اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

إجابة أكبر و أهم سؤال


Grandma

Recommended Posts

هل توجد اجابة لأهم و أصعب سؤال ؟


هل الله موجود  ؟


هذه واحدة من أهم و أقيم المقالات التي تحاول الاجابة على هذا السؤال و تبحث في نظرية الخلق و فلسفة الوجود  باسلوب علمي بسيط و شيق ...
ورغم ان كاتب المقال أقر من البداية انه لا  ولن يوجد دليل علمي مباشر يثبت وجود الله مبينا السبب 
الا أنه استطاع  بالادلة العلمية الغير مباشرة  و بحذق و  ذكاء  أن يجيب على هذا السؤال الكوني الكبير  .


 يُحسب للدكتور احمد المقدم انه  شرح نظريات علمية معقدة باسلوب مبسط  وواضح يسهل لأي قارىء  فهمه واستيعابه 
 وانا بدوري سأقسم الدراسة  على عدة مداخلات حتى يسهل على القارىء الاستيعاب والمتابعة .

 

-----------------------------------------------

 

 

“هل الله موجود؟”

لا يوجد سؤال أكبر من هذا، فإجابة هذا السؤال تجيب بالتالي عن سلسلة طويلة من الأسئلة الأخرى مثل: لماذا خلقنا؟

ما سر النظام في الكون؟

ما الذي يحدث عندما نموت؟

لذا فليس من الغريب أن تعكف العقول البشرية منذ قديم الأزل على البحث المضني عن هذه الإجابة.

بداية البحث عن إجابة شافية كانت مع الفلاسفة والتفكير المتأمل ثم تطورت السبل المعرفية عند البشر حتى وصلنا إلى أفضل وسيلة إلى الآن وهي العلم، لذا كان من الطبيعي أن تتجه الأنظار المترقبة إلى هذا الزائر الجديد الشديد الثقة بنفسه لرؤية ماذا يحمل في جعبته بخصوص مسألة وجود الله.

الآن حانت لحظة الحقيقة التي بالتأكيد يعرفها الجميع وهي أن العلم لم يجد دليلًا مباشرًا على وجود الله، بل يمكننا القول أن هذا الدليل لن يوجد أبدًا، لماذا؟ لأن إحدى خصائص الله الضرورية هي أنه خالق الكون، أي أنه نفسه خارج هذا الكون وبالتالي خارج الزمان والمكان، والعلم ليس لديه أي وسيلة تمكنه من اختبار شيء ما خارج هذين النطاقين بصورة مباشرة.

لكن القصة لم تكتمل هنا، فالعلم لا يعترف فقط بالدليل المباشر لإثبات وجود الأشياء، فالعديد من الحقائق العلمية المعروفة جاءت عن طريق الشواهد غير المباشرة، ولنأخذ الذرة على سبيل المثال، فالذرة ظلت إحدى الحقائق العلمية لسنين طويلة عن طريق شواهدها، فلا أحد رصد الذرة مباشرة قبل عام 1981 الذي اكتشف فيه ميكروسكوب المسح النفقي Scanning Tunneling Microscope وحتى هذه الطريقة في الرصد يراها البعض غير مباشرة.

مثال آخر هو الثقوب السوداء ذات الجاذبية الفائقة والتي لا تسمح لأي شيء أن يهرب من قبضتها حتى الضوء، هذه الخاصية بالتالي لا تسمح برصد ثقب أسود بصورة مباشرة، إذ كيف يُرصد وهو مظلم تمامًا؟ لكن هذا لم يمنع الثقوب السوداء من أن تندرج تحت مسمى الحقائق العلمية حتى وإن جاء رصدها عن طريق شواهدها مثل تأثير جاذبيتها الشديدة على مدارات النجوم القريبة منها أو عن طريق موجات الجاذبية الناتجة عن دمج ثقبين سوداوين والتي تم رصدها للمرة الأولى هذا العام.

إذن فرغم أن وجود الله لا يمكن إثباته عن طريق الرصد المباشر، إلا أن إيجاد الشواهد العلمية على وجوده قد تصبح كافية لتحقيق هذا الإثبات، وهذه الشواهد بالتأكيد موجودة في الاكتشافات العلمية الحيوية التي سنناقشها الآن.

