اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الأخلاق .. والتقدم العلمي ...


Recommended Posts

الأدب فضلوه على العلم ... مثل شعبي لايخلو من الصدق ..

والصدق فوق أنه قول الحق ... فإنه يضم

عدم النفاق .. وعدم المجاملة على حساب الحقيقة ... والدقة في التصريح ... أو حتى عدم الصمت عن قول الحقيقة وبالذات عندما تكون لازمة ..

وقد كنت أنوي كتابة موضوع عن الصدق وهل ممكن لدولة أو مجتمع بشري أن يكون ناجحا في غياب قيمة الصدق فيه ...

والذي دعاني لهذا التساؤل .. هو ملاحظة تفشي ظاهرة الكذب في مجتمعاتنا .. سواء حكام أو محكومين .. رغم أننا مجتمع إسلامي في غالبه ... والإسلام يحض على الصدق ويعتبره هو القيمة الرئيسية التي لو تحققت لتحققت تبعا لها بقية القيم ..

ولكن يمكننا أن نتساءل هل أن الضرورة الأخلاقية التي يفرضها الواقع دائما أقوى ..

فلو قارنا بين استقرار هذه القيمة عندنا وعند الغرب نجد أن قيمة الصدق في الدول المتقدمة هي ضرورة حياة بقدر أن الكذب عندنا هو كذلك ضرورة حياة ...

فللصدق أبعاد وقناعة اجتماعية وسياسية واقتصادية في المجتمعات الديموقراطية المتقدمة علميا تتجاوز العلاقات الشخصية والتعامل بين الأفراد..

فالعلاقة بين الحكام والمحكومين يلزمها الصدق حتى تستمر .. والتعامل في السوق يلزمه الصدق حتى يستمر ... العديد من المؤسسات تبحث عن الحقيقة نفسها كما هي المؤسسات العلمية وكذلك بدرجة عالية مجال الصحافة والإعلام وخاصة عندما تتحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم بشكل ديموقراطي .. كما يقتضي سهولة الحصول على المعلومات الصحيحة والدقيقة مما يعني توافر درجة عالية جدا من الشفافية.. وبالتالي مراعاة حقوق المواطن بكل ما يتيحه له ذلك من القدرة على مواجهة السلطة بحقائق الأمور وهو ما يعبر عنه أحيانا بالقدرة على مجابهة القوة بالحقيقة

وفي إطار اهتمام مفكرين وعلماء ومؤسسات دولية بأخلاق الغد التي قد تتأثر بالتقدم العلمي

أجرى معهد الأخلاقيات الكوكبية بأمريكا استطلاعا لرأي 272 من المشاركين في منتدى حالة العالم وكلهم على درجة عالية من الثقافة والمستوى الاقتصادي حول خمس عشرة قيمة أخلاقية ... وترتيبها حسب الأولوية بالنسبة لكل منهم وبالنسبة للأهمية التي يرون أنها سوف تحتلها في مجتمع الغد.

فاحتلت قيمة الصدق المركز الأول.. وجاء بعدها على الترتيب قيم التعاطف .. فالمسئولية .. فالحرية .. فتقديس الحياة .. فالعدالة والإنصاف .. فاحترام الذات .. فالمحافظة على البيئة .. فقيمة التسامح .. فالسخاء والعطاء ... ثم التواضع .. فالتجانس الاجتماعي ... فالشرف ... فالإخلاص ... وجاء احترام كبار السن في ذيل القائمة.

وطبعا لو أجري هذا البحث على أشخاص على نفس المستوى الثقافي والاقتصادي .. ولكن في مجتمعات وثقافات أخرى .. لجاءت النتيجة مختلفة.. لأن لكل ثقافة أولوياتها الخاصة .

يتبع

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

ومن الملاحظ أن الدين يتراجع الآن بشكل ملحوظ ويحتل مرتبة ثانوية بالنسبة للكثيرين في الغرب على الأقل ...

أمام الزحف العلمي والتحديث التكنولوجي المتواصل والميل المتزايد نحو الاتجاهات العلمانية والتفكير العقلاني الوضعي .. الرشيد .. وانحسار الثقافات التقليدية تدريجيا أمام هذه المتغيرات الجديدة .

