اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الغرب والاسلام....بين التعايش..و...التصادم


disappointed

Recommended Posts

لاشك فى أن باب الجدل الذى انفتح مؤخرا حول فرضية صراع الحضارات وعلاقة الاسلام بالغرب وأزمة الحداثة فى مجتمعاتنا العربية والاسلامية والعولمة والأصولية انّما هوباب جدلى كان مواربا قبل أن ينفتح على مصراعيه بعد أحداث سبتمبر وما تبعها من تداعيات فى أفغانستان والعراق وقريبا فى سوريا وايران والسعودية(على ما أتوقع)

وهذا الجدل حول هذه المواضيع يمكن على ما أظن أن يتم ادراجه فى بوتقة واحدة تحمل عنوان علاقة الغرب بالمجتمعات العربية والاسلامية ليس فقط من منظور سياسى ولكن من مناظير أكثر شمولية (ثقافية وحضارية وتاريخية...الخ الخ)

قضية علاقة الغرب بالاسلام وتراوح هذه العلاقة بين التعايش والتناحر والتصادم ليست قضية جديدة على أى حال فعمرها يزيد عن القرنين منذ الحملة الفرنسية على مصر وقيام حكم محمد على واطلاق مشروعه النهضوى الشامل لتحديث العالم العربى والاسلامى انطلاقا من مصر وهو المشروع الذى شهد محاولات لاجهاضه قبل أن يولد فلمّا ولد تم قتله فى المهد.

وربّما كان السبب فى تحديدى للحملة الفرنسية وعصر محمد على كنقطة انطلاق لهذه العلاقة فى مفهومها الذى نتجادل حوله الآن هوأنه كان العصر الذى بدأ فيه الاحتكاك المباشر والمكثّف بيننا وبين الحضارة الغربية فى صورة البعثات التعليمية لأوروبا ونشوء النخب الوطنية المثقفة على الطراز الغربى وانتشار التعليم المرتكز على خلفيات ثقافية غربية واتساع قاعدة الطبقة المتوسطة وتزايد الوعى بقضايا المرأة و دخول المرأة الى مجالات التعليم والعمل والممارسة السياسية , وهو ماتزامن مع ظهور حركات الاصلاح الدينى والتنوير الثقافى على هامش مشروعات قومية عربية لبناء دول عربية حديثة (أو فلنقل محدّثة)

ورغم أن هذا التفاعل بين العرب والاسلام من جهة والحضارة الغربية من جهة أخرى كان نقطة انطلاق للتنوير والتحديث فى مجتمعاتنا الاّ أنه ظل من ناحية أخرى أحد أهم معضلات مشروع التحديث والتنوير فى مجتمعاتنا العربية والاسلامية اذ أن هذا التفاعل لم يمض فى خط مستقيم طوال الوقت فشهدت المسيرة بين الطرفين صعودا وهبوطا دائمين

ورغم أن هناك مدرسة فكرية تنويرية أرساها رفاعة الطهطاوى والشيخ محمد عبده ومن بعدهما قاسم أمين وطه حسين ومحمد حسين هيكل وحسين مؤنس وأحمد لطفى السيّد وغيرهم...الاّ أنه كانت هناك مدارس فكرية أخرى لاتتفق معها وهى المدارس التى اتّخذت منحى سلفي ذو منطق خاص فى التعامل مع الغرب وحضارته وثقافته, وكان ذلك على أيدى رشيد رضا وحسن البنّا وسيّد قطب

ورغم التباين بين هاتين المدرستين الفكريتين الاّ ان التوجّه العام العريض كان له صفة الوسطية والاعتدال التى تنادى بالتفاعل مع الحضارة الغربية بوعى وايجابية دون اغفال لخصوصيات مجتمعاتنا الدينية والثقافية....ومع هذا......فلم يتم حل معضلة العلاقة مع الغرب نهائيا بل شهدت هذه العلاقة موجات من التصادم والتناحر كان أقواها بعد أحداث سبتمبر

أما لماذا كان هذا التصادم والتناحر.......فاننى أعتقد أنه ولد من رحم تقاطع المصالح السياسية والاقتصادية بين المعسكرين اذ طغت تلك المصالح على الأرضية الثقافية والحضارية المشتركة التى كان من المأمول الوصول اليها باعتبارها الوسيلة الوحيدة من أجل التعايش بين المعسكرين....وهو ما يجب الحديث عنه و مناقشته بصورة أكثر تركيزا......

