بأن أوحت إلى مينلاوس بأن يستضيف باريس فى قصره فلما فعل استطاع باريس أن يغرى هيلانة بالهرب معه الى طروادة و كان هذا مثار الحرب.

يتبع.

أنا كنت شىء وصبحت شىء ثم شىء

شوف ربنا .. قادر على كل شىء

هز الشجر شواشيه ووشوشنى قال :

لابد ما يموت شىء عشان يحيا شىء

عجبى !!

رابط هذا التعليق
شارك

:angry:

من زمان نفسى اعرف الموضوع ايه و الحق يقال مكتوب ببساطه و درجه عاليه من التشويق

فى انتظار باقى الاحداث :angry:

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

شكراً لاستحسانك يا فيروز.

هاج "منيلاوس" و غضب له أخوه "أجاممنون" أكبر ملوك الإغريق و ثار لأمره ملوك الإغريق و أجمعوا أمرهم على الحرب و معاقبة باريس و تخريب طروادة و قامت الحرب و انطلق عوليس-أو أوليسيس كما أسلفنا- بحثاً عن آخيل إلى أن وجده بين بنات نيكوميد كما أشرنا.

دارت رحى الحرب عشر سنين كان آخيل فيها بطلاً مظفراً و كان عميد الإغريق و موئل اليونان و تحدث الناس بأخبار بلائه و شجاعته حتى صار حامل لواء النصر الذى لا يقهر . صمد الطرواديون فى القتال بزعامة الأمير هكتور ابن ملكهم بريام و انقسمت الآلهة فريقين: فريق مع الطرواديين و فريق مع الإغريق. و كانت هيرا و أثينا و بوزيدزن توالى "أرنميس" آلهة الصيد لأن أجاممنون أصاب غزالاً من غزلانها فى طروادة و كانت قبل أن تنضم للطرواديين قد سعت لتنتقم لنفسها فقطعت الريح عن سفن الإغريق فوقفت سفنهم فى البحر لا تستطيع حراكاً فمضى الإغريق يترضونها و يقدمون لها الضحايا فأطلقت لهم الريح و تمكنوا من التقدم فى البحر و لكن نفسها كانت لا تنزال حانقة و غضبى فمضت تكمل اننتقامها فى صف الطرواديين.

و كانت لأجاممنون خليلة اسمها كريسا و لآخيل صاحبة اسمها بريسا فلما كانت الحرب فى أوجها غضب زيوس سيد الآلهة من أجاممنون لأنه خالف مشيئته و جر على قومه المصائب بما أبدى من العتاد فلم يجد أجاممنون وسيلةً يرضى بها الإله سوى أن يقدم له "كريسا" قرباناً عله يرضى عنه فلما رضى عنه زيوس راح أجاممنون يبحث لنفسه عن خليلة أخرى فلم يجد أجمل من "بريسا" صاحبة آخيل فغصبه إياها. و ثار آخيل و توعد و لكن أثينا رجته أن يملك نفسه لأن قومه فى حرب و لا يليق به أن يخاصم قومه فى مثل تلك الظروف فسكت آخيل كارهاً و لكنه أقسم ألا يشارك فى الحرب بعد هذا أبداً.

اشتد الأمر على الإغريق بعد أن قعد عنهم آخيل و كاد الطرواديون أن ينتصروا و كان اعتزال آخيل الحرب قد فت فى عضد قومه و زاد من قوة الطرواديين بزعامة هكتور و باريس حتى أن أثينا حليفة الطرواديين قد ثارت و أثؤ فيها ما لحق بالإغريق فانطلقت إلى زيوس سيد الآلهة ترجوه أن يقف الحرب و يرحم الإغريق و لكن زيوس كان سعيداً بالحرب يتسلى بتأملها فلم يشأ أن يرد على آخيل جاريته التى سلبه إياها أجاممنون و لكنه قبل أن يوقف الحرب إذا أستطاع أحد الإغريق أن يبرز لهكتور فى الميدان مع أنه يعلم أن هكتور لا يكاد يغلب. و أخذ شباب الإغريق يخرجون لهكتور الواحد تلو الآخر فلا يكاد يستقيم أحدهم أمامه حتى يرديه.