 

يتبع

 


   

خير الكلام ما قل ودل وإتكتب بالمصري الفصيح

رابط هذا التعليق
شارك

 

الانفجار العظيم The Big Bang

ظلت وجهة النظر القائلة بأن الكون ساكن أبدي لا بداية له ولا نهاية هي الفكرة المسيطرة على الفيزياء حتى جاء إيدوين هابل في القرن العشرين وقاس ما يدعى الإزاحة الحمراء القادمة من المجرات حولنا، ولكي نعطي فكرة سريعة عن الإزاحة الحمراء فهي ما يحدث للضوء القادم من جسم ما أثناء ابتعاده عنا، أما إذا كان يقترب منا فهذا سوف يؤدي إلى ما يدعى الإزاحة الزرقاء، وبناء على هذا لاحظ هابل أن المجرات تبتعد عنا لأن إزاحاتها حمراء وأن قيمة الإزاحة الحمراء لهذه المجرات تتناسب مع مسافتها منا فكلما زادت هذه المسافة زادت الإزاحة الحمراء مما يعني أن المجرات تتباعد عن بعضها البعض كذلك، وبالتفكير المنطقي والحسابات الدقيقة توصل هابل إلى المعنى الحقيقي لهذا الاكتشاف وهو أنه بما أن المجرات مستمرة في التباعد فهي كانت حتمًا أقرب في الماضي وأنه بالتوغل أكثر في الماضي سوف نعود إلى فترة كان فيها الكون شيئًا واحدًا يدعى المفردة singularity وهذا كان منذ حوالي 13.8 بليون عام، ثم عن طريق ما يشبه الانفجار بدأت مكونات هذه المفردة في التباعد الذي استمر إلى الآن، وهذه هي نظرية الانفجار العظيم.

ما قد لا يعرفه القارئ أن هذه الفكرة كانت قد اقترحت بالفعل من قبل الفيزيائي والقسيس جورج لوماتر في ورقة بحثية نشرها قبل بحث هابل بعامين، والمدهش هنا أنه اتجه عكس التيار وقتها الداعم لنظرية الكون الأبدي وكان حافزه الوحيد هو اقتناعه بالنصوص الدينية القائلة بأن الله خلق الكون من عدم، هذه القناعة أدت به إلى أن ينجح في اشتقاق المعادلات اللازمة من معادلات النسبية العامة لأينشتاين وبهذا يعتبر المنظّر الأول الحقيقي لنظرية الانفجار العظيم.

يمكن للقارئ أن يرى بوضوح كيف يمكن لهذه النظرية أن تكون ركنًا قويًا يستند عليه المؤمنون بوجود الله فقد أدت إلى النتائج الهامة التالية:

أثبتت هذه النظرية أن الكون ليس أبديًا وقد كانت مشكلة هذه الفرضية بالنسبة للمؤمن هو أن الكون الأبدي لا يحتاج بالضرورة إلى خالق، أما إذا كانت له بداية فلابد من وجود سبب موجد له.

أثبتت أن ما رددته النصوص الدينية لقرون عديدة – دون أن يكون لديها دليل مادي – بأن الكون له بداية، هو بالفعل الافتراض الصحيح.

كون الكون له بداية معناه أنه جاء من العدم والعلماء ليس لديهم أي تفسير للدافع الذي قد يجبر هذا العدم أن يخرج كونًا إلا إذا كان بيد كيان واعٍ ذكي، فلا أحد يتخيل مثلًا أن ذبابة قد تخرج فجأة من الهواء إلا عن طريق قوة أعلى علمًا بأن الهواء ليس عدمًا وأن الذبابة ليست كونًا.

يتبع

 

 

خير الكلام ما قل ودل وإتكتب بالمصري الفصيح

رابط هذا التعليق
شارك

 

اول الرافضون لفكرة وجود الخالق أن يخرجوا بتفسيرات أخرى لبداية الكون وإحدى هذه التفسيرات هو أنه كما أن هناك “انفجارًا عظيمًا” فكذلك يوجد “انسحاق عظيم” أي أن الكون يستمر في تمدده ولكن في سرعة متباطئة إلى أن يصل إلى نقطة ما تتجاوز فيها قوة الجاذبية سرعة التمدد فينسحق الكون على نفسه وتعود المفردة لإنتاج كون جديد وهكذا إلى الأبد. مشكلة هذه الفرضية أنها لا تملك دعمًا قويًا في الوسط العلمي الذي يؤكد أن التمدد يتسارع ولا يتباطأ، وحتى على فرض أنها حقيقة فإذا عدنا بالزمن عبر الأكوان العدة التي توالت في الوجود والانسحاق، سوف نصل حتمًا إلى المفردة الأولى التي خرجت من العدم ونعود إلى نفس مشكلة “السبب”.

نفس المشاكل تنال من نظرية أخرى يعتقد البعض أنها أفضل التفاسير لبداية الكون وهي أن كوننا أنشئ داخل ثقب أسود تابع لكون آخر، فرغم أن المعادلات قد تؤكد إمكانية نشأة كون داخل ثقب أسود إلا أننا نعود لنسأل: ما سبب وجود هذا الكون الآخر؟ وهكذا نجد أن مشكلة “السبب” لاتزال قائمة.