وللحديث بقية

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

طغيان العوامل السياسية والاقتصاديةعلى العوامل الثقافية والحضارية

=====================================

وهذا فى رأيى هو مربط الفرس وسبب تدهور العلاقة بين المجتمع الغربى والمجتمعين العربى والاسلامى الذى وصل الى أقصى مراحله الآن.

هذا الطغيان الظاهر للعوامل السياسية والاقتصادية على العوامل الثقافية والحضارية فى تعامل الغرب مع العرب والمسلمين تزامن مع انطلاق مشروعنا العربى والاسلامى التحديثى والتنويرى , وامتد حتى يومنا هذا.....فلا يمكن بأى حال من الأحوال (من وجهة نظرى الشخصية) تجاهل حالة "الصدمة" التى خلّفتها ظاهرة الاستعمار الغربى للمنطقة العربية لفترات طويلة , ولا يمكن بأى حال من الأحوال تجاهل تأثير تقسيم الغرب للكيانات العربية على أسس جغرافية تخدم مصالح الغرب وتعيق عملية التكامل السلس بين الأوطان والشعوب العربية والاسلامية بعد ان نجح الغرب فى عمل نقلة نوعية فى الفكر العربى من الفكر القومى العقائدى الوحدوى الى الفكر القطرى الضيّق (وذلك بواسطة تجزيئه للمنطقة العربية وشرذمتها)

هذه الصدمة من الاستعمار الغربى كانت كفيلة بخلق مرارة مازالت فى ذاكرة العرب والمسلمين (على المستويين الوطنى والشعبى) , ليس هذا فحسب بل عرقلت (وهو الأخطر والأهم) عمليات التحديث العربية والاسلامية -حتى ولو لم يكن ذلك بصورة مباشرة أو صريحة- اذ اختلط الرفض للسياسات الغربية الاستعمارية فى الذهن العربى والمسلم بالموقف السلبى من مشاريع النهضة والتحديث والتنوير بعد أن انسحبت الكراهية السياسية فى مجتمعاتنا للغرب على موقفنا من الثقافة والحضارة الغربية والتى اتخذت شكلا رافضا وعدائيا

ورغم أن انحسار ظاهرة الاستعمار الغربى بانتهاء الحرب العالمية الثانية وحصول الدول العربية والاسلامية على استقلالها كان كفيلا باذابة هذه العوائق وتفتيت وتحليل تلك الصدمة المعوّقة للتحديث والتنوير والتعايش مع الغرب الاّ أن تلك العلاقة بين المعسكرين لم تلبث أن تعقّدت أكثر بتزامن ميلاد الدولة الصهيونية الاسرائيلية مع انحسار الاستعمار الغربى الذى خرج من المنطقة العربية تاركا مستعمرا بالوكالة بدليل سعيه نحو انشاء هذا الكيان وتعضيده ومساعدته وهو ما عقّد العلاقة بين الغرب وبيننا بصورة أعنف بعد أن تزامنت هزيمة 1967 مع نشوء وصعود التيّارت السلفية... وهو مفرق مفصلى من وجهة نظرى كما سأتناوله لاحقا....

وللحديث بقية

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

عوامل الصدام بيننا وبين الغرب

=================

أولا : تنامى الاتجاهات السلفية المتشددة والعنيفة والرافضة للآخر (وهو الغرب هنا) فى مجتمعاتنا نتيجة طغيان العامل السياسى على العامل الثقافى فى علاقتنا مع الغرب مما ولّد تيارات فكرية رافضة لمشروعات الحداثة والتطوير فى مجتمعاتنا من باب شيوع الأفكار المغلوطة المخلوطة عن أن التحديث هو تغريب وأن التطوير هو انسلاخ عن الموروث وعن الأصول الخاصة بمجتمعاتنا

ولهذا العامل السياسى أثر كبير فى ظهور هذه التيّارات السلفية بدليل صعودها السريع بعد هزيمة 1967 لتظهر جماعات متطرفّة ومنغلقة فكريّا دفعت بالفكر الاصلاحى ةالتحديثى الى التوارى خوفا من الصاق تهمة الكفر والبعد عن الدين به

ودليل آخر على أثر العامل السياسي فى ظهور هذه التيارات السافية كان أن هذه التيّارات تبنّت قضايا تحرير فلسطين ومواجهة اسرائيل من خلال اعلان الحرب على الغرب (وهو الشيئ الذى أعطاها جماهيرية كبيرة بين أوساط الشارع العربى)

