اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

قرار ضد اسرائيل... معقول؟!


Recommended Posts

اصابتني الدهشة والذهول عندما تم اعلان قرار جمهوري بسحب السفير المصري في اسرائيل ردا على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة اليوم 14/11/2012م.

لم يكن القرار امرا مذهلا في كونة قرار عدائي لاكبر عدو للوطن العربي وخاصة مصر ولكن المذهل والمدهش حقا هو ان يكون قرار رئيس مصري ولاول مرة ان يعلن فيها عن ولو مجرد نية مبدأية لقطع العلاقات مع اسرائيل التي كانت في ظل النظام السابق اكبر حليف للرئيس المصري والحكومات المتعاقبة على الرغم من بقائها الدائم عدوة مكروهة من الشعوب العربية والشعب المصري خاصة.... تلك العداوة التي بدأت منذ تاريخ الرسالة المحمدية وحتى قيام القيامة ونهاية العالم كما هي عقيدة كل الشعوب الاسلامية ضد اكبر عدو للاسلام على مر التاريخ.

لا احب ابدا ان اتعجل الامور ولا اريد ان امتدح اي قيادة مصرية او خاصة الرئيس المصري بشأن هذا القرار الجريء والقوي والتاريخي... وذلك لانني تعودت في مجال القراءة في الشؤون السياسية او حتى دراستها ان السياسة قد يتخللها الكثير من المواقف التي قد تبدوا جيدة وهي في باطنها اسوء ما يكون.

وليس في ظني هذا تشكيك في القرار الجريء من الرئيس مرسي بسحب سفير مصر لدى اسرائيل او حتى في يقيني انه قرار يراد به اشاعة بطولة للرئيس الجديد لمصر الذي لم يستطع حتى الان ان يستحوذ على ثقة المصريين في قدرتة على ادارة شؤون البلاد.

فانا هنا وكما علمتني السياسة ان ابقى في موقف المترقب ولا اتسرع في الحكم على اي قرار سياسي قد يبدوا جيدا وما ان اكتشف الحقيقة حتى اصبح في موقف المصدوم والمنخدع من الاعيب السياسة التي لا تقف ولا توجد سياسة بدونها... كما علمتني السياسة ان اي قرار سياسي ما هو الا قرار يخفي من ورائة الكثير من القرارات والمواقف التي قد لا تبدوا معلنة وقد يكون هذا القرار لشغل الانتباه والاستحواذ على الراي العام لتنفيذ المزيد من القرارات التي قد لا يتم تنفيذها اذا ما تناولها الراي العام بالرفض.

لا اريد من احد ان يتسرع ولا يهتف بالتاييد للرئيس مرسي على قرار سياسي لا يعلم احد فحواه ومضمونة حتى الان بل اريد ان يهتف الجميع للرئيس مرسي عندما يشعل كل مواطن في مصر بان مصر بحق اصبحت دولة ذات سيادة قلت فيها نسبة البطالة وازدادت الاستثمارات واستطاعت ان تقضي على ما تدين به للخارج وخاصة الولايات المتحدة التي تكبل مصر بالكثير من الاعانات الاقتصادية والعسكرية وتسهيل قروض البنك الدولي حتى تبقى مصر في عصمتها للابد... حينها فقط سادعوا الجميع للهتاف للرئيس مرسي وقبل ان يحدث هذا لن اصدق او اقبل ان يخادعني رئيس جديد بعد ان سرقني وظلمني رئيس اسبق.

وباطلالة سريعة على القرار الجريء لسحب الرئيس مرسي للسفير المصري لدى اسرائيل ردا على عدوان اسرائيل على قطاع غزة وقصفها فقد ينتابني الكثير من الدهشة اكثر وهذا ليس من القرار الجريء بل من موقف مصر الجريء وما هو موقف الولايات المتحدة من مصر جراء هذا الموقف وهل ستقبل الولايات المتحدة المهيمنة على السياسة المصرية منذ اكثر من اربعة عقود ماضية ان تخرج مصر عن طوعها وتعادي اسرائيل بشكل واضح كما جاء القرار السالف الذكر؟!

هل ستقبل الولايات المتحدة ان تضطرب الاوضاع في المنطقة ويهدد امن اسرائيل تحت اي ظرف من الظروف وهو اكبر واهم غاية للولايات المتحدة في المنطقة والتي من اجلها تصرف الكثير من الاعانات وتدخل في كثير من سياسات الدول العربية كي تفرض عليها احترام اسرائيل والتطبيع معها وان تبقى حدود اسرائيل وامنها خطاً احمراً لدى كافة الدول العربية المجاورة للكيان الصهيوني؟!

لا اصدق ولا اتخيل ولا يقبل عقلي ان يصدق هذا وخاصة بعدما علمت كسائر الشعب المصري ومنذ زمن بعيد ان الجيش المصري يتم تسليحة بنسبة تفوق الثمانين بالمائة من الولايات المتحدة ومن صفقات السلاح التي تبرمها مصر مع الولايات المتحدة حتى في الجزء البسيط الذي يتم تصنعية في مصر تشرف علية وعلى حصة مصر من انتاج السلاح الولايات المتحدة التي قد تتدخل في تحديد تعداد جنود الجيش المصري!... ناهيك عن المعونات العسكرية التي تقبلها مصر من الولايات المتحدة!...

فهل بعد كل هذا لي ان اصدق ان تتخذ مصر قرارا ضد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة؟!... وهل اصدق ان يتم هذا القرار بعد ما تم الاتفاق بين الاخوان المسلمين والولايات المتحدة ببقاء الاوضاع السياسية كما هي علية حتى يتسنى للاخوان المسلمين الوصول الى السلطة بمباركة امريكية حقيقية اعترفت بها الولايات المتحدة كما اعترفت بها جماعة الاخوان نفسها ابان انتخابات الرئاسة المصرية؟!

كل ما اريدة ان نتمهل الحكم على اي قرار سياسي ولا ننخدع وراءه او ننسى بسببه ما تعيشة مصر من سوء اوضاع اقتصادية وامنية وغيرها حتى الان او ان ننسى فشل الرئيس مرسي حتى الان في السيطرة على قطاع سيناء الذي اصبح وكرا للمجرمين واصحاب المصالح السابقين التي تبددت مصالحهم مع سقوط النظام السابق او حتى في الجماعات الجهادية التي رات لنفسها حقا ان تظهر على السطح حتى وان كانت مجرمة في حق هذا الوطن.

القرار السياسي قرار دائما ما يكون مخادع ويخلف من ورائة قرارات اخرى خفية ومصالح اخرى خلفية لا يعلمها العامة او تظهر على السطح فلا ننساق وراء اي قرار قبل ان نرى ونتأكد من جدية هذا القرار وتوابع اتخاذ هذا القرار.

http://alaalasheen82.blogspot.com/2012/11/blog-post_15.html

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...