عقدت الآلهة مجلساً و عقد الإغريق مجلساً فأما الإلهة فقد طلب إليهم رئيسهم زيوس أن يلزموا الحيدة و كان يهدف من وراء ذلك أن يطيل بلاء الإغريق و يتلذذ بهزائمهم و لا سيما أن آخيل هو ابن محبوبته "ثيتيس" التى سلبه أجاممنون حبيبته بريسا؛ و طلبت أثينا أن تعين الإغريق برأيها فسمح لها بهذا؛ و أما الإغريق فقد قرروا أن يندبوا من بينهم وفداً ليرجو آخيل أن يعود للحرب و ذهب الوفد لآخيل و على رأسه أستاذه فونكس و كان آخيل منصرفاً حينئذ إلى اللهو و الموسيقى و الشراب و قد اعتزلت لاعتزاله فئة من الجند كانت تحبه و تحارب من أجله. و جاء رد آخيل على فونكس رداً رقيقاً دون أن يجيب لأستاذه رجائه.

عاد الوفد خائب المسعى و توالت الهزائم على الإغريق حتى ريعت هيرا أيضاً لمصابهم و انطلقت إلى زيوس فعاتبته و طلبت إليه أن يدعها تحارب مع الإغريق لتنفعهم برأيها فلم يأذن لها فلما رأته مصراً على عناده سعت بالحيلة حتى تصرفه عن تتبع الحرب و تصريفها كيف يشاء . و كان زيوس ميالاً للشر يود لو استمرت الحرب دهراً فلجأت هيرا إلى إله النوم فجعل زيوس ينام نوماً عميقاً ثم أسرعت بعد ذلك إلى الإغريق فشدت عزمهم فعاد النصر إلى جانبهم حتى أنهم أصابوا هكتور فجرحوه.

يتبع.

أنا كنت شىء وصبحت شىء ثم شىء

شوف ربنا .. قادر على كل شىء

هز الشجر شواشيه ووشوشنى قال :

لابد ما يموت شىء عشان يحيا شىء

عجبى !!

رابط هذا التعليق
شارك

الي أن تعود العزيزة كروسفيلد لتكملة رائعة هوميروس ... و بما أن هذه من نوعية المواضيع المثيرة لأهتمامي منذ صباي بشكل كبير.. فسأسمح لنفسي أضافة بعض الهوامش علي هذا الموضوع الشيق..

بدأت الألياذة بهذه القصيدة ... و هي كلمات تنفع لكل عصر... و مازال لها أثر حتي في وقتنا هذا.....

نشيد الزمان

و قصيدة الماضي

و غناء السلف

و حداء القافلة التي لا تفتأ تخب في بيداء الأزل.. الي الواحة المفقودة في متاهة الأبد... ركبانها الألهة.. و أبوللو ... و كيوبيد ملؤها ولدانها المخلدون...

أنشد يا هوميروس

و أملأ الأحقاب بالموسيقي...

و اللانهاية جمالآ و سحرآ..

فالأرواح ظامئة.. و القلوب متعبة .. و الأنسانية واجفة... و الآذان مكدودة من دوي العصر... فهي أبدآ تحن الي سكون الماضي...

لن تصمت يا هوميروس ...

فالفيثارة الخالدة لا تزال بيديك

و القلوب هي القلوب

فدع أوتارها تملأ الدنيا رنينآ.. فلقد أوسعتنا هذه الدنيا أنينآ... و رنينك العذب أذهب لأنين الشاكين و لوعة الباكين..

