اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

البنا في الميزان


فولان بن علان

Recommended Posts

دكتور محمد حبيب

النائب الأول السابق للمرشد

أستاذ الجيولوجيا بجامعة أسيوط

خرج من الجماعة بعد ثورة 25 يناير

كان يمكن أن يكون هو المرشد

كتاباته النقدية عن الجماعة تكتسب أهمية كبيرة

ليس فقط لأنه اختلف مع القيادات الحالية

ولكنه بدأ في تناول المؤسس

مقالاته في نقد فكر البنا أراها مفيدة جدا

f73ca150a3224c7e8fa2ca0d9566e9f3.jpg

كنت فى السادسة من عمرى وقت استشهاد الأستاذ البنا فى 13 فبراير 1949، ولم تتح لى فرصة الالتقاء بالهضيبى (الأب)، لكنى عايشت واقتربت من المرشدين الآخرين؛ التلمسانى، وأبوالنصر، ومشهور، والهضيبى (الابن)، وعاكف.. هم فى التحليل الأخير بشر، يصيبون ويخطئون، وكان لكل منهم إيجابياته، وسلبياته.. وقد سمعت من تلاميذ ومريدى البنا عنه الكثير، وقرأت له جلّ- إن لم يكن كل- ما كتبه أو كتب عنه.. كذلك فيما يتعلق بالهضيبى (الأب).. من المؤكد أن البنا- كمؤسس لجماعة الإخوان- يفوق غيره من المرشدين اللاحقين فى أشياء كثيرة؛ من حيث العلم والفقه وبعد النظر وعمق الفهم، وشمول الرؤية، وتحديد الأهداف والوسائل، والقدرة الفائقة على التنظيم، والطاقة الروحية الهائلة، والذاكرة الحافظة المذهلة.. لقد طاف الرجل بكل قرى مصر يدعو ويتخير الأنصار والأعوان.. ساعده فى ذلك صبره ومثابرته ودأبه وإيمانه بدعوته.. كان ينام ساعتين أو ثلاث ساعات على الأكثر فى اليوم والليلة، ومع ذلك يحتفظ بذهن صاف وتركيز عال.. يركب قطار الدرجة الثالثة، ويعيش عيشة الكفاف، ولم يشغله شيئان: المال والنساء.. إذا قرأ القرآن سال من فيه عذبًا طريًّا نديًّا..عميق التدبر فى معانيه..

وكان استشهاده بالآيات مضرب الأمثال.. يخطب فى المؤتمرات لساعات طويلة فلا يملّ سامعوه.. حكى لى تلاميذه أنه كان صاحب كرامات، وأنهم أحبوه حبًّا ملك عليهم قلوبهم.. تساءل بعضهم يومًا: إذا كان هذا هو حبنا للبنا، فكيف كان حب الصحابة، رضوان الله عليهم، للنبى، صلى الله عليه وسلم؟ لكن هذا شىء، وأن نخضع فكر الرجل، وتصوره ورؤيته ومنهاجه وممارساته، للنقد والتمحيص والتحليل شىء آخر.. للأسف، يكمن جزء كبير من المشكلة فى الجماعة وليس فى البنا نفسه.. فقد أضفى أفراد الجماعة- جيلا بعد جيل- هالة من القداسة على الرجل وهو منها براء.. يكفى فى أى مناقشة أو حوار بين الإخوان أن يقال إن البنا قال كذا، فيصمت الجميع ويسلموا.. وإذا تجرأ أحد الإخوان وانتقد لفظا أو موقفا أو اجتهادا للرجل، فقد ارتكب أمرًا كارثيًّا وحكم على نفسه بالإقصاء من الجماعة!! ومن الأشياء العجيبة التى تشيع بين الإخوان هى أن الله تعالى يختار لكل مرحلة من يناسبها من الرجال؛ عبقرية، أو نبوغا، أو إلهاما، أو علما، أو فقها، أو صلابة، أو قدرة على التحمل... إلخ، دليلا على رعايته للجماعة ورضاه عنها!!.. صحيح أنه ما من شىء يقع فى هذا الكون إلا وفق مراد الله ومشيئته، لكنه سبحانه لا يقبل ولا يرضى إلا عما كان خالصًا لوجهه، موافقًا لشرعه، أهدافًا ووسائل وأدوات وآليات.

الذى يتأمل «الوصايا العشر» للبنا- على إيجازها- يجدها تمثل منهجا ثقافيا وأخلاقيا وسلوكيا، على مستوى الفرد والجماعة، وتدل على أن الرجل كان يعرف ما يريد، وذا فهم لطبيعة المرحلة واستحقاقاتها، وعلى دراية بمكامن الضعف والقوة فى النفس البشرية، وبالتالى ما يصلحها ويقويها.. والذى ينظر فى «الأصول العشرين» (رسالة التعاليم) التى وضعها كأساس لفهم الإسلام لمن يتبع الجماعة، يعلم أن الرجل كان صاحب علم وفقه.. وقد تناول شيخنا الغزالى هذه الأصول فى كتابه «دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين» بالشرح والتعليق، وأضاف إليها عشرة أصول أخرى، كانت بمثابة إضافة مهمة ولازمة وضرورية، ودليلا واضحا على أن أى عمل بشرى- أيا كانت قيمته- هو ناقص ويحتاج إلى من يكمله.. (وللحديث بقية إن شاء الله).

(2)

الحقيقة أن البنا لم يكن يوما، ولا يجب أن يكون، فوق مستوى النقد، لأنه فى النهاية بشر يصيب ويخطئ.. وقد أقر الرجل فى البند السادس من «الأصول العشرين» التى وضعها كأساس لفهم الإسلام بأن: «كل احد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم، وكل ما جاء عن السلف رضوان الله عليهم موافقا للكتاب والسنة قبلناه، وإلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى بالاتباع، ولكنا لا نعرض للأشخاص - فيما اختلف فيه - بطعن أو تجريح، ونكلهم إلى نياتهم، وقد أفضوا إلى ما قدموا».. كما أن البنا لم يكن تصادميا إزاء الأفكار أو المواقف العملية المناهضة، فقد كان يستوعبها، ويحاول جهده أن يغير مسارها تدريجيا إلى الوجهة التى يريد بالحجة والإقناع.. نجح أحيانا، وأخفق أحيانا أخرى.. ومن المؤكد أن البنا لم يكن تكفيريا، والذى يقرأ البند الأخير فى «الأصول العشرين»، يتبين له ذلك بوضوح.. يقول الرجل: «لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين، وعمل بمقتضاهما، وأدى الفرائض، برأى أو معصية، إلا إن أقر بكلمة الكفر، أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال، أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر».. وقد أقر البنا بإسلام كل من قال إنه مسلم، أو تسمى بأسماء المسلمين.. كما أنه خاطب الزعماء والحكام وكل من فى مؤسسات الدولة على أنهم مسلمون.. ولم يحدث أن استعمل مصطلحات مثل؛ دار الحرب، أو دار الإسلام، أو الجاهلية، أو الحاكمية..الخ.