جانب آخر هام لنظرية الانفجار العظيم هو أنه كما قال ستيفن هوكينج: “المفردة هي حيث تتكسر جميع القوانين الفيزيائية”، فالقوانين المعروفة مثل القانون الأول للديناميكا الحرارية وسرعة الضوء بالإضافة إلى قوانين عديدة أخرى يتم كسرها في المفردة وأثناء فترة تمدد الكون الأولى. السؤال إذن هو كيف يمكن حدوث هذا إلا عن طريق من أوجد هذه القوانين في المقام الأول؟

الآلية الوراثية Genetic mechanism                       

نشر تشارلز دارون كتابه أصل الأنواع سنة 1859 والذي وضع فيه أسس نظرية التطور والأصل المشترك للكائنات الحية وقد اختار دارون الانتقاء الطبيعي كوسيلة الحفاظ على الصفات الجيدة والقضاء على غير الصالح منها وبهذا تتغير الأنواع، ولكن ظلت هناك مشكلة عالقة أمام هذه الصورة وهي: كيف نشأت الخلية الأولى التي جاءت منها كل الأنواع؟ فالانتقاء الطبيعي بتعريفه بحاجة إلى آلية التكاثر، لذا لا يمكن اعتماد الانتقاء الطبيعي لخلق هذه الخلية الأولى التي لم تأت عن طريق التكاثر.

تم صرف السؤال السابق بقول أن الخلية الأولى قد نشأت بشكل عشوائي، ولكن كان هذا قبل أن يتم سبر أغوار الخلية الحية إلى المستوى الجزيئي الذي أدى إلى اكتشاف الآلية الوراثية.

فلنستعرض سريعًا هذه الآلية قبل أن نتعرض للصعوبات التي تمثلها لفكرة الخلق العشوائي للخلية الأولى، نبدأ بالمعلومات الوراثية للكائنات الحية والتي تحدد جميع صفاتها، فهذه المعلومات مسجلة في الحمض النووي أو الدنا DNA في شكل شفرة مكونة من أربع حروف هي A وT وC وG التي هي قواعد الدنا النيتروجينية الأربع، وتتجمع هذه القواعد في ترتيبات معينة لتكوين الجينات التي يتم ترجمة الشفرة بها لتكوين الأحماض الأمينية، فكل ثلاث قواعد متتالية تتم ترجمتها إلى حمض أميني محدد من بين عشرين حمضًا، فمثلًا عندما نجد الشفرة ATG فهذه تترجم إلى الحمض الأميني ميثيونين، ثم بناءً على تسلسل القواعد في الجين تتم ترجمة الأحماض الأمينية المقابلة والتي تتصل ببعضها البعض لتكوين البروتين الذي يؤدي وظيفة محددة، فهناك البروتين المسؤول عن لون البشرة والبروتين المسؤول عن الهضم وآخر مسؤول عن تكوين العين وهكذا.

خير الكلام ما قل ودل وإتكتب بالمصري الفصيح

رابط هذا التعليق
شارك

 

الآن نعود إلى الخلق العشوائي والمشاكل التي تواجهه في ضوء الآلية الوراثية. طبقًا لهذه الآلية فالحياة ليست مجرد تكوين الأحماض النووية أو الأمينية الصحيحة، فهذه المكونات يمكن إنتاجها بعشوائية وقد تم إثبات هذا معمليًا بالفعل عن طريق تجربة ستانلي ميلر الشهيرة عام 1953، ولكن الحياة في الحقيقة عبارة عن معلومات متمثلة في كيفية ترتيب قواعد الدنا والأحماض الأمينية لتكوين السلسلة الصحيحة التي سوف تؤدي وظيفتها، فالخطأ حتى وإن كان في قاعدة واحدة أو حمض أميني واحد سوف يؤدي إلى نتائج كارثية. الاستنتاج الطبيعي لهذا هو أن المعلومات حتمًا يحمّلها كيان ذكي في هذه الجزيئات، تمامًا مثل أن نرى قصيدة ما فنعول سبب وجودها على كاتب ذكي وليس على الصدفة العشوائية.

حتى نؤكد فشل فكرة الخلق العشوائي في صنع جزيئات الخلية الحية فلنأخذ مثالًا بسيطًا جدًا وهو بروتين طوله 100 حمض أميني ولنحسب طبقًا لقانون الاحتمالات الزمن الذي يتطلبه إنتاج مثل هذا البروتين عشوائيًا في الطبيعة، سوف نجد أن هذا الزمن هو حوالي 10234سنة، أي أكثر بمراحل من عمر الكون، بالإضافة إلى أن هذا التكوين العشوائي سوف يحتاج إلى مادة أكثر بليون مرة من المادة الموجودة في الكون ومسرح أكبر من حجم الكون ليتم فيه، إذن فالنتيجة الواضحة هي أن الخلق العشوائي لا يصلح لتفسير تكوين بروتين واحد فما بالك بخلية حية!