والواقع أن هذه المشكلة كانت قد بدأت في الظهور منذ منتصف القرن الماضي إن لم يكن قبل ذلك .

ففي الخمسينيات من القرن العشرين على سبيل المثال ألقت مارجريت نايت أستاذة الفلسفة في إحدى الجامعات البريطانية سلسلة من الأحاديث أو المحاضرات في الإذاعة البريطانية وكانت أحاديثها بعنوان .... أخلاق بغير دين...

بشرت فيها بظهور مبادئ أخلاقية دنيوية أو علمانية مستمدة من حقائق الحياة الواقعية وتتولى تنظيم العلاقات بين الناس ورسم قواعد السلوك وبذلك تحل محل الدين بالمعنى المعروف للكلمة.

وقد أثارت تلك المحاضرات كثيرا من النقد والجدل وقت إذاعتها فقد كانت بريطانيا لا تزال متمسكة حينذاك بتقاليدها وقيمها الأخلاقية والدينية.. وكانت الكنيسة تتمتع بمكانة عالية في نفوس الناس .. وكان لها تأثيرها القوي في المجتمع والدولة على السواء.

وقد تراجعت هذه المكانة خلال نصف القرن الأخير تراجعا كبيرا.

يتبع

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

اعتقد ياسيدى الفاضل ان العبارة غامضة بعض الشئ ....

ما معنى ان .......

الصدق فوق انه عدم قول الحق فانه يضم النفاق ...

لعلك تقصد الكذب ؟؟

ام لعلى احتاج لتوضيح اكثر حتى استطيع متابعة الحديث ..

شكرا..

..تحياتى .

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

اعتقد ياسيدى الفاضل ان العبارة غامضة بعض الشئ ....

ما معنى ان .......

الصدق فوق انه عدم قول الحق فانه يضم النفاق ...

لعلك تقصد الكذب ؟؟

ام لعلى احتاج لتوضيح اكثر حتى استطيع متابعة الحديث ..

شكرا..

..تحياتى .

عندك حق يامدام سلوى

فمن الضروري التعديل

لتكون ...

قول الحق

عدم النفاق

وعدم المجاملة على حساب الحقيقة ..

والدقة في التصريح ..

وعدم الصمت عن قول الحقيقة وبالذات عندما تكون لازمة ...

رمضان كريم ...

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

يرى مفكرون أنه نتيجة للتقدم المذهل في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد والعلوم الفيزيائية.. سوف تختفي أنماط القيم الأخلاقية المتوارثة ..

دون أن تحل محلها أنماط أخلاقية جديدة تحفظ لتلك الثقافات والمجتمعات تماسكها وهوياتها المختلفة ..

خاصة أن هذا التقدم العلمي والتكنولوجي سوف يهدم كثيرا من الحواجز والعوائق التي كانت تفصل بين الشعوب ...

وقد كان ذلك دافعا للتفكير في نوع العلاقات التي ينتظر أن تسود في مجتمع الغد والمبادئ الأخلاقية التي سوف تحكم هذه العلاقات

ففي كتابا بعنوان .. قيم إنسانية للقرن الواحد والعشرين .. لجيرالد لارو..

وصف فيه هذا القرن بأنه القرن الذي سوف يبلغ فيه النمو العلمي والتكنولوجي مستوى لم يعرفه تاريخ الإنسانية من قبل, ولكنه يلاحظ أن هذا النمو قد يؤدي

إما إلى الفوضى والخلل والتفكك والحروب وانتشار المجاعات والأوبئة

وإما إلى الدخول في عصر من التعاون الإنساني والتنمية والتقدم والسلام

وأن ذلك يتوقف إلى حد كبير على نوع القيم التي سوف يختارها البشر أنفسهم ويعملون على تنميتها واستمرارها وترسيخ مشروعيتها.

وعلى ذلك فإنه يتعين أن يحسن الناس اختيار القيم التي يرون أهميتها بالنسبة لمستقبل المجتمع الإنساني ككل وأن يتم ذلك الاختيار أو الانتقاء بطريقة عقلانية رشيدة واعية ومتعمدة وهادفة وألا يتركوا الأمر للمصادفة أو للظروف الطارئة .