النظام الخاص الذى أنشأه البنا، لعب دورا فى مقاومة المحتل البريطانى على ضفاف القناة، وفى مقاومة عصابات بنى صهيون على أرض فلسطين..المصيبة أنه فى مرحلة ما لم يستطع البنا السيطرة عليه، فكانت جرائم اغتيال القاضى الخازندار، والنقراشى، وتفجير محكمة باب الخلق.. وقد استنكرها البنا نفسه وقال عن مرتكبيها إنهم «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين».. لكن، الموضوعية والإنصاف يقتضيان منا - تفسيرا لا تبريرا - أن نقول، إن هذه كانت سمة العصر، فكان لحزب الوفد تنظيم عسكرى باسم «القمصان الزرقاء»، ولحزب مصر الفتاة باسم «القمصان الخضراء»، وللإيطاليين المقيمين فى القاهرة تشكيل شبه عسكرى باسم «القمصان السوداء»، وللملك فاروق نفسه تنظيم عسكرى باسم «الحرس الحديدى»، مهمته التصفية الجسدية للمعارضين المغضوب عليهم، وكان ضمن أعضائه الرئيس السادات، أحد المتهمين فى قضية اغتيال أمين عثمان.

لقد مضى على استشهاد البنا 65 عاما، حدثت خلالها متغيرات كثيرة، وكان من الضرورى أن تقوم قيادات الجماعة بمراجعة مجموعة رسائله التى تضمنت رؤيته الفكرية والسياسية والاجتماعية، فضلا عن المنهج، والوسائل، والحركة، والبناء التنظيمى والإدارى..الخ، بحيث تقر ما تراه مناسبا، وتستبعد ما تراه متصادما أو حتى غير متوائم مع مستجدات العصر.. والحقيقة أن قيادة الجماعة فى منتصف الثمانينات، أعلنت قبولها بالديمقراطية، واستدركت على البنا مسألتى الشورى والمرأة، من حيث اعتبار الشورى ملزمة وليست معلمة، وان للمرأة حق الترشح للمجلس النيابى كما هى ناخبة..أما مسألة استخدام القوة عندما لا يجدى غيرها - حسب تعبير البنا - فقد كان موقف الجماعة منها مخالفا، وهو إدانة العنف ورفضه مطلقا، ولم يحدث فى الفترة من 1975 حتى 2012 حادثة عنف واحدة.. لكن هذا لم يكن ليكفى، فقد كان ضروريا أن تعلن الجماعة تبرؤها مما جاء برسائل البنا، خاصة فيما يتعلق بهذه القضية..

(3)

قدم البنا فهمه وفقهه للإسلام، ولك أن تتفق أو تختلف معه.. كان الرجل إفرازاً طبيعياً للمناخ السياسى والاجتماعى والاقتصادى والثقافى الذى ساد النصف الأول من القرن العشرين.. ومن البديهى أن لكل عصر سياقه وظروفه، المحلية والإقليمية والدولية، وأن ما يجوز فى حق عصر ما، ربما لا يجوز فى حق عصر آخر، وهكذا.. كان فقه البنا تعبيراً عن وجود أزمة، بل أزمات.. فقد سقطت الخلافة الإسلامية على يد كمال أتاتورك عام 1924.. وكان هناك الاحتلال الإنجليزى الرابض على ضفاف القناة والمتحكم فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى مصر، ولم تكن قضية الاستقلال تحتل مكانها المأمول لدى الأحزاب.. وكانت هناك أيضا عصابات بنى صهيون التى تدفقت على أرض فلسطين مع ما ارتكبته من مذابح، وعمليات طرد وإبادة.. كانت لدى البنا قناعة كاملة بأن الإسلام فيه من القيم والمعانى ما يجعل أبناءه قادرين على مواجهة كل هذه الأزمات، وتحقيق النهضة والحضارة والتقدم..أنشأ تنظيماً هرمياً يحمل أفكاره ورؤيته، ويحقق أهدافه من خلال خطوات عملية محددة: تعريف، وتكوين، وتنفيذ، ولكل خطوة أو مرحلة سماتها.. فالتعريف هو القيام بنشر الدعوة، والتكوين هو اختيار الأنصار والأعوان، والتنفيذ هو الوصول إلى إقامة المجتمع المسلم، ومنه تنشأ الحكومة المسلمة، ثم الخلافة وأستاذية العالم.. ويعتقد البنا «أن أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة تنتظم شؤون الناس فى الدنيا وفى الآخرة، وأن الذين يظنون أن هذه التعاليم إنما تتناول الناحية العبادية أو الروحية دون غيرها من النواحى مخطئون فى هذا الظن»، ثم يقول: «فالإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف، والقرآن الكريم ينطق بذلك كله ويعتبره كله من لب الإسلام ومن صميمه، ويوصى بالإحسان فيه جميعه» (رسالة المؤتمر الخامس).

عن قضية العلاقة بين الإسلام والانتماء القومى والوطنى، يقول د. أحمد الريسونى فى كتابه «الفكر الإسلامى وقضايانا السياسية المعاصرة» (دار الكلمة للنشر والتوزيع؛ ط1، 2010)، «إن الأنبياء يبعثون- أول ما يبعثون- على أساس قومى ووطنى، وقد تنحصر دعوتهم فى هذا الصعيد وقد تمتد خارجه، ولكن بعده. وهذا واضح صريح فى حديث القرآن الكريم عن كافة الأنبياء والمرسلين». ثم يقول: «وللفقيه الشافعى الكبير، المعروف بالقفال الكبير (ت 365 هجرية)، رأى يقول فيه: «فإذا بعث الرسل إلى أمم مختلفى البلاد والألسنة والأخلاق، كان المقصود الأصل هم قوم ذلك الرسول وأهل بلده، فإذا ثبتت الدعوة فيهم صح الأصل، ثم من سواهم تبع وفرع». يعقب الريسونى على هذا فيقول: «على أن هذه الطبيعة والوظيفة القومية للأنبياء ليست ذات منطق عنصرى، وإنما هى ذات منطق فطرى... إن النزعة العالمية والوحدة الإسلامية، لا يمكن أن تتقدم قيد أنملة، ما لم تمر عبر القومية والوطنية؛ فالوحدة الإسلامية والأخوة الإسلامية لن تكون سوى خيالات وتمنيات، إذا لم تكن هناك وحدة وطنية وأخوة قومية». يستطرد قائلا: «ومن هنا ندرك الخلل الفظيع الذى يقع فيه بعض الإسلاميين حين يستخفون بانتماءاتهم الوطنية والقومية، وقد يعادونها ويشمئزون منها. وما زلنا نسمع من بعضهم استعمال وصف (وثنى) لكل ما هو (وطنى)... ولعل مما يعمق هذا الخلل ويزينه فى النفوس، ذلك الشعار الذى أطلقه بعض الدعاة فى هذا العصر (يقصد البنا وقطب)، وهو: (جنسية المسلم عقيدته)، وهو شعار ملتبس خادع للمثاليين السطحيين؛ فالجنسية اليوم هى انتماء مدنى اجتماعى، له حقوق وعليه واجبات، وليس انتماء مذهبيا عقديا، حتى يقرن بالعقيدة ويقارن بها».