شيء هام آخر تخبرنا به الآلية الوراثية وتعجز العشوائية عن تفسيره، وهو الارتباط الوثيق بين الدنا والبروتينات، فالدنا دوره كما ذكرنا سابقًا هو أن يحمل المعلومات التي تتم ترجمتها لإنتاج البروتينات كما أن بعض البروتينات (الإنزيمات) ضرورية لإنتاج المزيد من الدنا، مما يعني أن أحدهما تم صنعه ليتواءم مع الآخر. كيف يحدث هذا عشوائيًا؟ الإجابة هي: مستحيل، فهذا الربط بين نظامين معقدين مستقلين تمامًا من الناحية البنيوية يتطلب ذكاء.

المحاولات التي تمت لدحض فكرة الحاجة إلى مصمم ذكي لخلق الحياة عديدة، ولكن ربما أهمها القول بأن الجزيء الأول الذي تم صنعه عشوائيًا هو الرنا وليس الدنا وقد أثبتت تجارب حديثة في 2001 وبعدها في 2011 أن بعض جزيئات الرنا بالإضافة إلى حملها المعلومات الوراثية فهي أيضًا قادرة على صنع المزيد من الرنا دون الحاجة إلى بروتينات، أي أنها ذاتية التكاثر وقد استخدم هذا الاكتشاف كمدعم لفكرة الخلق العشوائي، لكن المشكلة الواضحة بالطبع أمام هذا المقترح هو أنه أولًا يتطلب نوعًا خاصًا جدًا من الرنا “يعرف” أن عليه أن يتكاثر بالإضافة إلى أنه حتى لو تم إنتاجه عشوائيًا فهو بحاجة إلى جزيء آخر شبيه كي يعمل على إنتاج المزيد منه، ليس هذا فحسب بل إن هذا الجزيء الآخر والذي سوف يتم إنتاجه عشوائيًا كذلك يجب أن يتكون بالقرب من الجزيء الأول واحتمالات حدوث هذا متناهية الصغر.

نرى مما سبق أن الخلق العشوائي يفشل تمامًا في تفسير الحياة وهذا معناه أن التفسير المتبقي وهو القائل بأن الحياة بدأت بإرشاد ذكي يعرف ماذا يفعل جيدًا هو حتمّا التفسير الصحيح.

يتبع

خير الكلام ما قل ودل وإتكتب بالمصري الفصيح

رابط هذا التعليق
شارك

 

الآن نعود إلى الخلق العشوائي والمشاكل التي تواجهه في ضوء الآلية الوراثية. طبقًا لهذه الآلية فالحياة ليست مجرد تكوين الأحماض النووية أو الأمينية الصحيحة، فهذه المكونات يمكن إنتاجها بعشوائية وقد تم إثبات هذا معمليًا بالفعل عن طريق تجربة ستانلي ميلر الشهيرة عام 1953، ولكن الحياة في الحقيقة عبارة عن معلومات متمثلة في كيفية ترتيب قواعد الدنا والأحماض الأمينية لتكوين السلسلة الصحيحة التي سوف تؤدي وظيفتها، فالخطأ حتى وإن كان في قاعدة واحدة أو حمض أميني واحد سوف يؤدي إلى نتائج كارثية. الاستنتاج الطبيعي لهذا هو أن المعلومات حتمًا يحمّلها كيان ذكي في هذه الجزيئات، تمامًا مثل أن نرى قصيدة ما فنعول سبب وجودها على كاتب ذكي وليس على الصدفة العشوائية.

حتى نؤكد فشل فكرة الخلق العشوائي في صنع جزيئات الخلية الحية فلنأخذ مثالًا بسيطًا جدًا وهو بروتين طوله 100 حمض أميني ولنحسب طبقًا لقانون الاحتمالات الزمن الذي يتطلبه إنتاج مثل هذا البروتين عشوائيًا في الطبيعة، سوف نجد أن هذا الزمن هو حوالي 10234سنة، أي أكثر بمراحل من عمر الكون، بالإضافة إلى أن هذا التكوين العشوائي سوف يحتاج إلى مادة أكثر بليون مرة من المادة الموجودة في الكون ومسرح أكبر من حجم الكون ليتم فيه، إذن فالنتيجة الواضحة هي أن الخلق العشوائي لا يصلح لتفسير تكوين بروتين واحد فما بالك بخلية حية!