ويذهب جيرالد لارو إلى أن هذه القيم الأخلاقية سوف تكون بالضرورة وحتى يتحقق الهدف منها قيما .. علمانية .. كوكبية .. وعائلية .. في وقت واحد

وهو يأخذ كلمة عائلية هنا بالمفهوم الواسع الكلي الشامل الذي يتضمن العائلة البشرية

وذلك على اعتبار أن البشر جميعا تحدروا من أصل واحد وأن شعوب الأرض كلها ليست سوى فروع مختلفة لشجرة واحدة.

ومن هذه النظرة الشاملة التكاملية سوف تنبثق أخلاقيات المستقبل كما سوف تختفي الاختلافات والفوارق بفضل الاتجاهات العلمانية والتفكير العقلاني الرشيد الذي يقضي على المشاعر والانفعالات اللاعقلانية التي كثيرا ما تؤدي إلى الصراع بين الشعوب .

وسوف تؤدي هذه الأخلاقية الثلاثية التي ترتكز على مبادئ العلمانية .. والكوكبية .. والعائلية إلى احترام التنوع البشري كما تتيح الفرصة في الوقت ذاته لانطلاق القدرات الفردية بغير عوائق أو قيود .

فالأخلاقية الثلاثية تكفل إذن الحرية للجميع بما يحقق الاحترام المتبادل وقيام المجتمع الديمقراطي التعددي الذي يعترف بحقوق الإنسان ويرفض التحكم واستعباد الآخرين كما كان عليه الحال في القرون الخالية وحتى الوقت الراهن وإن اختلفت صور الهيمنة والتسلط والاستبداد.

وبهذا وحده يمكن أن يعم السلام كل ربوع كوكب الأرض وتتحقق أهداف التنمية ويضمن الجنس البشري لنفسه البقاء والاستمرار في الوجود حيث يمكن أن تختفي تماما وبعد فترة قصيرة نعرة الحديث عن أسلحة الدمار الشامل التي تبث الرعب والفزع في قلوب الناس.

وقد تكون هذه نظرة مغالية في التفاؤل ولكن جيرالد لارو يرى أن الأوضاع العالمية المتغيرة كفيلة بتحقيق هذه القيم الإنسانية خلال القرن الواحد والعشرين .

فالعالم يتحول بالفعل إلى مرحلة جديدة تسود فيها الديمقراطية العلمانية التعددية التي تنتشر بين جميع الشعوب وإن يكن بسرعات مختلفة

كما بدأ يتحقق على أرض الواقع ما يسميه لارو الأساس المشترك من التهذيب الأخلاقي الذي يتميز باحترام الآخر والميل نحو التضامن وإقرار الحرية والعدالة والأمان والتعاطف وهي كلها مبادئ علمانية

ولكنها تجد ما يماثلها في الأديان المختلفة

وبذلك لن يكون هناك تعارض بين الدين ومبادئ العلمانية

حتى وإن كانت هناك أديان وعقائد تقوم على أسس التمايز والتفرقة الحادة الصارمة بين أتباعها وأصحاب الأديان الأخرى .

ولا ينسى جيرالد لارو أن يقول مفاخرًا إنه يجب ألا يغيب عن أذهاننا أبدا أننا الجيل الأول في تاريخ الإنسانية الذي أمكنه أن يشاهد من الفضاء الخارجي كوكب الأرض الذي نعيش فوقه

وهذا يجعلنا ندرك تفرد هذا الكوكب الذي يدور حول نجم آخر صغير هو الشمس في الكون الواسع العظيم الممتد بلا حدود كما يجعلنا نشعر بأننا في حدود المعلومات المتوافرة حتى الآن الكائنات العاقلة الوحيدة التي تملك القدرة على التفكير.

وقد تكون هناك أشكال أخرى من الكائنات العاقلة المفكرة تعيش على كواكب أخرى ولكننا لم نأخذ على أي حال علما بها حتى الآن.