(4)

ماذا عن الوطنية فى فكر البنا؟! تعالوا بنا نتناول ما قاله الرجل، ثم يكون لنا بعد ذلك تعقيب.. فى رسالة «دعوتنا»، وتحت عنوان «وطنية الحنين»، يقول البنا: «إن كان دعاة الوطنية يريدون بها حب هذه الأرض وألفتها والحنين إليها والانعطاف نحوها، فذلك أمر مركوز فى فطر النفوس من جهة، مأمور به فى الإسلام من جهة أخرى».. وتحت عنوان «وطنية الحرية والعزة» يقول: «وإن كانوا يريدون أن من الواجب العمل بكل جهد فى تحرير البلد من الغاصبين وتوفير استقلاله له، وغرس مبادئ الحرية فى نفوس أبنائه، فنحن معهم فى ذلك أيضا، وقد شدد الإسلام فى ذلك أبلغ التشديد..

وتحت عنوان «وطنية المجتمع»، يقول: «وإن كانوا يريدون بالوطنية تقوية الرابطة بين أفراد القطر الواحد، وإرشادهم إلى طريق استخدام هذه التقوية فى مصالحهم، فذلك نوافقهم فيه أيضا، ويراه الإسلام فريضة لازمة».. وفى رسالة «المؤتمر الخامس»، يقول البنا: «إن الإسلام قد فرضها فريضة لازمة لا مناص منها: أن يعمل كل إنسان لخير بلده وأن يتفانى فى خدمته، وأن يقدم أكثر ما يستطيع من الخير للأمة التى يعيش فيها، وأن يقدم فى ذلك الأقرب فالأقرب رحماً وجواراً، حتى إنه لم يجز أن تنتقل الزكوات أبعد من مسافة القصر- إلا لضرورة- إيثارا للأقربين بالمعروف. فكل مسلم مفروض عليه أن يسد الثغرة التى هو عليها، وأن يخدم الوطن الذى نشأ فيه، ومن هنا كان المسلم أعمق الناس وطنية وأعظمهم نفعاً لمواطنيه، لأن ذلك مفروض عليه من رب العالمين».. ثم يقول: وإن حب المدينة لم يمنع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يحن إلى مكة وأن يقول لأصيل، وقد أخذ يصفها «يا أصيل دع القلوب تقر».

عند هذه النقطة، لا أجدنى مختلفاً مع البنا فيما قال، بل أعتبره كان موفقاً فيه غاية التوفيق.. لكنى أختلف معه فى ثلاث قضايا؛ الأولى «وطنية الفتح»، والثانية «وطنية الحزبية»، والثالثة «حدود الوطن».. فى هذا المقال نعقب على القضية الأولى فقط (لضيق المكان)، ونؤجل القضيتين الأخريين للمقالات المقبلة بإذن الله..فى «وطنية الفتح».

يقول البنا: «وإن كانوا يريدون بالوطنية فتح البلاد وسيادة الأرض فقد فرض ذلك الإسلام ووجّه الفاتحين إلى أفضل استعمار وأبرك فتح، فذلك قوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) [الأنفال: 39]».. ووجه الاختلاف هو أن الأصل فى العلاقة بين المسلمين وغيرهم هى السلم وليست الحرب (انظر كتاب: صناعة الفتوى وفقه الأقليات للعلامة عبد الله بن بيه، وكتاب: المسلم مواطناً فى أوروبا، لفيصل مولوى)، وأن العلة التى تبيح للمسلمين قتال الأعداء تتضمن سببين: أولهما: هو الحرابة والمقاتلة والاعتداء، وليس مجرد الكفر.. بذلك قال جمهور من الفقهاء من المالكية والحنفية والحنابلة.. عملا بقوله تعالى: «وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا» (البقرة: 190)، وقوله: «ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة» (التوبة: 13)، وقوله: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم» (الممتحنة: 8)، وهذه كلها آيات محكمة.. وقد تعزز هذا بكثير من الأحاديث الصحيحة..

ولو كان القتل لمجرد الكفر جائزاً، لكان هذا مناقضاً لعدم الإكراه على الدين، لقوله تعالى: «لا إكراه فى الدين» (البقرة: 256)، وقوله: «أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين» (يونس: 99)، وقوله: «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» (الكهف: 29).. وثانيهما: منع الفتنة، أى الدفاع عن حرية الإنسان فى اختيار الدين الذى يشاء، فهذا معنى قوله: «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة» (الأنفال: 39).

(5)

ما زلنا نتحدث عن الوطنية فى فكر البنا.. وفى هذا المقال نتناول رأيه فى «وطنية الحزبية»، حيث يقول: «وإن كانوا يريدون بالوطنية تقسيم الأمة إلى طوائف تتناحر، وتتضاغن، وتتراشق بالسباب، وتترامى بالتهم، ويكيد بعضها لبعض، وتتشيع لمناهج وضعية أملتها الأهواء، وشكلتها الغايات والأغراض، وفسرتها الأفهام وفق المصالح الشخصية، والعدو يستغل كل ذلك لمصلحته، ويزيد وقود هذه النار اشتعالا، يفرقهم فى الحق ويجمعهم على الباطل، ويحرم عليهم اتصال بعضهم ببعض وتعاون بعضهم مع بعض، ويحل لهم هذه الصلة به والالتفاف حوله، فلا يقصدون إلا داره، ولا يجتمعون إلا زواره، فتلك وطنية زائفة لا خير فيها لدعاتها ولا للناس»..