شيء هام آخر تخبرنا به الآلية الوراثية وتعجز العشوائية عن تفسيره، وهو الارتباط الوثيق بين الدنا والبروتينات، فالدنا دوره كما ذكرنا سابقًا هو أن يحمل المعلومات التي تتم ترجمتها لإنتاج البروتينات كما أن بعض البروتينات (الإنزيمات) ضرورية لإنتاج المزيد من الدنا، مما يعني أن أحدهما تم صنعه ليتواءم مع الآخر. كيف يحدث هذا عشوائيًا؟ الإجابة هي: مستحيل، فهذا الربط بين نظامين معقدين مستقلين تمامًا من الناحية البنيوية يتطلب ذكاء.

المحاولات التي تمت لدحض فكرة الحاجة إلى مصمم ذكي لخلق الحياة عديدة، ولكن ربما أهمها القول بأن الجزيء الأول الذي تم صنعه عشوائيًا هو الرنا وليس الدنا وقد أثبتت تجارب حديثة في 2001 وبعدها في 2011 أن بعض جزيئات الرنا بالإضافة إلى حملها المعلومات الوراثية فهي أيضًا قادرة على صنع المزيد من الرنا دون الحاجة إلى بروتينات، أي أنها ذاتية التكاثر وقد استخدم هذا الاكتشاف كمدعم لفكرة الخلق العشوائي، لكن المشكلة الواضحة بالطبع أمام هذا المقترح هو أنه أولًا يتطلب نوعًا خاصًا جدًا من الرنا “يعرف” أن عليه أن يتكاثر بالإضافة إلى أنه حتى لو تم إنتاجه عشوائيًا فهو بحاجة إلى جزيء آخر شبيه كي يعمل على إنتاج المزيد منه، ليس هذا فحسب بل إن هذا الجزيء الآخر والذي سوف يتم إنتاجه عشوائيًا كذلك يجب أن يتكون بالقرب من الجزيء الأول واحتمالات حدوث هذا متناهية الصغر.

نرى مما سبق أن الخلق العشوائي يفشل تمامًا في تفسير الحياة وهذا معناه أن التفسير المتبقي وهو القائل بأن الحياة بدأت بإرشاد ذكي يعرف ماذا يفعل جيدًا هو حتمّا التفسير الصحيح.

يتبع

خير الكلام ما قل ودل وإتكتب بالمصري الفصيح

رابط هذا التعليق
شارك

ازدواجية موجة- جسيم «Wave-particle duality»

ربما لا يوجد فرع علمي أغرب من فيزياء الكم التي تتعامل مع الجسيمات المتناهية الصغر كالذرة وما تحتها، فمنذ اكتشاف هذا الفرع على يد ماكس بلانك في مطلع القرن العشرين، وهي تتحدى طريقة فهمنا للكون. إحدى هذه التحديات هي الطبيعة المزدوجة للجسيمات، ففيزياء الكم تخبرنا أن الجسيمات تملك طبيعة موجية إلى جانب كونها جسيمات.

التجربة التي قد تقرب الفكرة للقارئ هي تجربة الشق المزدوج «double slit»، وقد كان الفيزيائي توماس يونج هو أول من قام بهذه التجربة على الضوء. التجربة ببساطة هي استخدام مصدر ضوء أمامه حاجز لا يسمح بمرور الضوء إلا عن طريق شقين صغيرين فيه ثم استخدام شاشة لرؤية الضوء بعد مروره من الشقين، حزمتي الضوء المارين من خلال الشقين سوف يتداخلان مع بعضهما البعض فينتجان نمطًا مميزًا على الشاشة عبارة عن عدة أعمدة مضاءة تفصل بينها أعمدة مظلمة. هذا النمط لا يمكن حدوثه إلا إذا كان الضوء عبارة عن موجات؛ لأنه إذا كان جسيمات فكنا سنرى على الشاشة مجرد عمودين مضاءين متناسبين مع موقعي الشقين.

عندما قرر العلماء إجراء التجربة نفسها على الجسيمات كانت المفاجأة المدهشة، فقد رأوا على الشاشة النمط التداخلي المميز نفسه للموجات، ظنوا أنه ربما تتخبط هذه الجسيمات بعضها ببعض أثناء خروجها من الشقين فكرروا التجربة ولكن هذه المرة أطلقوا جسيمًا واحدًا في المرة بحيث لا يمكن أن يتداخل جسيمان، لكن ظل النمط التداخلي هو الظاهر على الشاشة. هذا كان الجنون بعينه فالتفسير الوحيد لهذه الظاهرة هو أن الجسيم فجأة يقرر أن ينقسم ليمر من الشقين في الوقت نفسه ثم يتداخل مع نفسه.

لم ييأس العلماء في العثور على التفسير الصحيح فقرروا أن يضعوا راصدًا يرصد الجسيم أثناء عبوره عبر الشقين ليروا هل فعلًا ينقسم أم لا، وتوالت المفاجآت، فقد وجدوا أن النمط التداخلي اختفى وأن الجسيم عاد يتصرف كجسيم عادي بريء يمر من شق واحد فقط ليترك في النهاية أثرين فقط على الشاشة متناسبين مع موقعي الشقين، وكأنه لم يكن موجة أبدًا، بلبلت هذه النتيجة العلماء فأطفأوا الراصد الذي كان العامل الوحيد المختلف بين التجربتين وبالفعل عاد النمط التداخلي للظهور.