ولذا فإن نسق القيم الذي نؤمن به يجب أن يتعدى ويتجاوز كل الحدود بحيث تسود أخلاقيات كونية إنسانية تشمل العالم بأسره وتعمل على توحيده حتى وإن اتخذت أشكالا متعددة وبهذه الطريقة وحدها يمكن أن تسود روح التسامح بين البشر.

فالتسامح هو المؤشر الموضوعي الوحيد على احترام التنوع الثقافي وقبول الأنماط الثقافية المغايرة .

يتبع

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

في عام 1998

أصدر راي كورزويل كتابا طريفا بعنوان .. عصر الآلات المفكرة ..

يعرض فيه تصوراته عما ستكون عليه معالم مجتمع الغد

ونوع الأخلاقيات التي سوف تسود بين الناس حينذاك

وهي صورة يعترف هو بأنها مثالية قد لا تتحقق بحذافيرها

وإن كانت كل الدلائل تشير إلى أن العالم يتجه نحوها بخطى حثيثة .

والمعروف أن راي كورزويل هو مخترع أول جهاز قراءة للمكفوفين

ويتميز بنظرة إنسانية شفافة نحو إمكان استخدام الآلات وتسخيرها لصالح الإنسان .

يذهب كورزويل في ذلك كتابه إلى

أن التقدم العلمي قد يصل بالإنسان إلى مرحلة تضمن له وضعا ما يقرب من الخلود

وذلك عن طريق التوحد مع الآلات والأجهزة المفكرة والروبوت على وجه التحديد .

ولكنه يعبر في الوقت ذاته عن قلقه ومخاوفه

مما قد يلحق بالمجتمع البشري من أذى وأضرار ومتاعب جسيمة

نتيجة للسير المحموم في هذا الطريق المحفوف بالمخاطر.

فليس من المتصور أن يستمر وجود المجتمع الإنساني

بالصورة التي ألفناها خلال القرون الطويلة الماضية

إذا تمكنت الآلات المفكرة من أن تحل محل الإنسان .

بل وأن تنجز الأشياء بطريقة أفضل مما يستطيعه هو بإمكاناته وقدراته البشرية المحدودة

وأن تنفرد باتخاذ القرارات دون الرجوع إليه وبغير تدخل أو توجيه منه

إذ سوف يعتبر ذلك قمة العجز البشري أمام الآلة التي صنعها الإنسان لتكون في خدمته

فينتهي الأمر به إلى الخضوع لسطوتها والتسليم بقدرتها ودقتها المتناهية

والاستسلام لديكتاتوريتها غير العاقلة .

ولكن يبدو أن الإنسان سيجد نفسه قريبا في هذا المأزق الذي صنعه لنفسه بيديه.

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

وقد أثار كتاب كورزويل كثيرا من الجدل على صفحات الجرائد والمجلات المتخصصة في الدراسات المستقبلية

ومن أهم هذه المقالات عرض للكتاب بقلم بيل جوي ظهر تحت عنوان ..

لماذا لن يحتاج إلينا المستقبل ؟

وفيه يصف الكتاب بأنه مثال رائع ..

للموضة الفكرية .. التي انتشرت في أواخر القرن العشرين

والتي يتنبأ المشاركون فيها بما سوف يكون عليه الوضع الإنساني في القرن الجديد وما بعده .

وتغلب على المقال الكآبة والتشاؤم حول مستقبل المجتمع البشري

الذي سوف تتحكم فيه تلك الأجهزة المفكرة

التي لن تكون متاحة بطبيعة الحال إلا لفئة محدودة ومتميزة من الأشخاص

الذين سوف يسخرونها لتحقيق أغراضهم ومصالحهم الخاصة

ويمكنهم عن طريقها الاستغناء تماما عن العمل البشري

الذي يقوم به في الوقت الحالي أعداد هائلة من الأيدي العاملة

وبذلك يتم تهميش كل هذا القدر الكبير من البشر

الذين سوف يمثلون في هذه الحالة عبئا ثقيلا على المجتمع

فضلا عن حرمانهم من الإحساس بإنسانيتهم

وهو الإحساس الذي يستمده المرء من العمل الذي يدرك أن المجتمع في حاجة إليه.