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

شكراً عزيزى سكوربيون على اضافتك لهذه الأبيات

عل يكون لدى متسع من الوقت فيما بعد لأدرج الإلياذة كاملةً هنا.

ولنكمل الحديث:

كان لآخيل صديق يحبه اسمه "بتركلس" و كان بطلاً فى قومه محبباً إليهم و كان حزيناً لما أصاب قومه من هزائم متتابعة فانطلق إلى آخيل يرجوه أن ينهض لعونهم فرفض آخيل فرجاه بتركلس أن يعيره درعه و عربته و يصطحب رجاله إلى الميدان عل ذلك يخلع عليه بعض شجاعة آخيل فقبل آخيل. و انطلق "بتركلس" فى هذه الهيئة و هذا السلاح يحوطه جمع كبير من الأنصار فأثار الحماسة فى نفوس الإغريق حتى أنهم كادوا يقضون على الطرواديين. و استيقظ زيوس و ملأت الحفيظة نفسه و خاف أن ينتهى الأمر بنصر الإغريق فبعث بأحد أتباعه ليرد بتركلس عما كان ماضياً فيه فلم يكترث بتركلس لتابع زيوس و ضربه فأماته . و غضب زيوس و نزع عن بتركلس السلاح و هو فى ميدان المعركة فأسرع إليه هكتور فقتله.

ثار آخيل لما أصاب صديقه فقد كان بتركلس عزيزاً عليه و أقسم على الانتقام لرفيق صباه و نهض يستعد للحرب و قد نسى ما كان من أجاممنون و ما بينهما من خصومة. ذهب يلتمس سلاحه فلم يجده فقد كان بتركلس قد ذهب به فطفق يبكى إذ كان لا يجد سلاحاً يليق به و سمعت أمه بكاءه-و كانت فى مقامها بقاع النهر-فأقبلت تسعى إليه و أسرعت إلى إله النار فصنع لها درعاً عجيبة و مضى بها أخيل إلى الحرب.

نسى آخيل خصومته مع أجاممنون فى سبيل صديقه فأكبر أجاممنون رجولته و ذهب ليصافحه و قبل آخيل الصلح و فرح القوم بانضمام آخيل إليهمو احتفلوا بقدومه و أقاموا له وليمة و لكنه أقسم ألا يأكل و لا يغتسل حتى يمحو عار صديقه فما زالوا به حتى أكل شيئاً من الطعام ثم انطلق إلى الحرب.

ريع الطرواديون لذلك و أشفق زيوس عليهم و خاف عليهم من الهزيمة فأذن للآلهة أن تعود إلى الاشتراك مع الناس فى الحرب و هو إنما فعل ذلك ليتمكن من مساندة الطرواديين برأيه. و تلاحم الفريقان و حمى الوطيس و تهاوى القتلى حتى أن بعض الآلهة قد جرحت فى الحرب . فبرزت أثينا لإله الحرب"أريس" فصرعته و أدركته أفروديت لتنجو به مخافة أن تقضى عليه أثينا و برزت هيرا لأرتميس إله الصيد فنزعت عنها قوسها فأسقط فى يد الآلهة المسكينة و مضت تستعطف.

تقدم آخيل بجنوده حتى أشرف على أبواب طروادة و شدد الهجوم حتى كاد يقضى على جنودها المحاربين خارج أسوار المدينة لولا أن سارع ملكها الشيخ بريام فأمر بفتح الأبواب فدخل المحاربون و اطمأنوا داخل الأسوار إلا هكتور الذى أبى أن يفر منهزماً .أما باريس فاعتلى السور و جعل يتصيد جند العدو و كان لا يخطئ الهدف. أثار ذلك نفس آخيل فأسرع صارخاً مرعداً فلما اقترب من هكتور خارج الصور أدرك الخوف هكتور و فر من أمام آخيل منهزماً . أقبل زيوس ليعين هكتور إلا أن أثينا أبت عليه ذلك و اشتد الأمر بهكتور فأصابه آخيل فى مقتل فلما كادت روحه تفارق جسده رجا زيوس آخيل ألا يمثل بجثته إلا أن آخيل ربط هكتور إلى عجلته و انطلق بجثته يسحبها على الأرض سحباً.