 (لشرح مبسط لهذه التجربة العجيبة شاهد هذا الفيديو)

 

بعد هذه الجولة العلمية الطويلة داخل تجربة الشق المزدوج حان الوقت لنشرح التداعيات المهولة التي تحملها هذه النتائج، أولًا الطبيعة الموجية للجسيم شيء لا يتناسب إطلاقًا مع تجاربنا اليومية، فالجسيم هو شيء له مكان محدد في وقت محدد، أما الموجة فلا توجد في مكان واحد في أي وقت بل هي منتشرة في أماكن عدة في الوقت نفسه، ولكن هذه الجسيمات هي التي تتكون منها المادة في الكون ومن هذه المادة تتكون أجسامنا والأرض والشمس وغيرها، فهل معنى هذا أن هذه المادة هي الأخرى قد تكون موجة؟ فيزياء الكم تخبرنا أن هذا صحيح.

النتيجة الخطيرة الأخرى التي أخبرتنا بها التجربة السابقة هي أن الجسيم تخلى عن طبيعته الموجية وعاد لطبيعته الجسيمية عندما تم رصده، أي أن “المراقب” هو من أضفى الصفة الجسيمية عليه، فهل معنى هذا أن المادة تتخذ طبيعتها الجسيمية التي نراها كل يوم فقط لأن «مراقبًا» ما يرصدها؟ 

لم تبد هذه الفكرة معقولة بالنسبة لأينشتاين الذي سخر منها بسؤال تهكمي هو:

«هل يختفي القمر عندما لا أنظر إليه؟»

الحقيقة أن تجارب عدة أثبتت أن أينشتاين كان مخطئًا في تهكمه وأن رؤية فيزياء الكم للواقع هي بالفعل الرؤية الحقيقية، هذه الرؤية التي تتلخص في أن «الواقع غير موجود إذا لم يرصده مراقب ما»، لكننا بالفعل من الصعب علينا قبول فكرة أننا إذا نظرنا جميعًا بعيدًا عن القمر فهو يختفي، لذا فمن الضروري أن يكون هناك وعي ما يستوعب القمر ويرصده عندما لا يرصده أحد، بل يستوعب الكون كله لأنه لولا هذا لتلاشى الكون من الوجود، ألا يبدو للقارئ هذا الوعي شديد الشبه بالله؟

 

يتبع

تم تعديل بواسطة Grandma

خير الكلام ما قل ودل وإتكتب بالمصري الفصيح

رابط هذا التعليق
شارك

الإنتروبي «Entropy»

الإنتروبي هي مصطلح هام في الفيزياء وتمثل درجة العشوائية أو الفوضى في نظام ما، فكلما زادت الفوضى في هذا النظام زادت الإنتروبي به، والقانون الثاني للديناميكا الحرارية يخبرنا أن أي نظام يتجه دائمًا من النظام إلى الفوضى أي من إنتروبي منخفضة إلى إنتروبي أعلى ولا يمكن أن يسير في الاتجاه المعاكس.

حتى نفهم هذا القانون أفضل سنضرب مثالًا بسيطًا، لو جئت بصفحات رواية الحرب والسلام لتولستوي مرتبة أي أنها في أقصى حالات النظام (إنتروبي منخفضة) ثم ألقيت هذه الصفحات في الهواء فهل تظن أنها ستسقط متراصة في الترتيب الصحيح نفسه؟ بالطبع لا، فاحتمال حدوث هذا هو واحد وسط عدد مهول من الاحتمالات التي تسقط فيها الصفحات بترتيبات مغايرة. إذن فالطريقة الوحيدة كي تعيد ترتيب صفحات الرواية هي أن تتدخل بنفسك لفعل هذا لا أن تنتظر حدوثه تلقائيًا.

مبدأ الاتجاه إلى زيادة الإنتروبي موجود في كل ما حولنا ولا يخالفه شيء، ولكن إذا نظرنا مثلًا إلى الخلية الحية، هذه الخلية هي عبارة عن بناء منظم للغاية، فإذا قبلنا بفكرة خروج هذا النظام تلقائيًا من الفوضى فبهذا نحن نقول إن الإنتروبي تقل في هذه الحالة وهذا ما يخالف القاعدة.

الشيء نفسه يمكن تطبيقه على الكواكب والنجوم والمجرات، فكل هذه الأشياء وجدت مخالفة لقانون الإنتروبي لأنها عبارة عن حالات منظمة، إذن فهي لا يمكن وجودها إلا إذا تم بذل عمل لصنعها، وهذا بالتالي بحاجة إلى وعي ذكي.