والأخطر من ذلك في رأي بيل جوي هو

أن هذه الفئة القليلة المتميزة

سوف تلجأ إلى كل ما من شأنه التحكم في معدلات الخصوبة لدى الطبقات الفقيرة

نظرا لعدم الحاجة إلى إليهم كأيدي عاملة

وبذلك سوف تنقرض هذه الجماعات

وتفقد المجتمعات الإنسانية جانبا كبيرا من أحد عناصرها

التي لعبت دورا مهما في إرساء قواعد الحضارة الإنسانية .

وعلى العموم فإن ظهور هذه الأجهزة والآلات المفكرة سوف يترتب عليه

تدهور القدرات الذهنية لدى الغالبية العظمى من الناس في كل المجتمعات

بحيث يحتلون مرتبة لا تختلف كثيرا عن تلك التي تشغلها الحيوانات الأليفة

وهو موقف أخلاقي خطير

لا يكاد الكثيرون يعطونه ما يستحقه من اهتمام

على الرغم من توقع ظهور هذه الآلات أو الكائنات الآلية المفكرة حوالي عام 2030.

وواضح هنا أن الفقراء هم الذين سيدفعون الثمن

وهذا يعود بنا إلى آراء مالتوس

حول عدم تشجيع الطبقات العاملة والفقيرة على الإنجاب

وإن كانت القضية تستند الآن إلى مبررات أخرى

تحت وطأة التقدم العلمي والتكنولوجي

وتوقعات ظهور الآلات والأجهزة المفكرة .

وربما لم يكن أصحاب الدعوة إلى قيام أخلاقيات كوكبية مستقبلية

تقوم على مبادئ العلمانية والعقلانية

يتوقعون أن يصل التفكير في المشكلة إلى هذه النتائج اللاأخلاقية التي ينبه إليها مقال بيل جوي

كما أن الكثيرون لا يزالون يستبعدون تماما إمكان تجرد الإنسان والمجتمع في المستقبل من كل المشاعر الإنسانية

التي قد تتعارض مع متطلبات العلم وهم يستشهدون في ذلك بما حدث لأوبنهايمر أبي القنبلة الذرية .

ففي نوفمبر عام 1945

وبعد ثلاثة أشهر من قصف اليابان بالقنابل الذرية الأمريكية

التي أزهقت أرواح مئات الآلاف من البشر

أعلن أوبنهايمر وهو في نشوة الانتصار بنتائج بحوثه العلمية ومدافعا في الوقت نفسه عن حيادية العلم

أنه من المستحيل أن يكون المرء عالما دون أن يؤمن بالقيمة الخالصة للعلم في ذاته بالنسبة للإنسانية

وأن العلماء على استعداد دائما لأن يتحملوا مسئولية نتائج بحوثهم

فكأنه كان ينكر محاولات إخضاع العلم للتقويمات الأخلاقية.

ولكنه لم يلبث أن نادى مع غيره من العلماء

بضرورة وضع استخدام القوى الذرية تحت إشراف مؤسسة أو مفوضية دولية

وعدم ترك الأمور في أيدي الدول وحدها .

وفي عام 1948

اعترف بأن علماء الفيزياء يشعرون بالذنب وأن هذا الشعور لن يفارقهم أبدا .

ولكن الظاهر أن الدعوة إلى ضرورة مراعاة العلماء الأبعاد الأخلاقية والإنسانية في بحوثهم

هي مجرد صرخة في واد ولا تكاد تجد من يستمع إلى صداها .

وهذا وضع يدعو إلى الإحساس بكثير من الأسى والإشفاق على مستقبل الإنسانية

رغم .. أو ربما بسبب .. كل ما سوف يحققه البحث العلمي من اكتشافات

في ارتياده كثيراً من المجالات التي لاتزال مجهولة والتي تخبئ وراءها كثيرا من المفاجآت .

فهل سيكون الخاسر في نهاية الأمر هو إنسانية الإنسان ؟

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

بس هو تعليق صغير على:

على الرغم من توقع ظهور هذه الآلات أو الكائنات الآلية المفكرة حوالي عام 2030.

وواضح هنا أن الفقراء هم الذين سيدفعون الثمن

رأيي الشخصي ان الروبوت الذكي سيتواجد كثيراً في المستقبل، اما انه يسيطر على العالم فهذا صعب حدوثه وان كان من الجائز.