كان البنا - إذن - ضد الحزبية والتعددية السياسية التى كانت موجودة آنذاك، وكان يرى فيهما سببا لتفكك الأمة وضعفها وعجزها وفشلها، وهو ما أدى إلى تراكم المشكلات والأزمات فى كافة المجالات والميادين.. هذا فى الوقت الذى كان يقتضى - حسب رؤيته - حشد قوى الأمة كلها لمقاومة الاحتلال الإنجليزى الذى لعب أخطر الأدوار فى عرقلة أى خطوة نحو النهوض والتقدم..

والواقع أن ممارسة الحزبية والتعددية السياسية على النحو الصحيح لا تتعارض مع مقاومة الاحتلال، ولا هى ضد النهوض والتقدم.. فالاختلاف فى الرؤى والأفكار والأطروحات بين الأحزاب حول قضية ما، سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، لاشك أنه ينير الطريق أمام النظام الحاكم بما يتيحه له من بدائل وخيارات، وبما يقدمه للمجتمع من فرص متباينة لاستجلاء واستكشاف الأفضل لما فيه خير البلاد والعباد.. وتلعب الأحزاب - المعارضة - دورا كبيرا فى الحد من استبداد وفساد النظام الحاكم، كما أنها تمنح الشعب - من خلال التداول السلمى للسلطة - الفرصة فى حرية اختيار من يمثله، والبرنامج الذى يعبر عن طموحاته وأشواقه.. وهذه هى الديمقراطية.. فى كتابه (الفكر المقاصدى: قواعده وفوائده)، يقول الريسونى: «الديمقراطية حينما تؤخذ بصدق ونزاهة، وحينما تتخذ وسيلة بريئة لا يمكن أن تكون إلا فى خدمة الإنسان، وفى مصلحة الإنسان، وفى مصلحة الجماعة الإنسانية، وهذا كله يصب فى مقاصد الإسلام وشريعته، أو هو بعض منها.. فالديمقراطية عدل ومساواة، ومساواة فى تطبيق القانون، ومشاركة الشعب حكم نفسه»..

ومن عجب أن البنا قبل بالتعددية المذهبية داخل الجماعة، ولم يقبل بالتعددية السياسية، بالرغم من أن الأخيرة تقى الجماعة من طغيان فكرة أو استبداد رأى.. وقد عزز هذا الاتجاه أنه كان يرى الشورى معلمة وليست ملزمة، وكيف يمكن أن يؤدى هذا إلى استبداد الإمام أو الحاكم.. ومن عجب أيضا أن تتحول الجماعة (أو التنظيم) عنده إلى وعاء يحوى كل شىء، على اعتبار أن الإسلام فيه السياسة والاقتصاد والاجتماع.. إلخ.. ونسى أن ثمة فارقا كبيرا بين الوعاء ومحتوياته.. كما نسى أيضا أن الإسلام وضع أطرا عامة، وأن التفاصيل تحتاح إلى اجتهادات كثيرة ومتنوعة، من حيث الفكر والتطبيق، وملاءمة ذلك للزمان والمكان.. حتى فيما يتعلق بالأطر العامة، سوف نجدها مرتبطة بفهم من يتعامل معها.. يقول أبوالسعود فى تقديمه لكتاب «الوظيفة العقيدية للدولة الإسلامية، لحامد عبد الماجد»: «فالبدهيات والمسلمات - وإن كانت مطلقة فى ذاتها، إلا أنها نسبية حين يؤمن بها معتنقوها. والقواعد العامة المستخلصة منها نسبية حين تشتق من أصولها، إذ هى نتاج الفكر البشرى الذى يهتدى إليها فيصورها على هيئته الذاتية، ويقدمها مزجاة فى منطقه الشخصى - والتطبيق على الواقع متعلق بتصور هذا الواقع، منتسب إلى اجتهاد من يقوم بهذا التطبيق، فهو نسبى من جهتين: جهة الاجتهاد فى فهم الواقع والاجتهاد فى اختيار القاعدة التى تنطبق عليه».. هذا فيما يتعلق بالبديهيات، فما بالك عزيزى القارئ بما هو مختلف فيه وهو كثير؟! (وللحديث بقية إن شاء الله).

(6)

ظلت أفكار البنا بشأن «الحزبية» قائمة ومسيطرة على الجماعة حتى بداية الثمانينيات من القرن الماضى.. وكان أول من فكر فى الانقلاب عليها هو عمر التلمسانى، المرشد الثالث للإخوان، إذ رأى برجاحة عقله وثاقب فكره أن ممارسة العمل السياسى لن تكون بمنأى عن العمل الحزبى.. وفى ظنى أن المناخ السياسى العام وقانون انتخابات مجلس الشعب عام 1984 هما السبب فى ذلك، فقد كان الأخير يعتمد على نظام القوائم فقط، ويشترط لنجاح الحزب المشارك فى الانتخابات أن يحصل على 8٪ - كحد أدنى- من مجموع أصوات الناخبين على مستوى الجمهورية، وإلا سقط حقه فى نجاح أى قائمة له حتى لو حازت على 100٪ من الأصوات فى دائرتها.. وقد اتصل التلمسانى بفؤاد سراج الدين للتنسيق بين الإخوان والوفد، بحيث يحقق الإخوان- بجماهيريتهم- تخطى الوفد للنسبة المطلوبة، ويعطى الوفد الشرعية القانونية للإخوان بالنزول على قوائمه.

قبل وفاة التلمسانى (22 مايو 1986) بشهرين تقريباً، كنا مجتمعين- كمكتب إرشاد- معه فى مستشفى «كليوباترا»، حيث كان يعالج.. فوجئنا به يعرض علينا فكرة إنشاء حزب.. وقع الخبر على رؤوس أعضاء المكتب كالصاعقة، وبدا الأمر وكأنه انحراف عن فكر البنا، ولولا أنه معروض من المرشد لكان رد الفعل عنيفاً.. بعد تولى محمد حامد أبوالنصر منصب المرشد اجتمع مكتب الإرشاد ومعه بعض الإخوان القدامى من ذوى الرأى لدراسة قضية الحزب.. كان هناك خلاف حاد بين رأيين، الأول يمثله صلاح شادى والثانى يمثله الدكتور أحمد الملط.. الأول يقول إن التلمسانى كان يقصد تحول الجماعة كلها إلى حزب، بحيث يصير وعاء يتضمن كل أنشطة الجماعة، بينما قال الثانى: بل ما فهمته أن يكون الحزب قسماً من أقسام الجماعة.. وانتهى الاجتماع ولم نصل إلى حل.