ثانيا : الأثر السلبى لتراكمات الوقائع السياسية فى الذهن العربى والاسلامى....منذ مرحلة الاستعمار الغربى مرورا بالصراع العربى الاسرائيلى و حصار العراق وسياسة الكيل بمكيالين فى قضايا سياسية متماثلة كتيمور الشرقية من جهة وجنوب الفلبين وكشمير منجهة أخرى على سبيل المثال وانتهاءا بغزو العراق الآن

كل هذا شكّل احساسا لدى العرب والمسلمين بالمهانة والظلم والقهر والعدوان مما ترجم نفسه فى صورة سخط شعبى عربى واسلامى على الغرب ترجم نفسه تلقائيا فى صورة ردود الأفعال العربية والاسلامية تجاه أحداث سبتمبر (وهى ردود الأفعال الحقيقية -والتى لا أوافق عليها شخصيّا- لقطاعات جماهيرية كبيرة وعلى مستوى رجل الشارع دون أن نخدع أنفسنا ونعلن غير ذلك والتى تمثلت فى احساس بالتشفّى فى أمريكا باعتبارها رمزا للغرب)

ثالثا : السياسة الأمريكية بالمنطقة العربية.... وأنا لا أقصد هنا فقط تناولها المجحف لنا من جهة صراعنا مع اسرائيل وتعضيدها لاسرائيل والذى فاق مرحلة الدعم الى مرحلة الشراكة الكاملة.... ولكننى أقصد أيضا تعامل السياسة الأمريكية مع حركات الاسلام السياسى السلفية والعنيفة والمتشددة...فلقد تعاملت السياسة الأمريكية مع هذه الحركات بأسلوب موغل فى البريجماتيّة لاينظر الاّ الى مصالح أمريكا السريعة والآنية ولا ينظر الى تداعيات هذه السياسة المستقبلية والآتية , اذ استخدمت أمريكا هذه الحركات لتحارب الشيوعية عنها بالوكالة فى أفغانستان...ولكن بعد تحلل الاتحاد السوفييتى وانتهت مصلحة أمريكا من حركات الاسلام السياسى رفعت أمريكا يدها كعادتها دون أن تفكّر فى كيفية التعامل مع مخلّفات هذه الحرب بالوكالة رغم أن هذه المخلّفات كانت شديدة الخطورة وتعتبر مشعّة مما أدى الى انتشار فكرها المتشدد والدموى من أفغانستان الى جميع مناطق العالم حتّى أصيبت أمريكا نفسها بشظايا هذه الحركات التى عضّدتها فى السابق ليس فقط فى أفغانستان بل وضد حكومات عربية ومنها مصر... لنجد الآن أن حركات الاسلام السياسى هى أكبر العقبات فى وجه التعايش مع الغرب وأكبر المعوّقات لمشوعات العرب التحديثية والتطويرية التى تسعى الى التعايش مع الغرب بدلا من التصادم معه

رابعا: فرضية صدام الحضارات: وهذه يسأل عنها العالم الغربى الذى ابتدعها والتى قسّم هنتنجتون من خلالها عالم مابعد الحرب الباردة الى ثمانية حضارات أساسية من ضمنها الحضارة الغربية والاسلامية والكونفوشيوسية واليابانية والهندوسية مفترضا حدوث الصدام بصورة لا مجال لتجنّبها

ولعل مسئولية الغرب عن هذه الجزئية تتجلّى فى مقولة الكثير من الغربيين من أن "الغرب متفرد وليس عالميّا"

The west is unique not universal

ولهذا اجد من الصعب حقّا هضم مبادئ العولمة مثلا ممّن ينادى بأن حضارته لا تؤمن بالعالميّة وانما بالتفرّد وهو مايجعل رسالة الغرب لنا أن العالمية والعولمة والتعايش والانسجام لن تتأتّى الاّ عن طريق اتّباعنا لأنماطه الثقافية والحضارية والفكرية والاّ فان الصدام محتّم بين الطرفين... وهى قضية خاسرة بالطبع قبل نظر أولى جلساتها لأنه ما من أمّة على الأرض (سواء نحن او غيرنا) سترتضى بطمس معالم موروثاتها وتراثها وخصوصيّاتها

وياريت نفتح باب المناقشة لأن هذا الموضوع من وجهة نظرى هو لب الصراع المستقبلى الذى أرى أنه سيكون طويلا ومؤلما للجميع (للأسف)

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 4 شهور...

للرفع....فلازال هذا الصراع هو لب الأزمة التى تعصف بكوكبنا الآن

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...