اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ظواهر خطيرة لإستخدام الفيسبوك


عادل أبوزيد

Recommended Posts

هل تحفظ « قل هو الله أحد»؟ بقلم  سمير الشحات
 
ما لا يفطن إليه الكثيرون منا الآن، أن ثمة تيارًا جديدًا من الوعى بات يتشكل هذه الأيام لدى المصريين من خلال مواقع التواصل الاجتماعى قد يغير وجهة وبنية العقل المصرى لسنوات طويلة مقبلة، ولا يدرى أحد إن كان ذلك فى صالح البلد أم- لا سمح الله- سيكون فيه ضرر عظيم!


كنا دائمًا كمصريين معتادين على أن ما يكمن فى عقولنا هو ما تحشوه فى أدمغتنا مناهجنا التعليمية، أو ما يبثه الإعلام المملوك للحكومة (من جرائد أو إذاعة أو تليفزيون رسمي)، أو ما يقدمه لنا الدعاة والأئمة والوعاظ سواء فى المساجد أو الكنائس. أما الآن فمن فى رأيك الذى يشكل مدركات المصريين ويصنع رؤيتهم للدنيا والحياة؟ إنه- صدق أو لا تصدق- الفيس بوك وتويتر وإنستجرام وما شابهها. 

وما المشكلة فى ذلك؟ ياااااه.. مليون مشكلة ومشكلة، ليس أقلها انعدام اليقين. يعنى إيه؟ خذ عندك. إن اليقين لدينا كان دائمًا مرتبطًا بالدين، حيث إننا منذ بدايات التاريخ ونحن (مسلمين ومسيحيين) نؤمن بما تقول به السماء، أما اليوم فاسأل – إن كنت جريئًا- أى شخص تلقاه عن مدى ما يعرفه بالضبط عن دينه. لن تجد- صدقني- إلا أقل القليل، وربما لا شيء على الإطلاق! 

لا تصدق.. إذن فإليك هذه الحكاية: لقد راح شاب من هواة تسجيل آراء الناس فى الشارع ثم بث ما يسجله على اليو تيوب، يسأل الناس عما ما هى سورة الإخلاص فى القرآن الكريم.. وهل هم يحفظونها؟ فجاءت إجابات الجميع (ومنهم ناس ملو هدومهم) لا.. لا نعرف! فهل تعرفها أنت؟ إنها «قل هو الله أحد.. الله الصمد.. لم يلد.. ولم يولد.. ولم يكن له كفوًا أحد» . أرأيتم كم بتنا لا نعرف عن ديننا ولا حتى «قل هو الله أحد»؟ 

الخطورة ليست فى عدم حفظ الآيات فالكثيرون لا يحفظون.. إنما المشكلة هى عدم الاهتمام، ويمكن لسيادتك أن تقول الشيء نفسه عن بقية العلوم والمعارف الإنسانية ومدخلات الثقافة بكل أشكالها وتنوعاتها، وهو ما يترتب عليه شيوع الخفة والاستخفاف والهشاشة ما يجعل العقل قابلًا لأى تهويمات أو ترهات أو هرتلات بحسبانها هى أصل الأشياء فى وقت تقفز فيه المجتمعات الأخرى (المحترمة) قفزات هائلة فى مسالك التقدم والحضارة. 

أنت بالتأكيد من مستخدمى الفيس بوك واليو تيوب (وهل منا من لا يستخدمهما حتى الأطفال فى الشوارع؟) فماذا تجد كلما مققت عينيك فى الفيس؟ لا شك أنك ستجد ظواهر أربع فى غاية الخطورة. 

أولها أن كل من هب ودب بات يفتى فى أى شيء وكل شيء، فى الكورة والسينما والاقتصاد والسياسة وطبعًا فى الدين، ما ترتب عليه أن فقدت القيمة الحقيقية للمعلومة الصحيحة الموثقة معناها وهيبتها. ستقول: وأين المشكلة؟ المشكلة يا سيد الناس أن بناء العقل لا يقوم على التهويمات والكلام الفارغ، فإذا أصبح هذا هو المنهج فلا تنتظر من أمة بهذا الفراغ العقلى أن تتقدم، أو حتى تواصل الحياة. 

ألا تجد معى أن كل شيء عندنا فقد معناه؟ ألا تراهم على الفيس يقولون لك : كل حاجة عندنا بايظة؟ وإذن فلا أمل يرتجي، ولا عزيمة ستبقي، بل عدمية وقنوط وخمول ستأخذنا إلى القاع يوما بعد يوم. إنك عندما تقول «ما فيش فايدة» فقد نزعت من روحك أهم ما يحقق لك الحياة الحقيقية، وهو الأمل. 