فى عامى 1989 و1995، أقر مجلس شورى الجماعة فكرة إنشاء حزب، وترك لمكتب الإرشاد اختيار الكيفية التى يكون عليها، والوقت الذى يعلن فيه ذلك.. فى بداية التسعينيات قام مكتب الإرشاد بعمل عدة ندوات حول التعددية السياسية.. لكن المناقشات حينذاك لم تكن بالعمق ولا بالإحاطة المطلوبة.. كما أن المكتب لم يبذل الجهد المناسب فى التحرك داخل صفوف الإخوان لتوعيتهم بقبول فكرة التعددية.. والنتيجة أن الحال بقى على ما هو عليه.. وفى منتصف التسعينيات شاركت قيادات الجماعة فى حوارات حول الإصلاح السياسى، حضرها ممثلون عن الوفد والتجمع والعمل والأحرار والشيوعيين، وبعض الرموز والشخصيات العامة.. وقد انتهت هذه الحوارات إلى عمل ورقة حول الموضوع نشرت عام 1998.. لكن، للأسف- كما العادة- لم يتم بذل أى جهد داخل الإخوان حول مضمون هذه الورقة.. وفى أغسطس 2000، اقترحت على مكتب الإرشاد وضع خطة لقبول فكرة إنشاء الحزب على المستوى المجتمعى العام، وعلى مستوى الجماعة.. وقد كلفت بذلك، إلا أنه تم توقيفى فى مايو 2001، وأفرج عنى فى أغسطس 2002، وبالطبع لم يهتم أحد بالموضوع.. فى عام 2004 صدرت مبادرة الإصلاح باسم المرشد العام للإخوان.. صحيح أنها نوقشت على مستويات عدة إلا أنها لقيت نفس المصير من الإهمال والترك.

بعد ثورة 25 يناير تمت الموافقة على إنشاء حزب «الحرية والعدالة»، وكان من رأيى- الذى أعلنته مراراً- أن يكون الحزب منفصلاً بشكل كامل عن الجماعة، حتى يتم تجنب الازدواجية فى اتخاذ القرارات وعدم الخلط بينهما، على اعتبار أن لكل منهما وظيفته ووسائله وآلياته، إلا أن قيادة الجماعة لم تستجب، ويبدو أنها خشيت من إفلات الحزب من بين يديها من ناحية، وألا يحصل على نسبة المقاعد المرجوة من ناحية أخرى.

(7)

اليوم نتناول قضية من أخطر القضايا فى فكر «البنا»، والتى أثير حولها جدل كبير، وأقصد بها ما جاء تحت عنوان «حدود وطنيتنا».. يقول البنا: «أما وجه الخلاف بيننا وبينهم فهو أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة، وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية، فكل بقعة فيها مسلم يقول: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وطن عندنا له حرمته وقداسته وحبه والإخلاص له والجهاد فى سبيل خيره».. وهذا كلام يحتاج إلى مناقشة.

من المعلوم أن الوطن هو الأرض التى يقيم عليها الإنسان.. والمواطنة كما يقال هى فعل انتماء للوطن، وهى مفاعلة بين الإنسان والمكان، ينشأ عنها حب الوطن، وتترتب عليها حقوق وواجبات متبادلة بينهما.. فى كتابه «صناعة الفتوى وفقه الأقليات» يقول العلامة عبدالله بن بية: «المواطنة تُعرف الآن بأنها عبارة عن علاقة متبادلة بين أفراد مجموعة بشرية تقيم على أرض واحدة، وليست بالضرورة منتمية إلى جد واحد، ولا ذاكرة تاريخية موحدة أو دين واحد، إطارها دستور ونظم وقوانين تحدد واجبات وحقوق أفرادها.. إنها شبه جمعية تعاونية ينتمى لها بصفة طواعية أفرادها بشكل تعاقدى.. إن قيم هذه المجموعة فى المفهوم الحديث هى عكس المفهوم التاريخى الذى يقوم على العرق أو الدين أو التاريخ المشترك، على فرضية أن التنوع نفسه يصبح قيمة كبرى من خلالها يكون الانسجام من طريق التفاعل بين مختلف الخصوصيات للوصول إلى المصالح الكبرى للمجموعة بتفعيل المشترك الإنسانى، وتحييد عنصر الإقصاء والطرد، كما يستبعد عنصر نقاء النسب الذى يؤدى إلى تقسيم المواطنين إلى درجات كما كان عند الرومان أو العرب فى عصر الجاهلية».

ثم يقول: «المواطنة رباط أو رابطة اختيارية معقودة فى أفق وطنى يحكمه الدستور (الوطنية الدستورية)، أى شعور الفرد بانتمائه إلى جماعة مدنية مؤسسة على المشاركة فى القيم الأساسية.. والمواطنة تتسامى على الفئوية، لكنها لا تلغيها، والمطلوب أن تتواءم معها، وتتعايش معها تعايشا سعيدا».

يستطرد قائلا: «لعل ذلك أهم تحول فى مفهوم المواطنة الحديث، ولعله هو أهم جسر لتكون القيم الدينية لكل مجموعة بشرية محترمة ومقبولة.. وأن هذا يلتقى مع المفهوم الإسلامى للتعايش البشرى، والمسلم لا يجد حرجا، بل قد يكون متعاونا معها».

إن ما ذهب إليه «البنا» لم يعد واقعا فى كل بلاد العالم اليوم، نظرا للمواثيق الدولية التى تحفظ حرية الإنسان، حيث تنص دساتير الدول على ذلك.. ويرى جمهور العلماء مشروعية العيش المشترك مع غير المسلمين، ولو كان ذلك تحت سلطان غير إسلامى.. وقد سبق أن أشرنا إلى أن عبارة «جنسية المسلم عقيدته» ليست مقبولة، لأن الجنسية انتماء مدنى اجتماعى، له حقوق وعليه واجبات، وليس انتماء مذهبيا أو عقديا، حتى يقرن بالعقيدة أو يقارن بها (الريسونى، الفكر الإسلامى وقضايانا المعاصرة).. وإذا افترضنا جدلا أن جالية مصرية مسلمة تعيش فى ضاحية بأمريكا، فهل يمكن اعتبار هذه الضاحية وطنا خاصا بهم، أم أنها جزء من الدولة الأمريكية التى يعيشون فيها، وبالتالى يجرى عليها ما يجرى على بقية أنحائها من خضوع والتزام بدستورها وقوانينها؟! وماذا لو أعلنت هذه الجالية عصيانها وعدم احترامها هذه القوانين، وأرادت أن تحتكم إلى قوانين مصر، فهل يمكن أن تتركها السلطات الأمريكية لتفعل ذلك؟ ثم ما هو موقف مصر حينئذ؟ بمنطق «البنا» يجب أن تتحرك السلطة فى مصر لكى تعين هذه الجالية على فرض قوانينها، وإن أدى هذا إلى حرب مع الإدارة الأمريكية، على اعتبار أن هذه الضاحية تمثل جزءا من مصر.. فهل هذا معقول؟! بالمثل، هل تجيز الدولة فى مصر لجالية سودانية مسلمة أن تستقطع مساحة من أرضها لتقيم عليها إقامة دائمة، وبدستور وقوانين السودان؟ هل هذا أيضا معقول؟! بالطبع لا، لكنه معقول عند الإخوان!

