اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

القضاء الكيدي والكيد القضائي


سيد كبريتة

Recommended Posts

احترت كثيرا وفكرت طويلا قبل أن اجد المدخل المناسب للولوج إلى هذا الموضوع الشائك

القضايا الكيدية

ظاهرة بدأت تنتشر في الفترة الأخيرة حتى تحولت إلى مهنة لبعض المحامين بالاشتراك مع بعض ضعفاء الذمة من المحضرين وكتبة المحاكم، وأدت في بعض الأحيان إلى نتائج كارثية يصعب تفصيلها في مثل هذه العجالة :

ما هي القضايا الكيدية

القضايا الكيدية هي التي يرفعها شخص على آخر دون وجود علاقة قانونية أو تعاقدية يمكن أن ينشأ عنها نزاع قضائي بينهما، بهدف الاعتداء على حقوق الطرف الآخر أو ابتزازه أو تهديده أو إشغاله بالإجراءات القضائية بما يعيقه عن ممارسة حياته الطبيعية المعتادة.

مشكلة القضايا الكيدية أنها في العادة تمثل مفاجئة للمدعى عليه، سواء إذا تمكن من اللحاق بمراحل التقاضي، أو فوجئ بصدور حكم ضده واجب النفاذ.

ومشكلتها أيضا أنها تمثل ضرراً للمدعى عليه أيا كانت النتيجة التي تنتهي إليها حتى لو تمكن في النهاية من إثبات كيدية الدعوى فإن ذلك يكون بعد أن يتكبد مبالغ طائلة كأتعاب محاماة ومصروفات قضائية لا يحصل على أي تعويض عنها على عكس الحال في بريطانيا وأغلب الدول الأوروبية وأمريكا واليابان.

أنواع القضايا الكيدية

تتعدد القضايا الكيدية وتتشعب من حيث الأهداف ومن حيث وسيلة الكيد ومن حيث الجهات التي تلجأ إليها

فمن حيث الأهداف فهناك قضايا كيدية تستهدف فقط إطالة إجراءات التقاضي في دعوى معينة عبر إدخال طرف ثالث لا علاقة له بالقضية الأصلية أو عبر رفع دعوى مضادة في محكمة أخرى ثم طلب ضم الدعاوي وتضخيم الملف وتعقيد الدعوى الأصلية بما يطيل إجراءات التقاضي إلى أجل غير مسمى.

وهناك الكيد الذي يستهدف ابتزاز المدعى عليه كاستصدار حكم قضائي ضده ثم مساومته على التنفيذ أو رفع دعوى بمبالغ ضخمة أو تحتمل صدور عقوبة جنائية ثم المساومة على التصالح .

وهناك من القضايا الكيدية ما يستهدف بالفعل الاعتداء على حقوق الآخرين وهذه القضايا تتمثل غالباً في قضايا الاستيلاء على العقارات خاصة تلك المملكة للدولة، وسنبين لاحقا كيف يتم ذلك.

أما عن وسائل الكيد فتصعب على الحصر، ولكني سأكتفي هنا بتقديم نماذج عملية وواقعية لبعض من هذه القضايا:

1 - نظراً لأن القانون التجاري الجديد قد استثنى الشيكات من تطبيق أحكامه ولا تزال خاضعة لأحكام القانون التجاري القديم الذي يعود إلى 115 سنة تقريباً، فإنه لا يوجد شكل قانوي معين للشيك أو اشتراط أن يكون مرتبطاً بحساب بنكي حقيقي أو على أوراق صادرة من بنك معتمد, وإنما يكفي أن يتوافر فيه شرط السحب على بنك دون تحديد لرقم الحساب وأن يكون له تاريخ واحد وأن يكون موقعا من مصدره، وبالتالي يمكن لأي محتال أن يحصل على توقيع أحد الأشخاص على أي ورقة حتى ولو كان ذلك بكتابة اسمه عليه، ثم يقوم بقصها مزيلا أي كلمات أخرى فيها ما عدا الاسم او التوقيع ويسطر معلومات الشيك فوق ذلك الاسم ويقدمه للمحكمة، متضمنا مبالغ ضخمة ولأن الشيك يعتبر في حد ذاته أثبات قاطع لا تحتاج معه المحكمة لاثبات أي علاقة أو تعامل بين الطرفين، يسهل جدا الحصول على حكم بالحبس والدفع على صاحب الاسم أو التوقيع الذي لا يملك إلا التفاوض على الدفع حتى لا يتعرض للحبس، وهناك محام معروف ومشهور في القاهرة متخصص في هذا النوع من القضايا وسقط على يديه الكثير من الضحايا.