توجد نقطة وجيهة يحتج بها غير المؤمن على هذه المسألة وهي أنهم يقولون إن الإنتروبي في النظام «كله» حتمًا تتجه إلى الزيادة، ولكن ربما تبدو كما لو أنها تتناقص في بعض أجزاء هذا النظام، وبناء على وجهة النظر هذه فنجد أن تكوين الخلية الحية والكواكب والنجوم والمجرات هي بالفعل أمثلة على تناقص الإنتروبي ولكن بما أن هذه الأنظمة ليست معزولة عن الكون فهي جزء من النظام الكوني ككل، والاستنتاج هنا هو أنه حتمًا في أجزاء أخرى من الكون الإنتروبي كانت في زيادة بحيث تجعل المحصلة النهائية للإنتروبي في الكون ككل هي أيضًا في زيادة.

هذه نقطة جيدة للغاية ولكن مشكلتها أنها لا يمكن اختبارها، فلن نتمكن أبدًا من قياس الإنتروبي في الكون كله في لحظة ما، فما بالك إذا كانت هذه اللحظة قد مر عليها بلايين السنين.

لكن هناك نظامًا آخر انخفضت فيه الإنتروبي بما لا يدع مجالًا للشك، هذا النظام هو المفردة singularity التي بدأت الكون عن طريق الانفجار العظيم والتي تحدثنا عنها في المقال السابق، فهذه المفردة هي أعلى نموذج للنظام في الكون، فمنذ تكوينها والنظام في الكون يقل والفوضى تزيد، لكن السؤال الذي احتار فيه العلماء هو: كيف تكونت المفردة ذات الإنتروبي المنخفضة جدًا في المقام الأول؟ الإجابة التي لا مفر منها هي: عن طريق عمل بذله كيان أعلى.

 

يتبع

خير الكلام ما قل ودل وإتكتب بالمصري الفصيح

رابط هذا التعليق
شارك

الكون المضبوط «Fine-tuned universe»

توالت الاكتشافات العلمية التي أخبرتنا الكثير عن الكون، مثل الثوابت الكونية المهمة، فدون هذه الثوابت لم يكن الكون ليوجد على صورته الحالية التي تبدو مثالية تمامًا لنشأة الحياة، بل إن تعديلًا لا يكاد يذكر في بعض هذه الثوابت كان كفيلًا بأن يمنع أية إمكانية للحياة أن تتبلور.

يوضح سير مارتن ريز، عالم الكونيات البريطاني، ستة من هذه الثوابت في كتابه: «ستة أرقام فقط» وهي:

معدل تمدد الكون بعد الانفجار العظيم المستمر إلى الآن والذي إذا قل بقدر 1 x 10-17 لانسحق الكون على نفسه، أما إذا زاد بمعدل 1 x 10-6 لتبعثرت محتوياته بحيث لا تتكون النجوم والمجرات.

النسبة بين كثافة الكون في بعض المناطق والمناطق الأخرى التي تبلغ 1:100000، فهذه النسبة هي التي سمحت بتكوين المجرات في مناطق الكون ذات الكثافة الأعلى، وإذا زادت هذه النسبة قليلًا لتحولت مادة الكون إلى ثقوب سوداء تبتلعه، أما إذا قلت قليلًا لظل الكون على حالته الغازية.

قوة الجاذبية تم ضبطها بدقة تبلغ 1:1040، فلو زادت قوة الجاذبية بقدر ضئيل لصار الكون أصغر بكثير مما نرى ولانسحق قبل أن تتكون الحياة، أما إذا قلت قليلًا لتبعثر الكون ولما تكونت النجوم والمجرات.

دمج الهيدروجين لإنتاج هيليوم هي وسيلة صنع الطاقة داخل النجوم وفي هذه العملية يتم تحويل 7% من مادة الهيدروجين إلى طاقة وهذه الطاقة لازمة لربط مكونات نواة ذرة الهيليوم الناتجة عن هذه العملية، فلو كانت مادة الهيدروجين المتاحة لتحويلها إلى طاقة هي 0.6% بدلًا من 0.7%، لصار الهيدروجين هو المادة الوحيدة في الكون ولما تكون الهيليوم أو المواد الأثقل وبالتالي لما تكونت الكواكب، أما إذا كانت المادة المتاحة هي 0.8% لنفد الهيدروجين الموجود في الكون الذي هو مصدر طاقته.

نسبة قوة الروابط الكهربائية بين الذرات إلى قوة الجاذبية هي 1:1036، ولو كانت مختلفة قيلًا لكان عمر الكون أقصر بكثير ولكانت الكائنات الحية أصغر حجمًا ولما استطاعت النمو إلى أكبر من حشرة.