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

عن نفسي وصلت لقناعة أنهم أي الإخوان المسلمين ديدنهم المراوغة و الكذب البواح

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

على المستوى الفردي الحوار معهم ضياع للوقت لأنهم خبراء في اللجاجة و المراوغة و نادرا ما تجد إخوانيا يقول لك أنه إخواني بل يقول لست منهم و لكني أحترمهم.

و نظريا ربما يكون الحوار مجديا لو على مستوى الحوار مع الأقارب.

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

عن نفسي وصلت لقناعة أنهم أي الإخوان المسلمين ديدنهم المراوغة و الكذب البواح

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

على المستوى الفردي الحوار معهم ضياع للوقت لأنهم خبراء في اللجاجة و المراوغة و نادرا ما تجد إخوانيا يقول لك أنه إخواني بل يقول لست منهم و لكني أحترمهم.

و نظريا ربما يكون الحوار مجديا لو على مستوى الحوار مع الأقارب.

عقب اغتيال السادات فى الثمانينات اطلق التليفزيون المصرى برنامجا اسمه "ندوة للرأى" كان يقدمه حلمى البُلُك يرحمه الله

جاب البرنامج البلاد طولا وعرضا .. وربما غطى جميع محافظات مصر

وكانت تلك الندوات تذاع تليفزيونيا .. وكانت الندوة الواحدة تستغرق ساعتين أو ثلاثة

وكان عدد كبير من هذه الندوات يأخذ شكل المناظرة

وأذكر ندوة فى الإسكندرية كان يحضرها - من الجانب السلفى - الطبيب ياسر برهامى

مضى أكثر من ثلاثين عاما على هذه الندوات التى كانت تأخذ كما قلت شكل المناظرات

وكان يتبعها أسئلة من جمهور الحاضرين وإجابات من المحاضرين أو المتناظرين

كان جهدا كبيرا واستغرق وقتا طويلا وغطى مساحة كبيرة من مصر

ماذا أنتج ؟ .. أنتج نموا لنفس الفكر الذى كانت تدور حوله الندوات بلا أى تغيير اللهم إلا الانتشار

والنمو .. والتغول .. إلى أن وصل لحكم مصر .. وبعد أن رفضهم الشعب

تحولوا إلى حرق الوطن واغتيال أبنائه

لابد - فى رأيى - حتى يعتدل ميزان تقييم حسن البنا أن نسأل سؤالا

هل كان حسن الينا داعية يدعو غير المسلمين إلى الإسلام ؟

أم كان حركيا ينشئ تنظيما له هدف معين .. وإن كان كذلك فماذا كان هدف هذه الحركة ؟

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

كنت أحسب أن حسن البنا كان راجلا طيبا وكان قصده خير لما ابتدع الجماعة والوصايا والتنظيم وغير ذلك ولكن لما سمعت له تسجيلا وجدت إنه الأصل في كل تكفير في الجماعة والأصل في كل كبر واستعلاء والأصل في كل تفرقة وتفريق والأصل في كل أقصاء واستحلال لأموال الناس ولأنفسهم ..


. دققوا في كلامه جيدا


https://www.youtube.com/watch?v=L-AEm6hyW-I


الرجل جعل الإسلام في نفسه وأعطاه فقط لمن اتبعه ....


. الرجل خلف مرضي لا سبيل إلى براءتهم من مرض عضال وداء مزمن لا ينفك عنهم من أعراضه إحنا بس ومعارضنا كافر خاين حلال الدم


إحنا الإسلام وما عدانا هو الكفر


تم تعديل بواسطة tarek hassan

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

كنت أحسب أن حسن البنا كان راجلا طيبا وكان قصده خير لما ابتدع الجماعة والوصايا والتنظيم وغير ذلك ولكن لما سمعت له تسجيلا وجدت إنه الأصل في كل تكفير في الجماعة والأصل في كل كبر واستعلاء والأصل في كل تفرقة وتفريق والأصل في كل أقصاء واستحلال لأموال الناس ولأنفسهم ..

. دققوا في كلامه جيدا

https://www.youtube.com/watch?v=L-AEm6hyW-I

الرجل جعل الإسلام في نفسه وأعطاه فقط لمن اتبعه ....

. الرجل خلف مرضي لا سبيل إلى براءتهم من مرض عضال وداء مزمن لا ينفك عنهم من أعراضه إحنا بس ومعارضنا كافر خاين حلال الدم

إحنا الإسلام وما عدانا هو الكفر

كثيرا ما كنا نسمع كلام قيادات الجماعة أنهم جماعة من المسلمين وليس جماعة المسلمين ردا على اتهامهم بتكفير الآخرين وحتى الحركات الإسلامية الأخري

ولكن المتأمل في كلام البنا أنه يدعو المخلصين أن يلحقوا بالجماعة وإلا كانوا مخطئين

فكرة أن الجماعة هي الإسلام الصحيح تظهر في سلوك أفرادها وقادتها

البعض منهم كان يقول أن البنا جاء بالدين الجديد وكنت أظن أنهم يعنون أنه جاء مجددا للدين

ولكن لتضح أنهم يعنونها على حقيقتها (كل ما عاداهم ليس على الدين الصحيح)

وأنهم الجماعة التي تتبني كل جوانب الإسلام العقائدية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية

وليس ما كان يقال كل على ثغر من ثغور الإسلام يكمل بعضها بعضا

مشكلة الحركات الإسلامية وأولها الإخوان أنها تتعامل وكأن بقية المجتمع إما مسلمون ناقصي الإسلام أو غير مسلمين

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

مشكلة الحركات الإسلامية وأولها الإخوان أنها تتعامل وكأن بقية المجتمع إما مسلمون ناقصي الإسلام أو غير مسلمين