و شهد بريام هذا فاكلت الحسرة قلبه على ولده هكتور و أسرع إلى آخيل يبكى و هو يستحلفه أن يرد عليه ولده . و رق آخيل لحال بريام فقد كان الرجل يبكى بكاءً مراً فأعطاه جثة ابنه و عاد بريام إلى قومه محزوناً يندب ابنه الشهيد بعبارات لا يملك من يطالعها عند هوميروس إلا أن يفيض قلبه بالحزن.

حتى أن آخيل مضى يبكى هكتور و يأسف على ما صنعه به و مضى يرثيه و يشيد بشجاعته و كأنهما لم يكونا عدوين لدودين.

غضب باريس لموت هكتور و أقسم ليقتلن آخيل فحمل قوسه و سهامه و اندفع خلفه. و كانت أم آخيل قد غمرته و هو صبى فى ماء بئر سحرى فأصبح جسده لا تؤثر فيه السيوف و لكنها نسيت أن تغمر كعبه الذى أمسكته منه حين دلته فى الماء فكان هذا هو الجزء الوحيد الضعيف من جسمه الذى يمكن للسهام أن تخترقه أما ما عدا ذلك فصلب تتكسر دونه الأسنة و كان ذلك سبب قوته. و كان باريس يعلم هذا فسدد إليه سهماً أصابه فى عقبه فأرداه قتيلاً.

يتبع

أنا كنت شىء وصبحت شىء ثم شىء

شوف ربنا .. قادر على كل شىء

هز الشجر شواشيه ووشوشنى قال :

لابد ما يموت شىء عشان يحيا شىء

عجبى !!

رابط هذا التعليق
شارك

في انتظار كروسفيلد ..

أجمع النقاد و مؤرخو الأدب أن أحداث الألياذة وقعت حوالي منتصف القرن الثاني عشر قبل الميلاد..و لكنهم يختلفون حول شخصية هوميروس نفسه... بعضهم يقول انه لم يكن هناك شاعرآ بهذا الأسم أصلآ....و بغضهم يقول أن هوميروس شاعر عاش في القرن التاسع.. أما هيرودوتس فيقول أن هوميروس كان من مدينة خيوس القديمة في ولاية يونانية علي ساحل الأناضول اسمها ايسونيا.. و يقول أن هوميروس عاش في القرن السابع قبل الميلاد..

و الألياذة تعني "قصة اليوم" أو "اليوس"... و اليوم أو اليوس هي طروادة...المدينة الأسيوية القديمة الواقعة غلي شاطيء البوسفور حيث وجدت خرائبها تحت تلال الرمال.. و بعد أن دمرتها القبائل الأيونية و الأيولية و الدورية ... أسلاف الأغريق القدامي... في حروب طويلة امتدت قرنآ كاملآ قبل تسعمائة عام من ميلاد السيد المسيح...و أغلب الظن أن الحرب نشبت بسبب المنافسة علي التجارة و السيطرة البحرية علي جزر بحر ايجة و علي سواحل الأناضول و شمال اليونان..

أما هوميروس فقد زعم أن الحرب نشبت بسبب أختطاف الملكة الأغريقية هيلين بيدي الأمير الطروادي باريس.. و زعم أن الحرب أستمرت عشر سنوات فحسب...