2 - تمثل شكوى الممثلة حنان ترك ضد زوجها على شقة الزوجية وتبادلها للاتهامات في النيابة نموذجا حيا على التواطؤ الكيدي، فبعد أن تمكن مالك العمارة التي توجد بها شقة الزوجية من الحصول على حكم بات ونهائي غير قابل للطعن بأي حال بطرد زوج حنان ترك من الشقة، وفي ليلة التنفيذ لم يجد هؤلاء وسيلة سوى أن تتقدم حنان ترك بدعوى للنيابة بأن زوجها طردها من شقة الزوجية وتطلب تمكينها منها، ولأن النيابة ليس لديها أحاطة بالحكم أصدرت قرار التمكين، وهكذا يأتي المحضر لينفذ الحكم النهائي البات ضد الزوج فتخرج الزوجة بقرار التمكين من الشقة وتدور الدائرة من جديدة لخمس او 6 سنوات أخرى وكما يقول أحد المحامين لن يغلب أمثال هؤلاء من التواصل إلى حيلة جديدة لتأجيل تنفيذ الحكم الأصلي بمثل هذه الطرق الاحتيالية وتظل العملية مستمرة بشكل دائم.

3 - ما أسهل أن تستولي على أراضي الغير أو الدولة، فكل ما عليك إذا وجدت قطعة أرض خالية أن تتفق مع شخص آخر فترفع عليه دعوى صحة ونفاذ عقد بيع على هذه الأرض ويحضر محاميه ويقر بصحة البيع أو لا يحضر وبالتالي يصدر الحكم ضده بعد استنفاذ مرات الحضور، ويصبح في يدك حكم قضائي رسمي بملكية هذه الأرض صالح للاستخدام لمدة خمس سنوات يمكنك به أن تستخرج رخصة بناء وتمديد الكهرباء والماء والهاتف وتقسم وتبني وتحصل على المقدمات ومين قدك مين.

4 - في النواحي الجنائية حدث ولا حرج يقوم أحد الأشخاص ببطح نفسه في اي حائط او جرح نفسه بموس ويذهب إلى المستشفى ومع اثنان بلطجية مثله يشهدون انك ضربته بالمطواة في ام عينه ويحصل من المستشفى على تقرير طبي باصابته ثم محضر وشهود وعليه، طبعا ستقول انه بامكانك انك تثبت انك كنت في مكان اخر غير الذي حدثت الواقعة، صح وهتطلع براءة، بس على ما تطلع براءة سيحدث لك الآتي :

أ - لابد من قضاء ليلة في القسم تمهيدا للعرض على النيابة في اليوم التالي وانت وحظك في هذه الليلة ام هيكون نصيبك مسح القسم إذا كانت امك داعيالك وكنت طيب وابن حلال، أو تطرقع اصابه سعادة الباشا ضابط نوبتجي لانه زهقان، او يشتد عليه الزهق فتاخد الطريحة علشان تروح النيابة مستوى وجاهز.

ب - تذهب إلى النيابة مكلبشا بالأصفاد لانك مشتبه فيه ومشروع مجرم خطير (لاحظوا ان الذي صفع المستشار الألماني شرودر حتى احمر خده خرج من قسم الشرطة بعد ساعة بالضبط من الصفع).

ج - حينما ياتي موعد المحاكمة لابد أن تدخل وتزين القفص وتقف فيه زي الباشا.

د - أما لو كان حظك سيء والباشا وكيل النيابة خبطك 4 ايام على ذمة التحقيق فانت عارف وانا عارف وخلي الطابق مستور.

على فكرة ما اوردته سابقا مجرد نماذج بسيطة ولكن هناك الكثير الكثير

بقي لنا أن نتحدث عن أسباب هذه الظاهرة وهل هناك ثغرات تشريعية تساهم في حدوثها وما هي الحلول المقترحة للتعامل معها.

وهذا في الفقرة التالية وأرجو الا أكون قد أطلت عليكم.

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...