وبناء عليه يكون الكبر والتكفير والتحقير واستباحة الأموال والدماء

بعضهم أوهمني أنه معتدل

ولكنه حينما جاءت الأخبار تنبيء عن مقتل بعض الضباط وجدناه يهلل ويكبر ولما رأى تعجبنا حاول التبرير

وجدت أنه من لا يقتل منهم استباحة الآخرين بأي شكل ضمن عقيدته

والله لقد قاطعني الكثيرون مشكورين بسبب مخالفتي لهم في الرأي فأبصرت ضلالهم شيئا فشيئا وزالت الغشاوة عن عيني وزال تعصبي لهم

تم تعديل بواسطة tarek hassan

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...
«البنا» فى الميزان (8)

11/23/2014

محمد حبيب

من الضرورى بين الحين والآخر أن يراجع الإنسان أفكاره ومواقفه، فلعله يجد خطأ فى هذه أو تلك، فيصوبه.. وليس فى هذا عيب، بل هو عين الصواب.. ونحن مأمورون بذلك فى كل أمورنا.. من هذا المنطلق أجدنى مدينا لـ«البنا» وللقارئ باعتذار، فقد ذكرت أن الرجل فى حديثه عن شمولية الإسلام للسياسة والاقتصاد والاجتماع نسى أن الإسلام وضع أطرا عامة فقط، وترك التفاصيل الكثيرة للاجتهاد البشرى فى الفكر والتطبيق، تبعا لظروف الزمان والمكان.. والحقيقة أن البنا لم ينس ذلك، بل ذكره فى أكثر من موضع فى بعض رسائله.

لاشك أن الرجل كان مهموما بقضيتى الإصلاح والاستقلال، لذا كان موقفه الرافض للحزبية، خاصة فى مصر، فنراه يقول: «إن الحزبية إن جازت فى بعض الظروف فى بعض البلدان، فهى لا تجوز فى كلها، وهى لا تجوز فى مصر أبدا، خاصة فى هذا الوقت الذى تستفتح فيه عهدا جديدا، ونريد أن نبنى أمتنا بناء قويا يستلزم تعاون الجهود وتوافر القوى، والانتفاع بكل المواهب، والاستقرار الكامل، والتفرغ التام لكل أنواع الإصلاح».. وفى موضع آخر يقول: «وإذا جاز لبعض الأمم التى استكملت استقلالها، وفرغت من تكوين نفسها أن تختلف وتتحزب فى فرعيات الأمور، فإن ذلك لا يجوز فى الأمم الناشئة أبدا»..

وعن الأحزاب يقول: «إن هذه الأحزاب المصرية الحالية أحزاب صناعية أكثر منها حقيقية، وإن العامل فى وجودها شخصى أكثر منه وطنياً، وإن المهمة والحوادث التى كونت هذه الأحزاب قد انتهت فيجب أن ينتهى هذا النظام بانتهائها».. ولنا أن نستغرب قوله: إن الإسلام لا يقر نظام الحزبية ولا يرضاه ولا يوافق عليه(!)، من باب أنه دين الوحدة فى كل شىء، سلامة الصدور، ونقاء القلوب، والإخاء الصحيح، والتعاون الصادق بين بنى الإنسان جميعا، فضلا عن الأمة الواحدة والشعب الواحد.

يذكر «البنا» أن فكرة الإخوان تضم كل المعانى الإسلامية، وتمثلت فيها كل عناصر الإصلاح، بل أصبح كل مخلص غيور يجد فيها أمنيته.. فهى دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية.. فهل كان يستهدف بذلك سحب البساط من تحت أقدام الجميع: جماعات وهيئات وأحزابا، أم وضعهم فى سلة واحدة تحت راية الإخوان؟!.. ربما كان يقصد الأول، وفى هذه الحالة لا أتصور أن الجماعة قادرة على أن تفى بكل ذلك، فالناس عقول وأفهام ومدارك شتى، تتباين فى رؤاها وتوجهاتها وطرق تناولها للأمور تباينا شديدا، خاصة فيما يتعلق بالسياسة ومناهج الإصلاح والتغيير.. ثم إن نزوع الأفراد والجماعات إلى التنافس فيما بينهم أمر لا يجب إغفاله أو نسيانه.. فقوله تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» (المائدة: 2)، وقوله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» (الحجرات: 13)، يشيران إلى وجود تعددية، وأن هذه التعددية يجب أن تكون سببا فى المنافسة لما فيه خير البشر.. وإذا كان التخصص قرين الابتكار والإبداع، فإن المنافسة، فى المجال الواحد- سياسيا كان أو اقتصاديا- تحفيز وتحميس للأفراد والجماعات على الجودة والإتقان وبلوغ المعالى، وهذه كلها أهداف سامية يسعى إليها الإسلام.. كنت أود أن يدعو «البنا» الجماهير إلى المشاركة فى الأحزاب والعمل على تطهيرها وتطويرها وتقويتها كأوعية للتنشئة والتربية السياسية، لا إلى تصفيتها.. هذا التفكير «الاحتكارى» لا يوفر أياً من المعنيين: التعددية والتنافسية.. أضف إلى هذا أننا كإسلاميين- للأسف- لا نعرف كيف نختلف سياسيا داخل صفوفنا،

فضلا عن الاختلاف مع الآخرين، ولنا فى ذلك تاريخ طويل مخضب بالدم، وكان السيف هو الفيصل، والإمام «المتغلب» الذى يحكم ويسود خير شاهد ودليل.. لذا لم يكن مستغربا أن يرفض الإخوان أثناء فترة حكمهم رأى المعارضة، وأن يرفضوا إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ولو أنهم قبلوا لكان للتاريخ مسار آخر.