و لكن ألياذة هوميروس لا تحكي قصة الحرب كلها.. و انما تحكي قصة غضب "أخيل" بطل أبطال الأغريق في الحرب... و هذه القصة تستغرق العام الأخير من الحرب.. و من خلال غضب أخيل و أحداث القتال في عامه الأخير يروي هوميروس في حبكة محددة و متقنة كيف ولد أخيل..و كيف أختطف باريس هيلين... و يروي تواريخ حياة كل من قادة الأغريق و تاريخ طروادة قبل الحرب..كما يروي ملخصآ لكل ما حدث في السنوات التسع التي أستمر خلالها الحصار...حتي مقتل هكتور ملك طروادة و ابن ملكها.. ثم مقتل أخيل نفسه و فتح طروادة و تدميرها...

من مقدمة ترجمة دريني خشبة للألياذة و الأوديسة...

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

أشكرك عزيزى سكوربيون على مساعدتك لى فى هذا الموضوع و على هذه المعلومات القيمة.

و لنستكمل معاً قصة الإلياذة:

أقبلت ثيتس أم آخيل تحمل جثمان ابنها الشهيد و انطلقت به إلى منصب الدانوب فوارت جسده فى جزيرة هناك و أقامت تندبه و ترثيه وحيدة حتى رقت لها بنات الماء و خرجن إلى شاطئ النهر يبكين معها على ابنها و أقبلت الآلهة تواسى ثيتس و عرضت عليها أن تعيد الروح لإبنها آخيل على أن يظل فى عزلة عن الناس و فرحت الأم بذلك و استقام الفتى حياً من جديد فمضت أمه و بنات الماء يغنين غناءً عذبا و لم تشأ أمه أن تتركه وحيداً فخطبت له فتاة شهيدة مثله هى إفجينيا أجمل بنات الإغريق و كان أبوها قد قدمها قرباناً لأرتميس إلهة الصيد يوم غضبت على الإغريق و أوقفت سفنهم فى الماء على مقربة من شواطئ أوليس و كانت أرتميس قد رقت لها و أبقتها فى قيد الحياة راهبة.

خطبت إفجينيا الشهيدة إلى آخيل الشهيد و مضيا ينعمان بحياة سعيدة فى عالم الخلود.

هذه هى قصة الإلياذة و سنتناول فى المرات القادمة الإلياذة نفسها.

أرجو من الفاضل سكوربيون أن يساعدنى فى هذا الصدد. ;)

أنا كنت شىء وصبحت شىء ثم شىء

شوف ربنا .. قادر على كل شىء

هز الشجر شواشيه ووشوشنى قال :

لابد ما يموت شىء عشان يحيا شىء

عجبى !!

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزتي كروسفيلد..

اشكرك علي مدحك.. و لكن كما تري ما كتبته حتي الآن ليس من وحي قلمي... و لكنك أرجعتيني الي أيام الكلية عندما كنا نقوم بالأبحاث حول موضوع ما... الظريف هنا أن هذا الموضوع أقوم بالبحث فيه بمطلق رغبتي و بكل شغف...و أرجو أن لا تتوقفي فقد نخرج من هذا الموضوع ببحثآ متكاملآ حول شخصية هوميروس نفسها...

عزيزي كفاية...

يكفيني أن يكون هناك اشخاص قليلين مثلك يهتمون بهذا الموضوع و لا يقولون كفاية .. فهذا ما يشجعني ( و أعتقد أنه نفس الشيء بالنسبة لكروسفيلد) علي الأستمرار في الكتابة و عدم التوقف خوفآ من أن يكون موضوعآ صعب الهضم...

و الآن نرجع الي موضوعنا الأساسي ...

علينا أن نقيم الألياذة كنصّ شعري وملحمي مبني على الحكاية... أما مقدار علاقته بالتاريخ.. فهو مقدار اقتراب أيّ رواية جديدة من الواقع بما يمكّنها من بناء النصّ المبدع.. سواء من حيث سير الأحداث... أو من خلال الشخصيات سواء كانت واقعية أو متخيلة ... وكيفية التعبير عن كلّ ذلك فنياً لجذب السامع ..