نحن نعيش في فراغ ثلاثي الأبعاد ولو كان ثنائي أو رباعي الأبعاد لما نشأت الحياة فيه.

نجد من أرقام ريز الستة أن الكون لم يتم ضبطه استعدادًا لنشأة الحياة فحسب بل إنه تم ضبطه لاستقبال شكل معقد ذكي من الحياة متمثل في البشر.

أرقام ريز ليست هي الثوابت الوحيدة التي تم ضبطها بدقة حتى تنشأ الحياة بل هناك العديد من الثوابت الأخرى مثل نسبة جسيمات المادة إلى مضادات هذه الجسيمات فالأولى تزيد على الأخيرة بمقدار جزء في بليون جزء، ونسبة كتلة البروتون إلى كتلة الإليكترون التي تبلغ 1836 ضعفًا، وغير هذه الثوابت الكثير التي تؤكد حقيقة ضبط الكون ليناسب الحياة، وهذه الحقيقة المدهشة دفعت بالفيزيائي فريمان ديسون أن يقول: «يبدو أن الكون كان يعلم أننا قادمون».

لم تفت هذه الأدلة في عضد غير المؤمنين بالله فخرجوا بنظرية لتفسير «الكون المضبوط»، فقالوا إن كوننا هو مجرد واحد ضمن أكوان لانهائية ومعنى هذا أن الثوابت الكونية تختلف اختلافات لانهائية بين هذه الأكوان فتحمل جميع القيم الممكنة، وما حدث هو أن كوننا هذا هو الذي يحمل القيم المناسبة لنشأة الحياة.

هذه فرضية معقولة جدًا ولكن يعيبها أنها لا يمكن إثباتها مباشرة، فأي كون غير كوننا لن يصلنا منه الضوء وبالتالي لن يمكن رصده، وهذا يعني أن من “يؤمن” بهذه الفرضية على اعتبار أن فكرة الضبط الكوني هي شاهد عليها يجب أن يعترف بأنه يقف على قدم المساواة مع المؤمن بأنها شاهد على وجود الخالق، فليست إحدى الفرضيتين أكثر علمية من الأخرى، بل إن أخذنا في الاعتبار الشواهد الأخرى التي ناقشناها يصبح وجود الخالق أكثر ترجيحًا.

بعد العرض السابق لشواهد وجود الله في الاكتشافات العلمية يجب أن نواجه فكرة مهمة دائمًا ترد في نقاشات غير المؤمنين بالله وهي فكرة «إله الثغرات»، هذه الفكرة باختصار تقول إن العلم ليس خاليًا من الثغرات وأن ما يفعله المؤمن هو أنه يسد هذه الثغرات بأن يعزوها إلى الإله، وهؤلاء معذورون في تبنيهم هذه الفكرة فهذا بالفعل ما كان يحدث لعصور طويلة والذي مازال البعض يفعله إلى الآن، ولكن إذا دققنا النظر في الشواهد العلمية التي ذكرناها في هذا المقال والمقال السابق سوف نجد أن القضايا التي تحدثنا عنها هي قضايا ذكر فيها العلم كلمته النهائية، فالعلم لن يحدث أن يكتشف أن الكون لم تكن له بداية، أو أن هناك آلية وراثية مختلفة عن الآلية المعروفة الآن، أو أن المراقب لا دور له في تحديد هوية ما يراقبه، أو أن القانون الثاني للديناميكا الحرارية يمكن كسره تلقائيًا، أو أن الكون ليس بنفس الضبط الذي ظنناه، إذن فتفسير «إله الثغرات» لا محل له من الإعراب هنا.

قد يقول قائل إن كون الأدلة السابقة مجرد «شواهد» دون تأكيد مباشر معناه أنها تحمل تفسيرات عدة وأن استنتاج وجود الله من تلك الشواهد هو قفزة غير مبررة، وأنا أوافق على هذا المبدأ العام وأرفضه فيما يتعلق بقضية وجود الله، فما تؤكده الشواهد التي ناقشناها بما لا يدع مجالًا للشك هو أن الكون والحياة لم يظهرا إلى الوجود عشوائيًا، فإذا فكرنا في تفسيرات بديلة للعشوائية سوف نجد أنها تصب دائمًا في خانة الخالق الذكي مهما تعددت تسميات هذه التفسيرات، ويستطيع القارئ الكريم أن يختبر هذه الفكرة بنفسه بأن يأخذ بضع دقائق يفكر فيها في التفسير الذي قد يخالفها، فإن لم يجد يكون قد وصل إلى الاستنتاج الوحيد المقبول وهو أن العلم بالفعل يثبت وجود الله.

 

انتهى

 

خير الكلام ما قل ودل وإتكتب بالمصري الفصيح

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...