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

البنا في الميزان (9)

محمد حبيب

السبت 29-11-2014 21:55

فى رأيى أن «البنا» جانبه الصواب حينما قال: «أعتقد أن الإسلام وهو دين الوحدة فى كل شىء، وهو دين سلامة الصدور، ونقاء القلوب، والإخاء الصحيح، والتعاون الصادق بين بنى الإنسان جميعا، فضلا عن الأمة الواحدة والشعب الواحد، لا يقر نظام الحزبية ولا يرضاه، ولا يوافق عليه، والقرآن الكريم يقول: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) [آل عمران: 103]».. ولعلى أُذَكِّر القارئ الكريم بما سبق أن قلناه فى مقالنا: («البنا» فى الميزان «6»)، إن عمر التلمسانى، المرشد العام الأسبق للإخوان، هو أول من طرح فكرة إنشاء حزب على مكتب الإرشاد قبل وفاته عام 1986، وإن مجلس شورى الجماعة وافق فى جلستيه عامى 1989 و1995 على إنشاء حزب، وفوض مكتب الإرشاد فى تحديد الكيفية التى يكون عليها الحزب ومتى يتم الإعلان عنه.. فهل كانت هذه المواقف مما لا يقره الإسلام؟ بالطبع لا.. هى فى التحليل الأخير رأى سياسى، نتفق أو نختلف معه.. لقد كان التلمسانى ومجلس شورى الجماعة يعبرون عن فهمهم، وبالتالى فالاختلاف معهم ليس اختلافا مع الإسلام أو مع المقدس.. ولو أن «البنا» قال إن الإسلام ربما لا يقر، أو أظن أنه لا يقر نظام الحزبية، مازال اللبس، ذلك لأن لفظى «ربما» و«أظن» يختلفان كثيرا عن «أعتقد»، فأن يقال: اعتقد فلان الأمر، أى صدقه وعقد عليه قلبه وضميره، كما جاء فى معاجم اللغة.. إن كثيرا من الدعاة- للأسف- يقعون فى نفس الخطأ، فيقولون إن الإسلام يقر كذا ولا يقر كذا، مع أن القضية المطروحة عادة ما تكون داخل إطار الاجتهاد الذى تختلف فيه الآراء.

فى رسالته التى ألقاها فى اجتماع رؤساء المناطق ومراكز الجهاد، المنعقد فى القاهرة فى 8 سبتمبر 1945، وتحت عنوان: «وصفنا»، يوصى «البنا» الإخوان بأن يقولوا للمتسائلين عنهم إنهم: دعوة القرآن الحق الشاملة الجامعة، وطريقة صوفية نقية، وجمعية خيرية نافعة، ومؤسسة اجتماعية قائمة، وحزب سياسى نظيف.. ثم يقول: «وقد يقولون بعد هذا كله مازلتم غامضين، فأجيبوهم: لأنه ليس فى يدكم مفتاح النور الذى تبصروننا على ضوئه.. نحن الإسلام أيها الناس، فمن فهمه على وجهه الصحيح فقد عرفنا كما يعرف نفسه، فافهموا الإسلام أو قولوا عنا بعد ذلك ما تريدون»! ولنا على هذا الكلام ملاحظتان، الأولى: أن «البنا» كان يستخدم فى حديثه عن الإخوان مصطلح «هيئة سياسية»، وهو هنا لأول مرة يطلق عليهم مصطلح «حزب سياسى»، وإن كان يضيف إليه كلمة «نظيف».. فأين ذلك من رفضه نظام الحزبية فى رسائله السابقة؟ وهل يعتبر ذلك تغييرا أو تطورا فى فكره، وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يذكر ذلك صراحة، أم أنه يعتبر الإخوان الحزب السياسى «النظيف»، أما بقية الأحزاب الأخرى فهى ليست كذلك؟! الثانية: أن «البنا» يوصى الإخوان بأن يقولوا عن أنفسهم إنهم الإسلام(!)

ومعنى هذا أن الذى يختلف مع الإخوان ولا يرى رأيهم فهو مختلف مع الإسلام.. وهذا لعمرى لم يقل به أحد، خاصة إذا كان الاختلاف حول الأصول والثوابت.. إن هناك فارقا كبيرا بين أن تقول إننى مسلم، وأن تقول إننى الإسلام.. والإسلام كما نعرف هو دين الله تعالى الذى أوصى بتعاليمه فى أصوله وشرائعه إلى النبى، صلى الله عليه وسلم، وكلفه بتبليغه للناس كافة ودعوتهم إليه.. وفى مؤلفه القيّم «الإسلام عقيدة وشريعة»، يقول الشيخ محمود شلتوت، شيخ الجامع الأزهر الأسبق: «إن العقيدة هى الجانب النظرى الذى يطلب الإيمان به أولاً وقبل كل شىء إيمانا لا يرقى إليه شك.. وأما الشريعة فهى النظم التى شرعها الله أو شرع أصولها ليأخذ الإنسان بها نفسه فى علاقته بربه، وعلاقته بأخيه المسلم، وعلاقته بأخيه الإنسان، وعلاقته بالكون، وعلاقته بالحياة.. وقد عبر القرآن عن العقيدة بالإيمان، وعن الشريعة بالعمل الصالح.. وإن العقيدة هى الأصل الذى تبنى عليه الشريعة، والشريعة أثر تتبعه العقيدة، ومن ثم فلا وجود للشريعة فى الإسلام إلا بوجود العقيدة، كما أنه لا ازدهار للشريعة إلا فى ظل العقيدة». (وللحديث بقية)..

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

البنا كان لا يرى التعددية لأنه كان يريد ان يجتمع الكل تحت راية الاخوان

المشكلة الأكبر في التماهي في فكره بين الجماعة والاسلام وهذا يفسر كثير من الأمور

وتحت عنوان: «وصفنا»، يوصى «البنا» الإخوان بأن يقولوا للمتسائلين عنهم إنهم: دعوة القرآن الحق الشاملة الجامعة، وطريقة صوفية نقية، وجمعية خيرية نافعة، ومؤسسة اجتماعية قائمة، وحزب سياسى نظيف.. ثم يقول: «وقد يقولون بعد هذا كله مازلتم غامضين، فأجيبوهم: لأنه ليس فى يدكم مفتاح النور الذى تبصروننا على ضوئه.. نحن الإسلام أيها الناس، فمن فهمه على وجهه الصحيح فقد عرفنا كما يعرف نفسه، فافهموا الإسلام أو قولوا عنا بعد ذلك ما تريدون»

الكلام فيه من الوضوح ما يقطع أي تملص ..لم يعد الأمر اتهام لكنه يعرف الجماعة (نحن الاسلام أيها الناس)

وهذه بذرة الشرور

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

أضف إلى هذا أننا كإسلاميين- للأسف- لا نعرف كيف نختلف سياسيا داخل صفوفنا،

فضلا عن الاختلاف مع الآخرين، ولنا فى ذلك تاريخ طويل مخضب بالدم، وكان السيف هو الفيصل، والإمام «المتغلب» الذى يحكم ويسود خير شاهد ودليل.. لذا لم يكن مستغربا أن يرفض الإخوان أثناء فترة حكمهم رأى المعارضة، وأن يرفضوا إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ولو أنهم قبلوا لكان للتاريخ مسار آخر.

ليتهم قبلوا

لكنهم للأسف اختاروا طريق الجنون والانكار والشمشونية

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...