ديناميكيه عمل المخ مشكله علميه عويصه ، اما العقل المفكر بدوافعه وانفعلاته فهذه اصعب.

لو كنت متفائل هقول ان سنه 2030 هيظهر الروبوت الذكي بكثره في المصانع والشركات الغربيه.

سنه 2070 هيكون الروبوت احد الآلات المساعده بس هيكون ظهورها شيء عادي في الحياه اليوميه.

سنه 2100 بدايه ظهور الروبوت العاقل المدرك بعض الشيء.

سنه 2130 بدايه جيل جديد من الروبوت الواعي.

سنه 2200 بدايه تكوين مجتمع صغير من الروبوت الواعي......وهكذا.

حاجه اخيره ممكن اضفها وهي ان الذكاء الاصطناعي فعلاً هيكون ماحي للشعوب الفقيره نظراً لتطور تبعيات تطور تكنولوجيته، ولكن من الصعب جدا جدا سيطرته على العالم بالرغم من قدراته التكنولوجيه الفائقه ولسبب بسيط وهو ان العقل البشري من المستحيل ادراك قوة امكانياته.

شكرا

سقراط

تم تعديل بواسطة سقراط المصري

<span style='font-family: Arial'><span style='font-size:14pt;line-height:100%'><span style='color: blue'><strong class='bbc'><br />زوجتي الحبيبه ، امي الغاليه ، حماتي الطيبه<br /><br />برجاء تجهيز مايلي يوم وصولي لأرض المحروسه :<br /><br />باميه باللحم الضاني ، محشي ورق عنب ، كباب حله ، قلقاس باللحمه ،نص دستة زغاليل محشيه ، بطه راقده على صينية بطاطس ، وزه متشوحه كفتح شهيه ، صينيه رقاق ، موزه مشويه على الفحم ، سلطة طحينه بالليمون ، مية "دقه" ، ملوخيه بالارانب ، شربة فرخه بلدي بالحبهان والمستكه، برميل تمرهندي............... وكفايه كده عشان انام خفيف.<br /><br />سقراط المصري<br /></strong></span></span></span>

رابط هذا التعليق
شارك

أخي العزيز الأستاذ سقراط مصري

بخصوص التوقعات الخاصة بالتطور العلمي

أعتقد أن قرنين من الزمن كثيرين جدا للوصول إلى درجة عالية من الأتمتة ...

فلو نظرنا إلى الخلف فقد مر قرنين فقط تقريبا من الثورة الصناعية الأولى إلى أن نصل إلى ما نحن فيه الآن

مع العلم أن معدلات التطور تتزايد كما لو أنها متوالية هندسية

فحسب اعتقادي أنه مع حلول منتصف هذا القرن سيكون العالم المتقدم تحول بشكل جذري ...

حيث أن المشكلة أنه مع تسارع معدلات التقدم التقني أصبح التوقع وما يقال عنه الخيال العلمي في مأزق ..

ولاشك أن التقدم التقني له تأثيراته الكثيرة على المجتمع البشري ...

وكذلك لو نظرنا للوراء ...

نجد أن الآله أثرت على رومانسية الإنسان وإنسانيته .. إلى مادية كبيرة وفقدان للإنسان لبعض إنسانيته .

وكذلك في اعتماد حياة الإنسان على الآلة ...

فنتخيل مثلا انقطاع التيار الكهربائي على مدينة مثل نيويورك وقرية مثل كفر البطيخ مثلا ...

هناك ستتوقف الحياة ... وهنا لاشيء ..

ومع تطور احتلال الآلة من المساحة التي يسيطر عليها العقل البشري في الحياة اليومية

لاتجد أنها حصارا للعقل البشري ؟

فمابالك أن تكون هذه الآلات مفكرة وتتخذ قرارت وتنفذها ...

أعتقد أن المسألة جديرة بالتفكير .....

وأتذكر فيلم أوديسا الفضاء الذي ظهر في أواخر الستينات على ما أعتقد

وفيه مواجهة بين الإنسان والكمبيوتر .. الذي يمكنه أن يحب كذلك ...