وأما الظاهرة الثانية، فهى أن كل واحد من رواد الفيس صار سيد نفسه، وهذا فى وجهه السطحى يبدو تطورًا إيجابيًا إلا أنك لو تمعنت قليلًا فسوف تجد أن أصل الحياة هو أن لكل منا كبيرًا يجب الرجوع إليه والتعلم منه والاسترشاد برأيه، أما لو أصبح كل واحد منا (من دماغه) فإن الإنسان لن يحترم أحدًا، لا رجل القانون، ولا مدرس الفصل، ولا رئيسك فى العمل، ولا شيخ المسجد أو القس فى الكنيسة، وعندئذ سنصبح بلا قدوة.. فمن من سنتعلم إذن؟ 

المصيبة الثالثة (عفوًا نقصد الظاهرة الثالثة) هى الخوف من أن تصبح هذه الفوضى الفيسبوكية هى التى تقود حركة ولاة الأمر والقائمين على شئون البلد، إذ سيجدون أنفسهم- تحت ضغط ما يسمى بالصحافة الشعبية- مضطرين إلى مسايرة الرأى العام لإرضائه، حتى لو اقتضى الأمر تخطى القانون نفسه أحيانًا، وهو ما سيحول بينهم وبين وضع وتنفيذ الخطط الرصينة لتحقيق التنمية، وفى هذا- لو تعلمون- بداية هلاك الدول والمجتمعات. 

سقوط الثوابت وانهيار البديهيات مظهر رابع من مظاهر إدمان الثقافة الفيسبوكية، ومعلوم لنا جميعًا أن طبيعة المواقع التواصلية هى الاجتزاء والاختزال، فنصبح جميعًا كمن يخطف الشواشى دون حصاد حقيقى (الشواشى هى أطراف أعواد الذرة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع). 

واقرأ إن شئت البوستات والكومينتات وتمعن فى الفيديوهات المعروضة كالسيل على شاشات الموبايلات وسترى العجب. الكثير منها غث وتافه وغير حقيقي، والأخطر أنه قائم على رفض كل ما تعارف عليه الناس وشكل وعيهم ما يقود فى النهاية إلى فقدان الثقة فى تلك الثوابت.. حتى ثوابت الدين المتعارف عليها. 

ولعل هذا يأخذنا إلى الظاهرة الأخطر، وهى تشويه الفتاوى الدينية، وكم أصبحنا نقرأ على الفيس ونرى من فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان ويطلقها أناس لا يعرفون حتى ما هى سورة الإخلاص. صحيح أن مجلسنا النيابى الموقر يصارع الزمن لتغليظ العقوبة على كل من يتصدى للفتوى من غير المختصين.. لكن كيف ستضبط الأمر على مواقع التواصل وهى بالملايين؟ يا سادة.. إن الأمر جد وليس هزلًا فانتبهوا يرحمكم الله. 

لمزيد من مقالات سمير الشحات

http://www.ahram.org.eg/NewsQ/593530.aspx

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

حضرتك الفيس بوك او غيره هو وسيلة وأداء لعرض اراء او دردشات او اي محتوى وطبعا المحتوى مضمونه ممكن يكون صح او خطأ

وبالتالي مدى ارتباطه بالواقع وصدقه من كذبه اللي بيحكمه الناس 

كلام حضرتك جميل وواقعي لكن اضرار 

رابط هذا التعليق
شارك

  • الزوار
Guest خبير إستراتيجي
في 11 May 2017 at 00:08, عادل أبوزيد said:

الخوف من أن تصبح هذه الفوضى الفيسبوكية هى التى تقود حركة ولاة الأمر والقائمين على شئون البلد، إذ سيجدون أنفسهم- تحت ضغط ما يسمى بالصحافة الشعبية

عادي جدا الإعتراض على أي شيئ جديد .. حتى السيارات و المترو ، في حالتنا هذه فعلا نجد الإعلام المصري  - على الأقل حتى الآن -  يأخذ من تويتر أو الفيسبوك  حتى لو كان هراء  على انه رأي و يناقشه. و على فكرة الكلام ده خارج مصر أيضا ...

المطلوب ليس الإغلاق و لكن فقط وضع كل شيئ في سياقه الطبيعي  و تحفيز الناس من اول التلاميذ حتى متخذي القرار  للتروي  إزاء ما يتلقونه  و هذا الأمر سيأخذ وقت  فقط دعنا ننتظر

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...