في نفس الوقت لا يجب أن ننسي أن هوميروس كما أوردت بعض المصادر كان ينشد ملحمته على جمهور من السامعين.. تماماً كما كان يتمّ لدينا مع الملاحم الشعبية.. و عازف الربابة أو صندوق الدنيا.. وبالتالي فإن ذلك كان يقتضي منه لجذب اهتمام السامع أستخدام كثير من الوسائل والتقنيات.. كالاستطراد.. والصدفة... أو العامل القدري... أو إقحام آلهة الأولمب في حياة الناس العاديين.. تفعيلاً للأحداث ومزيداً من التشويق لجمهور متعطّش لسماع العجائب والخوارق التي كان يقوم بها أبطاله المحبوبون..وبالتالي كان على الراوي أن يعزز هذين الجانبين في نصّه... فمن جهة كان يدأب على ذكر أسماء الأبطال وتعداد مناقبهم ومآثرهم... ومن جهة كان يدأب أيضاً على تفعيل العجائب المبهر... بما ينسجم ورغبات جمهور فطريّ لم يتمكن بعد من الفصل بين عالم الواقع وعالم الخيال.

وبالإضافة إلى ذلك فإنه مما يجدر التنويه إليه في ملحمة الإلياذة وفي أسلوبية هوميروس وهو الشاعر الأعمى .. تلك القدرة الفائقة على الوصف .. وعلى تركيب المشهد البصري .. الذي وإن خلا من الألوان والظلال نتيجة لعاهته.. إلاّ أنه كان يستمد جزئياته من ذات مبدعة وذاكرة مستفيضة.. شأنه في ذلك شأن المبدعين الآخرين الذين سطّرت أعمالهم الشعرية أو النثرية أعمالاً خالدة في التاريخ الأدبي... وذلك ما ذكّرني على الدوام بشاعرين ضريرين كبيرين من تاريخنا هما أبو العلاء المعرّي .. وبشار بن برد.

واللافت في المشهد البصري لدى هوميروس هو دمج الصورة مع الحكاية عبر التشبيه التمثيلي.. وذلك لأجل تشبيه حالة بحالة .. فهو عندما يريد تصوير ضراوة بطل ما سيقول: «وكما يمسك الأسد بالوعول الصغيرة البريئة السريعة، فيقضم عظامها بسهولة، ويحطمها بأنيابه القوية، حين يفاجئها في وجارها، فينزع قلوبها الصغيرة منها، وحتى لو كانت الأم قريبة، فهي لا تملك أن تفعل شيئاً لمساعدتها، فرعشات الخوف الرهيبة تعتريها هي أيضاً، بل تندفع بسرعة في الغابة بين الأشجار، وهي تتصبب عرقاً في هروبها السريع خوفاً من انقضاض الوحش القوي. هكذا لم يكن هناك بين الطرواديين من يستطيع إنقاذ هذين الاثنين من الموت، بل هم أنفسهم كانوا يهربون مذعورين من الأرجيفيين».

كما إن فن الوصف عزز من جماليات المشهد البصري.. فهو غالباً لدى وصفه كان ينتزع لقطات من الطبيعة.. ثمّ يعمل على مشابهتها بالحالة المراد وصفها ... وعلى سبيل المثال ما قدّمه من صورة وصفية لحالة نزول المقاتلين من السفن: «كان البريق من الأسلحة البرونزية يعمي الأبصار وهو يتصاعد عبر الفضاء نحو السماء، وكما تنطلق سحائب الطير المختلفة، من أوز وكراكي وبجع طويل العنق في السهول الآسيوية قرب المياه الكاوسترية، وهي تتماوج في طيرانها مزهوّة بقوّة اجنحتها، ثمّ تحطّ موجات متصادمة فتردد المروج أصداءها. كذلك كانت القبائل العديدة تتدفّق من السفن والمقرات إلى سهل سكاماندروس».

المراجع :

ممدوح عدوان "الألياذة"

عزت عمر "البيان"

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 11 سنة...

للرفع ...

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...