والمشكلة أن هذا هو الطريق الوحيد المطروح ...

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

الأخ الفاضل طه

شكراً على الرد البناء.

متفق تماماً معك في ان قرنين من الزمان مده طويله وان العلم قد يكون متقدماً تبعاً لمتواليه هندسيه.

طيب ، اكيد حضرتك تعرف ان هناك علم هو علم المستقبليات، وهو في العاده بيوضح تطور العلوم في المستقبل بناء على الحاضر ومايجري في المعامل.

لو قرأنا معاً بعض اصدارات علم المستقبليات ولتكن من ثلاثين سنه ماضيه ، هنجدهم توقعوا ان سنه 2000 هتكون عام تحقيق الكثير من الانجازات والتكنولوجيا. حتى انه توجد مقاله لعالم اسمه الان تورنج تقريبا سنه 1947 بتشير ان سنه 2000 الروبوت او على الاقل جهاز الكمبيوتر هيقدر يخدع الانسان بحيث في احد اختبارات تورنج لن يستطيع الفرد العادي معرفه الفرق بين اجابه الكمبيوتر واجابه الانسان على اسئله تتطلب عمليات عقليه عليا.

ونحن الان عام 2004 هل حدث ذلك؟

اكادمياً، - وبحكم التخصص- لم ينجح اي برنامج كمبيوتر حتى الان في اختبار تورنج. بالرغم من كل التقدم الحادث.

الذكاء الاصطناعي قدم نتائج مبهره جداً ، ولكنها مبهره فقط للشخص العادي ، ولكن للاكاديمي تعتبر نواه فقط لمشروعات ابحاث.

معهد MIT في امريكا لو دخلت الموقع بتاعه هتلاقي افلام فيديو ظريفه عن روبوتات بتعمل حاجات مدهشه ، بتتكلم وبتعمل حوار وبتتحرك وهكذا.

ولكنها تعد استجابات انعكاسيه مش اكثر ويتخللها بعض الوظائف العقليه البسيطه.

التقدم في الذكاء الاصطناعي يلزمه مجهود جبار في العلوم النفسيه وفهم ميكانزمات المخ وعمل العقل.

المخ تم الاف الابحاث عنه واتفصص حته حته ، لكن اننا نقدر نحاكي جميع ميكانزماته بتطورنا الحال صعب جداً.

وكمان المخ - وهو الجانب الفسيولوجي- له انعكاسات سيكولوجيه خارجيه - والتي اعني بها عمل العقل . هذه الاخيره ردود افعلها يحكمها الاف المتغيرات منها البيئيه والثقافيه وحتى الوراثيه.

ولذلك اشرت انه لو كنت متفائل فإن دراسه او استكمال دراسه ميكانزمات عمل المخ والعقل بكل متغيراته والتي تعد بالالاف في قرنين يكون شيء كويس.

طبعاً بالتوازي لازم علوم الكمبيوتر من حيث سرعة البروسيسور المعالج وتطور الات التصوير او الكاميرات التى تحاكي العين وحاجات كتيره لازم تطور اكتر من كده بكتتر.

طبعاً هي وجهات نظر ، وطبعاً مش عارف هل اقول ربنا يسهل في سرعة التقدم في هذا المجال ، ولا احنا هيكون موقفنا متفرجين ومتلقين للنظريات فقط بدون المشاركه الفعليه.

اتمنى الخير للجميع وارجوا الا اكون خرجت عن الموضوع الاساسي وركزت بردودي على احد جوانبه.

وشكراً لرقي لغة الحوار في الموضوع.

سقراط

<span style='font-family: Arial'><span style='font-size:14pt;line-height:100%'><span style='color: blue'><strong class='bbc'><br />زوجتي الحبيبه ، امي الغاليه ، حماتي الطيبه<br /><br />برجاء تجهيز مايلي يوم وصولي لأرض المحروسه :<br /><br />باميه باللحم الضاني ، محشي ورق عنب ، كباب حله ، قلقاس باللحمه ،نص دستة زغاليل محشيه ، بطه راقده على صينية بطاطس ، وزه متشوحه كفتح شهيه ، صينيه رقاق ، موزه مشويه على الفحم ، سلطة طحينه بالليمون ، مية "دقه" ، ملوخيه بالارانب ، شربة فرخه بلدي بالحبهان والمستكه، برميل تمرهندي............... وكفايه كده عشان انام خفيف.<br /><br />سقراط المصري<br /></strong></span></span></span>

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 4 سنة...
<span style='font-size:17pt;line-height:100%'>

كتب الدكتور عادل الليثي

الأدب فضلوه على العلم ... مثل شعبي لايخلو من الصدق ..

والصدق فوق أنه قول الحق ... فإنه يضم

عدم النفاق .. وعدم المجاملة على حساب الحقيقة ... والدقة في التصريح ... أو حتى عدم الصمت عن قول الحقيقة وبالذات عندما تكون لازمة ..

وقد كنت أنوي كتابة موضوع عن الصدق وهل ممكن لدولة أو مجتمع بشري أن يكون ناجحا في غياب قيمة الصدق فيه ...

والذي دعاني لهذا التساؤل .. هو ملاحظة تفشي ظاهرة الكذب في مجتمعاتنا .. سواء حكام أو محكومين .. رغم أننا مجتمع إسلامي في غالبه ... والإسلام يحض على الصدق ويعتبره هو القيمة الرئيسية التي لو تحققت لتحققت تبعا لها بقية القيم ..

ولكن يمكننا أن نتساءل هل أن الضرورة الأخلاقية التي يفرضها الواقع دائما أقوى ..

فلو قارنا بين استقرار هذه القيمة عندنا وعند الغرب نجد أن قيمة الصدق في الدول المتقدمة هي ضرورة حياة بقدر أن الكذب عندنا هو كذلك ضرورة حياة ...

فللصدق أبعاد وقناعة اجتماعية وسياسية واقتصادية في المجتمعات الديموقراطية المتقدمة علميا تتجاوز العلاقات الشخصية والتعامل بين الأفراد..

فالعلاقة بين الحكام والمحكومين يلزمها الصدق حتى تستمر .. والتعامل في السوق يلزمه الصدق حتى يستمر ... العديد من المؤسسات تبحث عن الحقيقة نفسها كما هي المؤسسات العلمية وكذلك بدرجة عالية مجال الصحافة والإعلام وخاصة عندما تتحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم بشكل ديموقراطي .. كما يقتضي سهولة الحصول على المعلومات الصحيحة والدقيقة مما يعني توافر درجة عالية جدا من الشفافية.. وبالتالي مراعاة حقوق المواطن بكل ما يتيحه له ذلك من القدرة على مواجهة السلطة بحقائق الأمور وهو ما يعبر عنه أحيانا بالقدرة على مجابهة القوة بالحقيقة

وفي إطار اهتمام مفكرين وعلماء ومؤسسات دولية بأخلاق الغد التي قد تتأثر بالتقدم العلمي

أجرى معهد الأخلاقيات الكوكبية بأمريكا استطلاعا لرأي 272 من المشاركين في منتدى حالة العالم وكلهم على درجة عالية من الثقافة والمستوى الاقتصادي حول خمس عشرة قيمة أخلاقية ... وترتيبها حسب الأولوية بالنسبة لكل منهم وبالنسبة للأهمية التي يرون أنها سوف تحتلها في مجتمع الغد.

فاحتلت قيمة الصدق المركز الأول.. وجاء بعدها على الترتيب قيم التعاطف .. فالمسئولية .. فالحرية .. فتقديس الحياة .. فالعدالة والإنصاف .. فاحترام الذات .. فالمحافظة على البيئة .. فقيمة التسامح .. فالسخاء والعطاء ... ثم التواضع .. فالتجانس الاجتماعي ... فالشرف ... فالإخلاص ... وجاء احترام كبار السن في ذيل القائمة.

وطبعا لو أجري هذا البحث على أشخاص على نفس المستوى الثقافي والاقتصادي .. ولكن في مجتمعات وثقافات أخرى .. لجاءت النتيجة مختلفة.. لأن لكل ثقافة أولوياتها الخاصة .

يتبع </span>

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...